يشكل «وباء السمنة» إحدى المشكلات السائدة في المجتمع، وما يزال العديد من أولياء الأمور، وأطباء الأطفال، وأختصاصيي التغذية،
يواصلون حربهم ضد هذا الوباء لدى الأطفال؛ لأن إدراك أهمية الأكل الصحي يمثل نصف المعركة فقط، ويُعزى ازدياد معدل السمنة
بين الأطفال للافتقار إلى ممارسة التمارين والألعاب الرياضية، إضافة إلى الاعتماد الزائد على تناول الوجبات السريعة.
إن تعليم السلوك الصحي منذ الصغر على جانب كبير من الأهمية؛ لأن الأطفال يجدون صعوبة في التكيف مع التغيير عند الكبر.
ويمثل التشجيع على ممارسة الأنشطة والتمارين الرياضية والتغذية السليمة الركن الأساسي للوقاية من السمنة لدى الصغار والكبار
يفشل بعض الأهالي في إظهار الاهتمام الكافي بغذاء طفلهم في المدرسة أو المنزل. وأصبحت رقائق البطاطس (الشيبس)، والحلوى،
والشيكولاتة، والهامبورغر، وغيرها من المأكولات الأخرى الجزء الأكبر من النظام الغذائي اليومي للعديد من الأطفال،
والتي تشكل ضرراً على صحتهم على المدى الطويل.
لذا يتعين على أولياء الأمور والهيئات التعليمية أن تتولى المزيد من المسؤولية، وتضمن أن الأطفال يتناولون الأطعمة الصحية السليمة.
ومع توفير الظروف السليمة، سيتيح ذلك الفرصة لتشجيع التلاميذ على تناول المزيد من الفاكهة والخضراوات والاعتياد على مذاق
أطعمة قليلة الأملاح والسكريات والدهون.
وفيما يأتي بعض النصائح والإرشادات التي من شأنها ضمان أن طفلك يسير في الاتجاه الصحيح:
· تخزين الأطعمة الصحية
Á اجعلي الفاكهة والخضراوات ضمن روتين الأكل اليومي، وقدميها من 5-4 مرات يومياً.
Á اجعلي الأمر سهلاً على طفلك ليختار الوجبات الصحية الخفيفة من خلال الاحتفاظ بالفاكهة والخضراوات في متناول يديه
وجاهزة للتناول. وتتضمن الوجبات الخفيفة الأخرى الجيدة، الزبادي، زبدة الفول السوداني والكرفس، أو رقائق الحبوب الكاملة والجبن.
Á قدمي اللحم الخالي من الدهون، والمصادر الأخرى الجيدة التي تحتوي على البروتين، مثل البيض، والبندق.
Á الحد من مقدار الدهون التي يتمّ تناولها من خلال تجنب الأطعمة المقلية بشدة، واختاري طرائق أكثر صحية للطهي،
مثل الشوي على الفحم، والشوي داخل الفرن، والطهي على البخار.
Á الحد من الوجبات السريعة والوجبات الخفيفة ذات المكونات الغذائية المنخفضة، مثل رقائق البطاطس، والحلوى. لكن لا تمنعي تماماً
الوجبات الخفيفة المفضلة عن منزلك. وبدلاً من ذلك اجعليها من المأكولات التي تقدم من وقت لآخر حتى لا يشعر طفلك بالحرمان.
Á الحد من المشروبات السكرية، مثل الصودا، والمشروبات بنكهات الفواكه. وقدمي الماء والحليب بدلاً منها.
· وجبة الإفطار
قال أحد المؤلفين: «تُعدّ وجبة الإفطار أشبه بملك، والغداء بأمير، والعشاء بشخص فقير». بالتأكيد أن هذه المقولة صحيحة؛
لأن وجبة الإفطار تساعد على العمل كمنظم للشهية لبقية اليوم. فهي توفر جلوكوزاً إضافياً للعقل، حيث أظهرت دراسات عديدة
أن الأطفال الذين يتناولون وجبة الإفطار لديهم قدرة أفضل على التركيز، ويمكنهم التحصيل بصورة أكبر.
· التخطيط للوجبات
من الأمور الحيوية أن تجعلي الأطفال يشاركون في عملية التسوّق؛ لأن ذلك يعلمهم اختيار المأكولات الصحية، مثل الفاكهة،
والخضراوات، خلال التسوق في متاجر السوبر ماركت.
· تناول الوجبات في مواعيد منتظمة
من الضروري أن يتناول أفراد العائلة الوجبات سوياً في مواعيد منتظمة. لأن الأكل بسرعة لا يسمح بالوقت الكافي للهضم
والإحساس بالشبع. لذا يُنصح الأطفال بعدم الاندفاع بسرعة في تناول وجباتهم.
كما يجب تجنب أنشطة أخرى خلال أوقات تناول الوجبات، مثل مشاهدة التلفاز، اللعب بالهواتف المحمولة، وألعاب الفيديو.
· ابتكري بيئة منزلية نشطة
خصصي وقتاً للعائلة بأسرها للمشاركة في أنشطة جسمانية منتظمة يستمتع بها أفراد العائلة، مثل ركوب الدراجات، أو الجري،
أو المشي. وبدلاً من الاعتماد على الخادمات أو المساعدة الخارجية، يُنصح بتحديد أعمال منزلية نشيطة لكلّ فرد من أفراد العائلة،
مثل التنظيف باستخدام المكنسة الكهربائية، أو غسيل السيارة، أو تنظيف غرفهم. قومي بتبديل جدول الأعمال المنزلية
لأطفالك لتجنب الملل والروتين.
د. نهى علي أحمد/
أخصائية طب الأطفال
تم نشره في مجلة رياض الزهراء العدد 57