🔮 حوار بين الفتاة المثقفة والمتخلفة 🔮

[خادمة ام أبيها]

جلست طالبتين على مقعد طويلة في ساحة الجامعة ، حيث تجمع الطلاب ودراستهم قبل الامتحان ، كانت تجلس في نفس المقعد طالبة ترتدي العباءة ويظهر من هيئتها نوع من الالتزام الديني والخلقي.

الساعة الان الحادية عشر وخمسون دقيقة والامتحان سيبدأ بعد عشر دقائق.
نظرات الطالبتين كانت موجهة نحو الطالبة بشكل يثير الريبة ، التفتت اليهن الطالبة وقالت :
-هل من شيء ؟ لماذا تنظرن الي !؟.
تسرعت احداهن بالجواب بنوع من الاستحقار وقالت :
-نعم ، منظرك لا يناسب بنت جامعية مثقفة وانتي بهذا اللباس المتخلف.
-وهل الثقافة باللبس ؟ لو كانت كذلك لماذا تدرسي وانتي بقمة " الثقافة " من مظهرك العصري !.
ضحكت الطالبة بأستهزاء واجابت :
-الاناقة والجمال شيء اساسي ويجب الالتزام به في كل مكان.
-حسناً لو كان فعلاً كذلك لماذا وقت صلاتك تخفي جمالك واناقتك امام الله ؟! أليس الله جميل ويحب الجمال ، اذن تكحلي وتجملي وضعي المكياج وصلي لكي تكوني جميلة في كل مكان.
عجزت الطالبة عن الرد ، فتكلمت صديقتها وقالت :
-بالطبع الصلاة شيء اخر ، لأنها عمل عبادي وليس حياة طبيعية ، ونطلب رضا الله بها وليس رأيه عن جمالنا، افتهمي يا متخلفة !.
-جيد يعني الان تطلبوا رأي الناس هنا ؟ وليس رضا الناس ام الأمرين معاً ؟.
-لا نطلب شيئاً ، فقط نظهر بما يناسبنا ويليق بنا.
ابتسمت الطالبة وقالت :
-وانا كذلك مثلك ، لا اطلب رأيك ولا رضاكِ.
-ولكنكِ متخلفة بهذا اللباس.
-متى ينتهي الامتحان عندكِ ؟.
ضحكت الطالبات وقالت احداهن :
-يبدأ بعد خمسة دقائق وينتهي بعدها بساعتين ! لماذا هل تريدي الهرب منا ؟.
-لا ، ولكن احببت ان اسأل هل استعدتي له ؟ ام مازلتي تقضي وقت هكذا بدون فائدة.
-لا تقلقي فأنا مجتهدة ومثابرة ، ولا تتهربي من موضع كلامنا حول اللبس يا متخلفة.
-لم اتهرب ولكنكِ الان نسيتي موعد امتحانكِ فقد بدأ من قبل ان تجلسي هنا.
تفاجأت الطالبة بكلامها وقالت :
-كيف هذا ؟ هل تمزحي ؟!.
-لا امزح مطلقاً ، فأنكِ نسيتي اختبارك الاساسي وتذكرتي الثانوي ، منذ ولادتكِ بدأ الاساسي والذي يبدأ بعد دقيقتين هو ثانوي ، فتركتي الاساسي واهتميتي بالثانوي.
ضحكت الطالبة وقامت من المقعد هي وصديقتها وقالت :.
-لا تتفاخري بالالتزام والتدين فأنا اعرف ربي وواجباتي.

قامت الطالبة بهدوء ونظرت اليهن وذهبت وقبل ذهابها قالت : لو كنتي تعرفي ربكِ لما اهتميتي بشؤون غيركِ ولو كنتي تعرفي ربكِ لما تجملتي لغيركِ ، ولو كنتي تعرفي ربكِ لحاولتي فهم نصيحتي ، ولو كنتي تعرفي ربكِ لحاولتي التفكير بنفسكِ ، ولو كنتي تعرفي ربكِ لسعيتي الى ستر نفسكِ مثلما تسعي لأظهار جمال جسمكِ.