إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

مفردات قيّمة من القرآن الكريم، ﴿وَمِنْ آبَائِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَإِخْوَانِهِمْ﴾

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • مفردات قيّمة من القرآن الكريم، ﴿وَمِنْ آبَائِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَإِخْوَانِهِمْ﴾

    بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَـنِ الرَّحِيمِ
    اللهم صلِّ على مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّد



    قال الله تعالى: ﴿وَمِنْ آبَائِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَإِخْوَانِهِمْ ۖ وَاجْتَبَيْنَاهُمْ وَهَدَيْنَاهُمْ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ[1].

    فالإجتباء والهداية هما لبعض من آباءهم وذرياتهم وإخوانهم، وهم من الموهوبين لإبراهيم (عليه السلام) اللّهم إلاّ نوحا ومن آباءه آدم وشيث وإدريس، ومن ذرياته الأنبياء الذين كانوا قبل إبراهيم، اللهمّ إلاّ في سعة نطاق هذه الوهبة لتشمل الآباء إلى الذرية. وذلك لأن الأكثرية الساحقة من النبيين هم من ذرية إبراهيم في قوله تعالى قبل ثلاث آيات فقد يصح ﴿ووَهَبْنا لَهُ‌﴾، بل وكما تصح هذه الوهبة له في غير ذريته فإنهم من شدّات سلسلة النبوة الربانية في تاريخ الرسالات ككلّ‌، فإنها وهبة لكلّ منهم مساندة ومساعدة في هذه الدعوة الرسالية، ولا سيما إبراهيم (عليه السلام) لأنه عمود في موكب الرسالات إلاّ خاتم المرسلين.
    هنا ﴿وَاجْتَبَيْنَاهُمْ وَهَدَيْنَاهُمْ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ﴾، تعم كافة الرسل عن بكرتهم، فإنها قضية كلّ رسالة ربانية. وإنّما نكّر ﴿صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ‌﴾، دون تعريف، خلاف ﴿اِهْدِنَا اَلصِّراطَ اَلْمُسْتَقِيمَ‌
    [2]، لأنه مشترك فيه بين كافة المهديين الرساليين، وهم درجات في ﴿صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ‌.
    وأما ﴿اِهْدِنَا اَلصِّراطَ اَلْمُسْتَقِيمَ‌﴾، فهنا «الاجتباء» تقدمة للهدي إلى صراط مستقيم، حيث الجباية هي الجمع الجيد الجادّ، ومنه جباية الخراج، و ﴿يُجْبَى إِلَيْهِ ثَمَرَاتُ كُلِّ شَيْءٍ
    [3]، وهنا مثلث من الاجتباء تعنيه ﴿واِجْتَبَيْناهُمْ‌‌﴾:
    1 - اجتباء كلّ في نفسه ونفسياته أن جمع الله متفرقاته ومتشتتاته، إخلاصا لفطرته وعقليته وحسّه، إخلاصا شخصيا.
    2 - ثم اجتباءه من بين نظراءه تفضيلا فضيلا.
    3 - ثم اجتباء الكلّ بين العالمين في الطول التاريخي والعرض الجغرافي، موكب رسالي مجتبى بين العالمين من الجنة والناس ومن سواهم من المكلفين أجمعين.
    ومن ثم ﴿وَهَدَيْنَاهُمْ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ﴾، فلكلّ هدى على حدّه، وللكلّ هدى رسالية هي قضية رسالته في أبعادها.
