تمر علينا في الخامس والعشرون من شهر شوال ذكرى شهادة سيدنا ومولانا صادق علوم ال محمد الإمام جعفر بن محمد الصادق صلوات الله وسلامه عليه وعلى آبائه وأجداده الطيبين الطاهرين وحري بنا يا موالين أن نحي ذكراه العطرة وننشر رشحات من فضائله وعلومه التي أصبحت نبراسا لكل طالب حقيقة يبتغي مرضاة الله عزوجل وشفاعة الرسول الاعظم محمد (صلى الله عليه وآله وسلم ) وأهل بيته الطيبين الطاهرين..
ولد سيدنا ومولانا الامام جعفر الصادق عليه السلام يوم الاثنين السابع عشر من شهر ربيع الاول سنة ثلاث وثمانين من الهجرة وهو اليوم الذي ولد فيه رسول الله صل الله عليه واله وسلم , وقد ورد عن النبي صل الله عليه واله وسلم انه قال : اذا ولد ابني جعفر بن محمد بن علي بن الحسين فسموه الصادق .منتهى الامال للشيخ عباس القمي ج 2 ص 159
أسس الإمام جعفر بن محمد الصادق صلوات الله وسلامه اكبر جامعة إسلامية في زمانه ولو تتبعنا صفحات التاريخ البشري في الماضي والحاضر لن نجد جامعة انتسب إليها أربعة آلاف تلميذ كان باستطاعة كل واحد منهم مناظرة عشرات العلماء في شتى مجالات العلم والمعرفة ، كلهم ينادون بصوت واحد : حدثنا جعفر بن محمد الصادق (عليه السلام )
كانت مدرسة الإمام الصادق (عليه السلام ) هي المدرسة الإسلامية الوحيدة التي انشغلت بجهادها ونضالها ضد الزناقة
والملحدين والدهريين واستطاعت دحض ادعاءاتهم وأباطيلهم وأعلت كلمة الله وثبتت مبادئ دينه الصحيح
وليتأمل منتسبو المدارس الأخرى في شهادة مؤسسي مدارسهم وممن قالوا في حقه : ما رأتْ عَينٌ، ولا سمعت أذنٌ، ولا خَطَر على قلب بشرٍ، أفضل من جعفر بن محمد الصادق (عليه السلام ) ، علماً، وعِبادة، وَوَرَعاً، وما رأيت أحداً أفقه من جعفر بن محمّد، ولولا السنتان لهلك النعمان...
ومن الجدير بالذكر ان مدرسة الإمام أحمد بن حنبل أخذت من مدرسة الشافعي ، ومدرسة الشافعي أخذت من مدرسة مالك ، ومدرسة مالك أخذت من مدرسة أبي حنيفة ، وأبو حنيفة هو من تتلمذ على يد جعفر بن محمد وهو صاحب المقولة المشهورة (لولا ألسنتان لهلك النعمان) فمعنى ذلك أن كل المدارس الإسلامية تدين بالفضل والعلم لمدرسة أستاذ العلم والفقاهة الامام جعفر بن محمد الصادق(عليه السلام)
وأراد الإمام جعفر الصادق (عليه السلام ) رفع مستوى الوعي الديني والأخلاقي لدي اتباع مدرسة اهل البيت عليهم السلام وبدى ذلك جلياً في أحاديثه الشريفة الى المنتسبين لمدرستهم وطريقة دعوتهم إليها والصور العاكسة لمنهجهم وعقيدتهم ، وكما ورد عنه صلوات الله وسلامه عليه : كونوا زيناً علينا ولا تكونواً شيناً ، كونوا دعاة لنا صامتين ، وكونوا دعاة للناس بغير ألسنتكم ، لا ينال شفاعتنا مستخف بالصلاة
ومن التعاسة التي بُليت بها هذه الأمة أن المجتمعات الغربية في زمننا الحاضر أخذت من مدرسة الامام جعفر بن محمد الصادق (عليه السلام ) ، وكتبت عن إنجازاته العلمية وطورتها، بينما لم تتقن شريحة كبيرة من أمة جده الرسول الاعظم محمد (صلى الله عليه وآله وسلم ) إلا محاربة فكره ومنتسبي مدرسته وتشرديهم وقتلهم في كل زمان ومكان لا لشي الا لأنهم من اتباع مدرسة اهل البيت (عليهم السلام ) وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون والعاقبة للمتقين.....
----
منقول