بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على محمد واله الطيبين الطاهرين
واللعنة الدائمة على اعدائهم الى قيام يوم الدين
بحث فقهي: صلاة النساء في المساجد
مقدمة:
لقد أولى الإسلام المرأة عناية خاصة، فجعل لها مكانة عظيمة وكرامة مصونة، وأوصى بالحفاظ على حشمتها وصيانتها؛ فهي قلب الحياة ومركز الأسرة. ومن مظاهر هذا الاهتمام، تشريع أحكام خاصة بها، تُراعي طبيعتها وحاجاتها، ومنها: أحكام الخروج، الزينة، الحجاب، والمشاركة في المجالات الاجتماعية والدينية، ومن ذلك: الصلاة في المسجد.
وهنا يُطرح السؤال:
هل خروج المرأة لأداء الصلاة في المسجد له حكم شرعي خاص؟ وهل يُفضل لها الصلاة في بيتها أو في المسجد؟
الرأي الأول: أفضلية صلاة المرأة في بيتها
أدلة هذا القول:
والصلاة والسلام على محمد واله الطيبين الطاهرين
واللعنة الدائمة على اعدائهم الى قيام يوم الدين
بحث فقهي: صلاة النساء في المساجد
مقدمة:
لقد أولى الإسلام المرأة عناية خاصة، فجعل لها مكانة عظيمة وكرامة مصونة، وأوصى بالحفاظ على حشمتها وصيانتها؛ فهي قلب الحياة ومركز الأسرة. ومن مظاهر هذا الاهتمام، تشريع أحكام خاصة بها، تُراعي طبيعتها وحاجاتها، ومنها: أحكام الخروج، الزينة، الحجاب، والمشاركة في المجالات الاجتماعية والدينية، ومن ذلك: الصلاة في المسجد.
وهنا يُطرح السؤال:
هل خروج المرأة لأداء الصلاة في المسجد له حكم شرعي خاص؟ وهل يُفضل لها الصلاة في بيتها أو في المسجد؟
الرأي الأول: أفضلية صلاة المرأة في بيتها
أدلة هذا القول:
- رواية المخدع:
في الرواية الصحيحة عن النبي (صلى الله عليه وآله):
«صلاة المرأة في بيتها أفضل من صلاتها في حجرتها، وصلاتها في مخدعها أفضل من صلاتها في بيتها.»
– [وسائل الشيعة، ج5، ص198]
- الاحتياط في الصيانة:
البيت مكان أكثر صونًا وحفظًا لحشمة المرأة، فيُرجّح عليه المسجد، لا سيما مع احتمال الوقوع في مخالطة الرجال أو التزين والخروج بلا ضرورة. - الفتاوى الفقهية:
هذا القول هو المشهور بين الفقهاء، كالسيد الخوئي، والسيد الحكيم، والشيخ الفياض، حيث يفضلون للمرأة الصلاة في موضع أكثر صيانة وبعدًا عن نظر الأجانب، وهو المخدع.
المخدع: بفتح الميم وسكون الخاء، هو البيت الصغير داخل البيت الكبير.
الرأي الثاني: استحباب الصلاة في المسجد يشمل المرأة أيضًا
بيان هذا القول:
الرأي الثاني: استحباب الصلاة في المسجد يشمل المرأة أيضًا
بيان هذا القول:
- الروايات المشيرة إلى حضور النساء في مسجد النبي (صلى الله عليه وآله):
عن أمير المؤمنين (عليه السلام):
«كنّ النساء يُصلين مع النبي (صلى الله عليه وآله) وكان يُؤمرن أن لا يرفعن رؤوسهن قبل الرجال لضيق الأزر.»
– [وسائل الشيعة، ج5، ص198]
- سيرة النساء في عصر النبي (ص):
ثبت أن النساء كنّ يشهدن الجماعة في المسجد، وهو مما يدل على رجحان هذا الفعل حين تتوفر شروط الحشمة. - رأي السيد السيستاني دام ظله:
السيد السيستاني يرى أن حضور المرأة للصلاة في المسجد مستحبٌ في الجملة، بشرط أن يكون المكان الذي تُصلي فيه أبعد عن نظر الأجانب، فإن توفّر لها ذلك في المسجد، لم تكن الصلاة في البيت أفضل بالضرورة.
قال دام ظله:
“الذي استظهرناه من النصوص أن الأفضل للمرأة أن تختار المكان الذي تكون فيه أبعد عن مرأى الرجال الأجانب، فإن تحقق ذلك في المسجد، لم تُفضل الصلاة في البيت عليه.”
إضافة فقهية مهمّة: قاعدة التزاحم بين الاستحباب والصيانة
من الدقة الفقهية في المقام أن يُنظر إلى المسألة من زاوية التزاحم:
- عند تعارض استحباب الصلاة في المسجد مع أولوية الصيانة والحشمة، يُقدم الأهم، وهو الصيانة.
- أما إذا انتفت المزاحمة – كما لو توفّر في المسجد مكانٌ خاصٌ بالنساء بعيدٌ عن نظر الأجانب – فإن الاستحباب يبقى جاريًا بلا مزاحم.
وهذا ما يتطابق مع ما استظهره السيد السيستاني من النصوص، بأن العبرة ليست بالمكان ذاته، بل بدرجة الصيانة فيه.
النتيجة والخلاصة:
النتيجة والخلاصة:
- صلاة المرأة في المخدع أو البيت أفضل في الجملة، إذا كان المسجد مظنة النظر أو الاختلاط.
- أما إذا تهيأت في المسجد ظروف الصيانة، فإن الصلاة فيه تكون راجحة ومستحبة.
- لا تعارض بين الروايات عند الفحص الدقيق، بل هي محمولة على اختلاف الظروف التي تكون فيها المرأة