    وفي كِتَابِ كَمَالِ اَلدِّينِ وَتَمَامِ اَلنِّعْمَةِ بِإِسْنَادِهِ إِلَى مُحَمَّدِ بْنِ اَلْفُضَيْلِ عَنْ أَبِي حَمْزَةَ اَلثُّمَالِيِّ عَنِ اَلْبَاقِرِ عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ حَدِيثٌ طَوِيلٌ ذَكَرَهُ فِي بَابِ اِتِّصَالِ اَلْوَصِيَّةِ مِنْ لَدُنْ آدَمَ عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ يَقُولُ فِيهِ: ((وَإِنَّ اَللهَ لَمْ يَجْعَلِ اَلْعِلْمَ جَهْلاً وَلَمْ يَكِلْ أَمْرَهُ إِلَى أَحَدٍ مِنْ خَلْقِهِ لاَ إِلَى مَلَكٍ مُقَرَّبٍ وَلاَ نَبِيٍّ مُرْسَلٍ وَلَكِنَّهُ أَرْسَلَ رَسُولاً مِنْ مَلاَئِكَتِهِ فَقَالَ لَهُ قُلْ كَذَا وَكَذَا فَأَمَرَهُمْ بِمَا يُحِبُّ وَنَهَاهُمْ عَمَّا يَكْرَهُ فَقَصَّ عَلَيْهِمْ أَمْرَ خَلْقِهِ بِعِلْمٍ فَعَلِمَ ذَلِكَ اَلْعِلْمَ وَعَلَّمَ أَنْبِيَاءَهُ وَأَصْفِيَاءَهُ مِنَ اَلْأَنْبِيَاءِ وَاَلْأَصْفِيَاءِ إِلَى أَنْ قَالَ: وَلِوُلاَةِ اَلْأَمْرِ اِسْتِنْبَاطُ اَلْعِلْمِ وَلِلْهُدَاةِ ثُمَّ قَالَ فَمَنِ اِعْتَصَمَ بِالْفُضَّلِ اِنْتَهَى بِعِلْمِهِمْ وَنَجَا بِنُصْرَتِهِمْ وَمَنْ وَضَعَ وُلاَةَ أَمْرِ اَللهِ وَأَهْلَ اِسْتِنْبَاطِ عِلْمِهِ فِي غَيْرِ اَلصَّفْوَةِ مِنْ بُيُوتَاتِ اَلْأَنْبِيَاءِ فَقَدْ خَالَفَ أَمْرَ اَللهِ وَجَعَلَ اَلْجُهَّالَ وُلاَةَ أَمْرِ اَللهِ وَاَلْمُتَكَلِّفِينَ بِغَيْرِ هُدًى مِنَ اَللهِ وَزَعَمُوا أَنَّهُمْ أَهْلُ اِسْتِنْبَاطِ عِلْمِ اَللهِ فَقَدْ كَذَبُوا عَلَى اَللهِ وَرَسُولِهِ، وَرَغِبُوا عَنْ وَصِيِّهِ وَطَاعَتِهِ وَلَمْ يَضَعُوا فَضْلَ اَللهِ حَيْثُ وَضَعَهُ اَللهُ فَضَلُّوا وَأَضَلُّوا أَتْبَاعَهُمْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ حُجَّةٌ يَوْمَ اَلْقِيَامَةِ إِلَى أَنْ قَالَ: فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿فَإِن يَكْفُرْ بِهَا هَؤُلَاءِ فَقَدْ وَكَّلْنَا بِهَا قَوْمًا لَّيْسُوا بِهَا بِكَافِرِينَ
    [4]، فَإِنَّهُ مَنْ وُكِّلَ بِالْفُضَّلِ مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ مِنَ اَلْأَنْبِيَاءِ وَاَلْإِخْوَانِ وَاَلذُّرِّيَّةِ وَهُوَ قَوْلُ اَللهِ عَزَّ وَجَلَّ فِي كِتَابِهِ: ﴿فَإِنْ يَكْفُرُ بِهَا﴾، أُمَّتُكَ فَقَدْ وَكَّلْنَا أَهْلَ بَيْتِكَ بِالْإِيمَانِ اَلَّذِي أَرْسَلْتُكَ بِهِ فَلاَ يَكْفُرُونَ بِهَا أَبَداً وَلاَ أُضِيعُ اَلْإِيمَانَ اَلَّذِي أَرْسَلْتُكَ بِهِ، وَجَعَلْتُ أَهْلَ بَيْتِكَ بَعْدَكَ عَلَماً عَلَى أُمَّتِكَ وَوُلاَةً مِنْ بَعْدِكَ وَأَهْلَ اِسْتِنْبَاطِ عِلْمِي اَلَّذِي لَيْسَ فِيهِ كَذِبٌ وَلاَ إِثْمٌ وَلاَ زُورٌ وَلاَ بَطَرٌ وَلاَ رِيَاءً فَهَذَا بَيَانُ مَا يَنْتَهِي إِلَيْهِ أَمْرُ هَذِهِ اَلْأُمَّةِ إِنَّ اَللهَ جَلَّ وَعَزَّ طَهَّرَ أَهْلَ بَيْتِ نَبِيِّهِ عَلَيْهِمُ اَلسَّلاَمُ وَسَأَلَهُمْ أَجْرَ اَلْمَوَدَّةِ وَأَجْرَى لَهُمُ اَلْوَلاَيَةَ وَجَعَلَهُمْ أَوْصِيَاءَهُ وَأَحِبَّاءَهُ ثَابِتَةً بَعْدَهُ فِي أُمَّتِهِ فَاعْتَبِرُوا يَا أَيُّهَا اَلنَّاسُ فِيمَا قُلْتُ حَيْثُ وَضَعَ اَللهُ عَزَّ وَجَلَّ وَلاَيَتَهُ وَطَاعَتَهُ وَمَوَدَّتَهُ وَاِسْتِنْبَاطَ عِلْمِهِ وَحُجَجَهُ))[5].
    [1] سورة الأنعام، الآية: 87.
    [2] سورة الفاتحة، الآية: 6.
    [3] سورة القصص، الآية: 57.
    [4] سورة الأنعام، الآيات: 84-89.
    [5] وسائل الشيعة، ج 27، الآية: 35.

المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X