في سن العشرين كنتُ قد سافرت إلى مشهد لطلب العِلم وكنت حينها أحمل معي نفقةَ مالٍ قليلة لم تلبث حتى نفدت وأصبحت لا املك ولا توماناً واحداً ،
فبقيت جراء ذلك دون طعامٍ لا يدخل معدتي سوى الماء بقيت على تلك الحال و لم أكن لأبوح لأُستاذي بشيءٍ من ذلك لعزةِ نفسٍ وحياء إيمان كان الضعف قد أخذ مني طاقة كبيرة حتى اني كنت حينما اريد صعود السُلّم أكاد اقع على وجهي ولم يكن حينها يسندني شيء سوى البسملة كنت أرددها كثيراً واستعين بها على ضعفي وقلة حيلتي لعلمي أنها أقرب الأذكار إلى إسم الله الاعظم الذي يفتح مغاليق السماء والأرض
وفي اليوم الثالث تحاملت على ضعفي وذهبت إلى دار الأستاذ كنتُ في باحة الدار و بعض الطلبةِ في البالكون وإذا بأحدهم يناديني .. سيد عادل .. سيد عادل
فالتفت نحوه فقال ألا تريد المبلغ الكذائي؟
فقلت باستفسار التعجب و اي مبلغٍ تعني!
فقال المبلغ الذي كنتَ قد اقرضتني إياه في ما مضى ألا تذكره!
فقلت والله لم يكن ببالي لقد نسيته
ثم اقترب مني واعطاني المبلغ فذهب عني الضيق ببركة بسم الله الرحمن الرحيم
--------------------------
من ذكريات آية الله السيد عادل العلةي طاب ثراه