إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

أسباب النزول في ضوء روايات اهل البيت (ع) :﴿ تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَب ﴾ المسد1

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • أسباب النزول في ضوء روايات اهل البيت (ع) :﴿ تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَب ﴾ المسد1

    بسم الله الرحمن الرحيم
    والصلاة والسلام على محمد واله الطيبين الطاهرين
    واللعنة الدائمة على اعدائهم الى قيام يوم الدين


    سورة المسد (اللهب) من السور التي نزلت في مكة وتحدثت عن مصير أبي لهب، أحد أشد أعداء النبي (صلى الله عليه وآله). وقد أجمع المفسرون على أن هذه السورة نزلت بسبب موقفه العدائي تجاه دعوة الإسلام، وخصوصًا في أول إعلان النبي (صلى الله عليه وآله) لدعوته بين عشيرته الأقربين. وسنناقش سبب نزول الآية وفقًا لما للروايات الواردة عن أهل البيت (عليهم السلام).


    ذكر علي بن إبراهيم القمي في تفسيره أن هذه السورة نزلت حينما أمر الله نبيه (صلى الله عليه وآله) بأن يدعو عشيرته الأقربين إلى الإسلام. وعندما جمعهم النبي (صلى الله عليه وآله) وعرض عليهم دعوته، قام أبو لهب بطريقة مستهزئة وقال:

    “تَبًّا لَكَ يَا مُحَمَّدُ! أَلِهَذَا جَمَعْتَنَا؟”

    فنزل قوله تعالى: ﴿تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ﴾ (المسد: 1)

    أي خسرت يداه وهلك عمله، كما حكم الله بهلاكه في الدنيا والآخرة.

    اذن أبا لهب لم يكن فقط من أعداء الإسلام، بل كان أيضًا من أشد المحاربين للدعوة المحمدية، فكان يرسل زوجته أم جميل للإضرار بالنبي، وكانت تحمل الحطب وتضعه في طريق النبي إيذاءً له، فأنزل الله: ﴿وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ﴾ (المسد: 4)


    روايات أهل البيت (عليهم السلام) حول سبب نزول الآية

    1. رواية الإمام الصادق (عليه السلام) عن مجلس الدعوة الأول

    ورد عن الإمام الصادق (عليه السلام) في تفسير هذه الآية أن النبي (صلى الله عليه وآله) عندما دعا عشيرته الأقربين وجمعهم، قال لهم:

    “إن الله أمرني أن أنذر عشيرتي الأقربين، وأني لا أملك لكم من الله شيئًا إلا أن تقولوا لا إله إلا الله.”

    فقام أبو لهب وقال:

    “تَبًّا لك يا محمد، ألهذا جمعتنا؟!”

    فنزلت الآية ﴿تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ﴾ (المسد: 1).

    (بحار الأنوار، ج 18، ص 206)


    2. حديث الدعوة الثانية ونصّ الوصاية لعلي (عليه السلام)

    في كتاب المناقب لابن شهر آشوب، يروي عن الإمام الباقر (عليه السلام) أن النبي (صلى الله عليه وآله) دعا بني عبد المطلب مرة أخرى، وأطعمهم وسقاهم، ثم قال لهم:

    “يا بني عبد المطلب، أطيعوني تكونوا ملوك الأرض وحكامها، وما بعث الله نبيًا إلا جعل له وصيًا، فأيكم يكون أخي ووزيري ووصيي ووارثي وقاضي ديني؟”

    فقام الإمام علي (عليه السلام) وقال: “أنا يا رسول الله.”

    فأخذ النبي (صلى الله عليه وآله) بيده وقال:

    “هذا أخي، ووصيي، وخليفتي من بعدي، فاسمعوا له وأطيعوا.”

    فقام أبو لهب ساخرًا وقال:

    “لقد أمرك أن تتبع ابنك!” ثم خرج مستهزئًا، فنزلت الآية ﴿تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ﴾.

    (المناقب، ابن شهر آشوب، ج2، ص24)


    3. رواية الإمام الباقر (عليه السلام) عن موقف أبي لهب في بدر

    ذكر الإمام الباقر (عليه السلام) أن أبا لهب لم يشترك في غزوة بدر، لكنه عندما جاءه خبر الهزيمة، قال مستهزئًا للمشركين:

    “إن هذا ما سحركم به محمد!”

    يعني أن ما حدث في بدر كان مجرد خداع، فأنزل الله عليه عذابًا شديدًا حتى مات بعد أيام بمرض قبيح.

    (تفسير نور الثقلين، ج 5، ص 661)



    أهم الدروس من نزول السورة:

    • تأكيد أن العداء للنبي (صلى الله عليه وآله) يورث الخسران في الدنيا والآخرة.

    • إثبات أن النسب القرشي لا يشفع لصاحبه إذا كان معاديًا للدين، فقد كان أبو لهب من بني هاشم لكنه في النار.

    • إظهار أن النبي (صلى الله عليه وآله) قد نصّب عليًا (عليه السلام) وصيًا له أمام الجميع، مما يكشف عن موقف المشركين تجاه هذا التعيين.


    بهذا نرى أن الآية ليست فقط لعنة على شخص معين، بل هي بيان إلهي عن مبدأ عام في محاربة أعداء الدين، وتجسيد لحقيقة أن المصير الأبدي يعتمد على الموقف من الإسلام، لا على النسب أو القربى من النبي (صلى الله عليه وآله).
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X