اللهم صَلِّ على محمد وال محمد
ان الفترة الزمنية لإمامة الإمام الرضا (عليه السلام), استمرت الى عشرين عاماً, أمضى منها عشرة أعوام في عهد هارون الرشيد, وفي عهد محمد الأمين خمسة أعوام , وفي عهد عبد الله المأمون الخمسة اعوام الباقية ..
فكان الإمام عليه السلام في عهد الرشيد والأمين مقيما في المدينة المقدسة , وما أن بدأ عهد المأمون وتقلده للخلافة , استدعى الإمام عليه السلام الى خراسان , ليأمن من الخطر الذي كان يهدده من شخصيّة الإمام الفذة التي كانت ترعبه , فبُعد الإمام عليه السلام عن المأمون كان مما يؤرقه ويقلقه , والحل الوحيد لهذه المشكلة هو إستدعائه الى خراسان ليكون في قبضته وضمن اطار منظومته التجسسية؛ ليتسنّى له رصد كل تحركاته ومقالاته, فالمأمون كان يخشى الإمام بشكل كبير, وفي الوقت ذاته كان يُمنّي نفسه في البقاء آمناً مُطمئناً في ظِلّ ووجود الإمام الرضا عليه السلام .ومن تلك الامور التي إعتقدها المأمون مورداً للاطمئنان ومحلا للحيطة والحذر, هو عقده ولاية العهد للإمام الرضا (عليه السلام), وجعلهُ شريكاً في الحكم, ظناً منه بأنّ ذلك يُحقق أهدافه التي طالما كان يطمح إليها, معتقداً أنّه بمجرد دخول الإمام جهازه الحاكم فأن العلويين ستنكسر شوكهم وتموت أهدافهم, وتندثر شعاراتهم, وتزول شعبيتهم بين الناس؛ بسبب خروجهم .. ومع ذلك قَبِل الإمام (عليه السلام) وِلاية العهد, ولكن قبلها على مضض.. قبلها لمّا عَرف أنّ رفضه لها سيودي بحياته ويُعّرض العلويين وشيعته الى الخطر, ومن المعلوم أنّ الإمام (عليه السلام) هو أحرص على حياته لشيعته ومحبيه , وعلى حياتهم لِما لهم من دور تربوي وتوعوي في حلّ المشاكل وتراكم الشبهات, حيث أعدّهم عليه السلام إعداداً جعل منهم مناراً وقدوة تهتدي بهم الأمة الإسلامية .وعرف أنّ رفضه لولاية العهد سيُعّرض حياته وحياة شيعته الى الخطر, ولا يُعلم أن يكون لتضحيته أثرٌ في حلّ عقدة الأمة؛ كأثر إستشهاد سيّد الشهداء (عليه السلام), الذي أحيا الأمة الإسلامية منذ ذلك اليوم الذي فُجعَت به, وحل مشكلتها, ورسم لها منهجاً واضحاً ..ثم إنّه بقبوله (عليه السلام), ولاية العهد, أصبح كالممسك العصا من وسطها , فلا خيار للعباسيين الا الاعتراف بان للعلويين حق في هذه الخلافة, بعد ان كانت النظرة السائدة عكس ذلك..ومنها أن يرى المسلمون أنّ لأهل البيت (عليهم السلام), حضور في الساحة السياسية, ولكي لا تنطلي عليهم شائعات المغرضين من أنّ أهل البيت يقتصر دورهم في كونهم فقهاء وحسب, ولا يعلمون لِما فيه خيرٌ للأمة, ابن عرفة يسأل الإمام الرضا (عليه السلام), فيجيبه, قال: ))يا بن رسول الله ما حَمَلك على الدخول في ولاية العهد ؟ فأجابه عليه السلام " ما حَمَل جدّي على الدخول في الشورى" ))[مناقب آل ابي طالب,4/364 ]. ومع هذا وذاك يكون الإمام (عليه السلام), بقبوله وِلاية العهد قد كشف من خِلالها للناس حقيقة المأمون, ويُعرّفهم بواقع وأهداف كل ما قام به (عليه السلام) , ويكون قد أزال كل شبهة عَلقت في أذهان الناس ..فقبول الامام الرضا (عليه السلام) , بولاية العهد كان له ابعاده الخاصة , لا رغبة منه فيها, ولا بقبولها من دون جدوى, ولا رفضها الذي يُعرِّض الإمام (عليه السلام), وشيعته الى الخطر, وقد تكون التضحية على غرار ذلك بالمجّان , فهذه وغيرها من امور سردناها تواً ما كانت خافيّة على امامنا عليه السلام ..
