إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

مفردات قيّمة من القرآن الكريم، ﴿رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ﴾

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • مفردات قيّمة من القرآن الكريم، ﴿رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ﴾

    بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَـنِ الرَّحِيمِ
    اللهم صلِّ على مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّد


    قال الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ[1].

    الإنسان في وجوده الحياتي تحيط به مجموعة من الخبائث وهي لا تناسب من يريد التقرب الى الله تعالى بسبب كونها تبعد من يتعاطى بها عنه تعالى، لذا أرشد عز وجل المؤمنين الى خبث تلك الأشياء كقوله تعالى: ﴿وَلُوطًا آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ تَعْمَلُ الْخَبَائِثَ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمَ سَوْءٍ فَاسِقِينَ
    [2]، ولما كان الحكم أو الوصف الذي كالحكم قائما بشيء نسب اليه بحسب الظاهر منتسبا الى الاعيان الخارجية فالمراد منها آثارها إما جميعها أو الاثر الظاهر منها، ولما كان الامر بالاجتناب والتوصيف بأنه من عمل الشيطان لا يناسب نفس الاعيان فالمراد من الخمر مطلق استعمالها أو شربها، فكلّ مسكر من الشّراب إذ أخمر، فهو خمر، وما أسكر كثيره فقليله حرام، حرّم الله الخمر قليلها وكثيرها، وبيعها وشراءها، والانتفاع بها. وقَالَ رَسُولُ اَللهِ صَلَّى اَللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ: ((مَنْ شَرِبَ اَلْخَمْرَ فَاجْلِدُوهُ فَإِنْ عَادَ فَاجْلِدُوهُ فَإِنْ عَادَ اَلثَّالِثَةَ فَاقْتُلُوهُ))[3].
    وورد عَنْ جَابِرٍ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ قَالَ: ((لَعَنَ رَسُولُ اَللهِ صَلَّى اَللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ فِي اَلْخَمْرِ عَشَرَةً غَارِسَهَا وَحَارِسَهَا وَبَائِعَهَا وَمُشْتَرِيَهَا وَشَارِبَهَا وَاَلْآكِلَ ثَمَنَهَا وَعَاصِرَهَا وَحَامِلَهَا وَاَلْمَحْمُولَةَ إِلَيْهِ وَسَاقِيَهَا))
    [4].
    وأمّا الميسر فالنّرد والشّطرنج، وكلّ قمار ميسر فاللعب به، بأن يأخذ ويعطي أو مطلق استعماله لصورته لا لمادته، فإن استعمال المادة لا ضير فيه قطعا ككسر آلات القمار، أو احراقها، لأن يطبخ بها وهكذا، ومن الانصاب فالأوثان التي كانوا المشركون يعبدونها واستعمال الاصنام للعبادة أو مطلق الاستعمال بالصورة لا المادة ككسر الصنم أو الايقاد به واستعمال سهام الاقداح للتعيين والتي كانت يستقسم بها مشركو العرب في الجاهلية، فجميع هذه من الارجاس المعنوية الموجبة لقذارة النفس، وعدم لياقة من استعملها لحضور الله تعالى وهي من عمل الشيطان ووسوسته، فاجتنبوا من الجميع لحصول الطهارة والفلاح لكم بترك تلك الامور من حيث الاقتضاء، فكلّ هذا بيعه وشراؤه، والانتفاع بشيء من هذا حرام محرّم من الله، وهو رجس من عمل الشيطان، فقرن الله الخمر والميسر مع الأوثان.
    وقد ورد عَنْ جَابِرٍ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ قَالَ: لَمَّا أَنْزَلَ اَللهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَى رَسُولِ اَللهِ صَلَّى اَللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ: ((﴿إِنَّمَا اَلْخَمْرُ وَاَلْمَيْسِرُ وَاَلْأَنْصابُ وَاَلْأَزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ اَلشَّيْطانِ فَاجْتَنِبُوهُ﴾، قِيلَ: يَا رَسُولَ اَللهِ مَا اَلْمَيْسِرُ فَقَالَ: كُلُّ مَا تُقُومِرَ بِهِ حَتَّى اَلْكِعَابُ وَاَلْجَوْزُ قِيلَ فَمَا اَلْأَنْصَابُ قَالَ مَا ذَبَحُوهُ لآِلِهَتِهِمْ قِيلَ فَمَا اَلْأَزْلاَمُ قَالَ قِدَاحُهُمُ اَلَّتِي يَسْتَقْسِمُونَ بِهَا))
    [5].
    والاهتمام من بين الجميع بالخمر والميسر لأجل هذا المطلب وهو أن الشيطان يريد بسببهما إلقاء العداوة والبغض بينكم بصدور الاقوال الركيكة والافعال الغير اللائقة في الأول بما يوجب ذلك، ولإلقاء البغض لأجل المال في الثاني مضافا الى كونهما سببين للغفلة عن الله وعن الصلاة، لكثرة الاشتغال بهما المانعة من التوجه الى الله، مع أن الله يرى الخبث الذاتي إذا حصل منهما يمنع عن التوجه اليه، مع المفاسد الطبية التي أدرك بعضها بعض.
    ثم استفهم في الآية اللاحقة وختمها تعالى بعبارة ﴿فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ﴾،‌ بسبب هذه المفاسد، أي يكفي لكم في أن ترتدعوا عنها لكونكم من العقلاء أم لا؟ فهو امر بالانتهاء على ابلغ بيان.
    ثم امر بإطاعة الله والرسول والحذر من الامور السابقة، وأن عصيانهما والتولي عنهما لا يضر النبي صلّى الله عليه وآله، إذ ليس عليه الا البلاغ الظاهر، ولكن الله يعاقبكم.
    وأما الذين طعموا من الخمر قبل ذلك من المؤمنين الصلحاء فلا جناح عليهم إذا اتقوا بعد ذلك، وبقوا على الايمان، ثم لاحظوا بالتدبر، ومع ذلك بقوا على الايمان والاتقاء، ثم تفكروا وجعلوا الله وقاية لهم، وأحسنوا الى الغير والله محب المحسنين.


    [1] سورة المائدة، الآية: 90.
    [2] سورة الأنبياء، الآية: 74.
    [3] الكافي، ج 7، ص 218.
    [4] الكافي، ج 6، ص 429.
    [5] الكافي، ج 5، ص 122.

المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X