إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

مفردات قيّمة من القرآن الكريم، ﴿يَوْمَ يَجْمَعُ اللهُ الرُّسُلَ﴾

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • مفردات قيّمة من القرآن الكريم، ﴿يَوْمَ يَجْمَعُ اللهُ الرُّسُلَ﴾

    بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَـنِ الرَّحِيمِ
    اللهم صلِّ على مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّد


    قال الله تعالى: ﴿يَوْمَ يَجْمَعُ اللهُ الرُّسُلَ فَيَقُولُ مَاذَا أُجِبْتُمْ ۖ قَالُوا لَا عِلْمَ لَنَا ۖ إِنَّكَ أَنتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ[1].

    في هذه الآية وما يليها لنا أن نقول إنها تشكّل حكاية أو اقصوصة الدور الرئيسي للنبي عيسى بن مريم عليه السلام وبيئتها الّتي تتحرّك فيها المواقف، والأحداث هي بيئتنا القيامة والدنيا، فقد تحرّكت الأقصوصة من البيئة الاخروية حينما يوجّه الله تعالى إلى عيسى كلاما خاصّا في خضمّ ذلك اليوم الّذي يجمع الله الرّسل فيه فيسألهم عن ردود الفعل التي صدرت عنها مجتمعاتهم.
    الكلام الموجّه إلى عيسى عليه السلام هو تذكيره بنعم الله عليه من تأييده بروح القدس وتكليمه الناس في المهد وخلقه بإذن الله الطير وإبرائه الأكمه والأبرص، وانقاذه من مؤامرات اليهود ثمّ كفران مجتمعه برسالة عيسى حينئذ مع كونها قد اقترنت بالظواهر الإعجازيّة المذكورة.
    وقول الحواريين لعيسى عليه السّلام؛ هل يستطيع ربك تنزيل المائدة لنا من السماء، ولعل غرضهم أن هذا شيء ممكن، فيقع لتعلق القدرة أو غير ممكن، لعدم استعدادنا لأكل المائدة السماوية، وعلى قراءة التاء ونصب الرب سؤال منه عليه السّلام، أي هل تقدر على ذلك السؤال أو لا بد من اذنه تعالى في سؤالك ولعل ذلك اقرب الى التأدب، فأجابهم بالاتقاء في صورة الايمان وعدم السؤال بعنوان الاقتراح بعد اتمام الحجة، فقالوا له عليه السّلام لا يكون غرضنا امتحان الرب أو امتحانك، بل غرضنا تكميل ابداننا بالتغذية السماوية وحصول مرتبة الاطمئنان لنا في قلوبنا؛ أي تكميل المرتبة التوسطية وحصول اليقين الشديد بنبوتك واعلامنا لسائر الخلائق أو نزول المائدة حتى يقع التكميل لهم وتمام ذلك من الامور الحسنة؛ ولا يكون محض الاقتراح.
    واضح، أن هذا النمط من العرض للبيئة الأخروية ينطوي على دلالة فنيّة ممتعة حين نأخذ بنظر الاعتبار أن النصّ يستهدف توصيل هذه الحقائق إلى المتلقي ليفيد منها في تعديل سلوكه إلّا أنه بدلا من أن يسرد هذه الحقائق في نطاقها الدنيوي سردها في النطاق الأخروي حيث نستخلص منها المكانية أن يفيد المتلقي من هذه الحقائق ليس مسألة الإيمان بالله فحسب بل مسألة اليوم الآخر بما يواكبه من الحساب بمعنى أن هدفا مزدوجا سوف يواجه المتلقي حينما تتحرّك الاقصوصة في بيئة الآخرة لتنقله - من ثمّ - إلى البيئة الدنيويّة فيتمثّل حقيقة اليوم الآخر مضافا إلى حقائق الحياة الدنيوية من خلال اقصوصة واحدة بالنحو الّذى فصّلنا الحديث عنه.
    فاذكر يا محمد صلى الله عليه وآله يوما يجمع الله الرسل في ذلك اليوم، ويسألهم ماذا اجبتم أي كنتم رسلا مني الى الخلائق، ولا بد من جواب قولي أو فعلي من الاعراض والاطاعة ولما أن هذا سؤال عن تمام اقوال الامة وافعالهم من اول الامة الى آخرها، فيظهرون العجز وعدم العلم، وأن الله تعالى عالم بتمام ما كان من الامور غائبا عنهم، فتمام الانانيات تندكّ تمام الاندكاك، ويعلمون أن قيام الرسالة بالله، اذ فائدة الرسالة التوصل الى الجواب وهو لا يحصل الا بالله.
    واذكر خطاب الله لعيسى عليه السّلام وتعداد النعماء عليه ووالدته من التأييد بروح القدس، وتكلمه في المهد والكهولية (ولو كان الرفع قبل الكهولة يكون المراد التكلم بعد النزول) وتعليم الكتاب أي الامور الثابتة، والحكمة العملية والاخلاقية، والتوراة والانجيل، من الشرعيات المتعلقة بالعبادات الظاهرية، والسياسات، وما في الانجيل من النصائح، وتحليل بعض ما حرم واوصافك، ومن النعماء كف بني اسرائيل عنك، وذلك على مذهب اهل الاسلام، لا على قول من يرى أنه صلب وقتل.
    وورد عَنْ بُرَيْدٍ اَلْكُنَاسِيِّ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ عَنْ قَوْلِ اَللهِ عَزَّ وَجَلَّ: ((﴿يَوْمَ يَجْمَعُ اللهُ الرُّسُلَ فَيَقُولُ مَاذَا أُجِبْتُمْ ۖ قَالُوا لَا عِلْمَ لَنَا﴾، قَالَ: فَقَالَ إِنَّ لِهَذَا تَأْوِيلاً يَقُولُ مَاذَا أُجِبْتُمْ فِي أَوْصِيَائِكُمُ اَلَّذِينَ خَلَّفْتُمُوهُمْ عَلَى أُمَمِكُمْ قَالَ فَيَقُولُونَ لاَ عِلْمَ لَنَا بِمَا فَعَلُوا مِنْ بَعْدِنَا))
    [2].

    [1] سورة المائدة، الآية: 109.
    [2] الكافي، ج 8، ص 338.

المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X