ان الفترة الزمنية لإمامة الإمام الرضا (عليه السلام), استمرت الى عشرين عاماً, أمضى منها عشرة أعوام في عهد هارون الرشيد, وفي عهد محمد الأمين خمسة أعوام , وفي عهد عبد الله المأمون الخمسة اعوام الباقية ..
فكان الإمام عليه السلام في عهد الرشيد والأمين مقيما في المدينة المقدسة , وما أن بدأ عهد المأمون وتقلده للخلافة , استدعى الإمام عليه السلام الى خراسان , ليأمن من الخطر الذي كان يهدده من شخصيّة الإمام الفذة التي كانت ترعبه , فبُعد الإمام عليه السلام عن المأمون كان مما يؤرقه ويقلقه , والحل الوحيد لهذه المشكلة هو إستدعائه الى خراسان ليكون في قبضته وضمن اطار منظومته التجسسية؛ ليتسنّى له رصد كل تحركاته ومقالاته, فالمأمون كان يخشى الإمام بشكل كبير, وفي الوقت ذاته كان يُمنّي نفسه في البقاء آمناً مُطمئناً في ظِلّ ووجود الإمام الرضا عليه السلام .ومن تلك الامور التي إعتقدها المأمون مورداً للاطمئنان ومحلا للحيطة والحذر, هو عقده ولاية العهد للإمام الرضا (عليه السلام), وجعلهُ شريكاً في الحكم, ظناً منه بأنّ ذلك يُحقق أهدافه التي طالما كان يطمح إليها, معتقداً أنّه بمجرد دخول الإمام جهازه الحاكم فأن العلويين ستنكسر شوكهم وتموت أهدافهم, وتندثر شعاراتهم, وتزول شعبيتهم بين الناس؛ بسبب خروجهم .. ومع ذلك قَبِل الإمام (عليه السلام) وِلاية العهد, ولكن قبلها على مضض.. قبلها لمّا عَرف أنّ رفضه لها سيودي بحياته ويُعّرض العلويين وشيعته الى الخطر, ومن المعلوم أنّ الإمام (عليه السلام) هو أحرص على حياته لشيعته ومحبيه , وعلى حياتهم لِما لهم من دور تربوي وتوعوي في حلّ المشاكل وتراكم الشبهات, حيث أعدّهم عليه السلام إعداداً جعل منهم مناراً وقدوة تهتدي بهم الأمة الإسلامية .وعرف أنّ رفضه لولاية العهد سيُعّرض حياته وحياة شيعته الى الخطر, ولا يُعلم أن يكون لتضحيته أثرٌ في حلّ عقدة الأمة؛ كأثر إستشهاد سيّد الشهداء (عليه السلام), الذي أحيا الأمة الإسلامية منذ ذلك اليوم الذي فُجعَت به, وحل مشكلتها, ورسم لها منهجاً واضحاً ..ثم إنّه بقبوله (عليه السلام), ولاية العهد, أصبح كالممسك العصا من وسطها , فلا خيار للعباسيين الا الاعتراف بان للعلويين حق في هذه الخلافة, بعد ان كانت النظرة السائدة عكس ذلك..ومنها أن يرى المسلمون أنّ لأهل البيت (عليهم السلام), حضور في الساحة السياسية, ولكي لا تنطلي عليهم شائعات المغرضين من أنّ أهل البيت يقتصر دورهم في كونهم فقهاء وحسب, ولا يعلمون لِما فيه خيرٌ للأمة, ابن عرفة يسأل الإمام الرضا (عليه السلام), فيجيبه, قال: ))يا بن رسول الله ما حَمَلك على الدخول في ولاية العهد ؟ فأجابه عليه السلام " ما حَمَل جدّي على الدخول في الشورى" ))[مناقب آل ابي طالب,4/364 ]. ومع هذا وذاك يكون الإمام (عليه السلام), بقبوله وِلاية العهد قد كشف من خِلالها للناس حقيقة المأمون, ويُعرّفهم بواقع وأهداف كل ما قام به (عليه السلام) , ويكون قد أزال كل شبهة عَلقت في أذهان الناس ..فقبول الامام الرضا (عليه السلام) , بولاية العهد كان له ابعاده الخاصة , لا رغبة منه فيها, ولا بقبولها من دون جدوى, ولا رفضها الذي يُعرِّض الإمام (عليه السلام), وشيعته الى الخطر, وقد تكون التضحية على غرار ذلك بالمجّان , فهذه وغيرها من امور سردناها تواً ما كانت خافيّة على امامنا عليه السلام ..