شبهة خلق الله للسماوات والأرض في 6 أيام تنافي بأنه يقل للشيء كن فيكون وجوابها.
بسم الله الرحمن الرحيم .
اللهم صل على محمد وآل محمد .
*** سؤال : كما هو معلوم بالنص القرآني أن الله إذا أراد شيئاً أن يقول له كن فيكون فلماذا خلق الله السماوات في ستة أيام! وما الحكمة من ذلك؟
الإجابة :
الاخ قاسم المحترم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إن سؤالك له وجهان: ... وانما تريد الوجه الثاني: وهو لماذا كان هذا التدريج والاحتياج الى زمن معين لخلق السماوات والارض؟ مع أن الله سبحانه وتعالى قادر على أن يخلقه بآن من الزمان فيقول له كن فيكون, ألا يعني الاحتياج الى زمن في خلق السماوات والارض محدودية في قدرة الله ـ نعوذ بالله ـ ؟
والجواب على ذلك:
إن ارادة الله ومشيئتة واختياره وحكمته تعلقت بأن يخلق المخلوقات حسب نظام الأسباب والمسببات، ومن الواضح على ذلك أنه لا يتم خلق شيء إلا اذا تمت جميع شروطه واسبابه التي أرادها الله تعالى؛ إذ لكل شيء قدر وقضاء، وهذا يحتاج الى زمن وتدرج وترتب ولاحق بعد سابق؛ فهذه الأمور متعلقة بالمخلوق لا الخالق؛ فلا تلزم محدودية في قدرته تعالى؛ إذ لا تناقض إرادته وحكمته قدرته عزّ وجل.
فمثلاً أراد الله تعالى بحسب النظام الذي قدّره بحكمته أن لا يوجد زيد إلا بعد أن يوجد أبوه عمرو ولا يوجد عمرو الا بعد أن يوجد أبوه خالد, فاذا وجِد زيد قبل وجود عمرو فأنه لا يكون زيد بن عمرو، بل يكون شخصاً آخر وهكذا في بقية الأشياء.
ثم إن في الروايات اشارة الى الحكمة من هذا التدرج في الخلق, فعن الامام الرضا(عليه السلام) عندما سأله المأمون عن قول الله عز وجل (( وهو الذي خلق السموات والارض في ستة ايام وكان عرشه على الماء ليبلوكم ايكم احسن عملا ))[الملك:2] قال (عليه السلام) في ضمن كلامه:... وخلق السماوات والارض في ستة أيام وهو مستول على عرشه وكان قادراً على ان يخلقها في طرفة عين ولكنه عز وجل خلقها في ستة أيام ليظهر للملائكة ما يخلقه منها شيئاً بعد شيء وتستدل بحدوث ما يحدث على الله تعالى ذكره مرة بعد مرة (الحديث) (توحيد الصدوق: 32 ج2).
ومثله ما عن أمير المؤمنين(عليه السلام): وأما قولهك (( انما اعظكم بواحدة )) فان الله جل ذكره نزل عزائم الشرائع وآيات الفرائض في اوقات مختلفة كما خلق السماوات والارض في ستة أيام ولو شاء لخلقها في أقل من لمح البصر ولكنه جعل الاناة والمداراة امثالاً لامنائه وايجاباً للحجة على خلقه (الاحتجاج 1: 379). وهذا اشارة الى انه كتب على نفسه الخلق بالاسباب والمسببات لانه لازم للنظام الاتم لعالم الامكان (وانظر بحار الانوار 54: 6).
وفي الآية دلالة على نظام التدريج (انظر بحار الانوار 54: 216). وقال الطوسي في (البيان): وانما خلقهما في هذا المقدار من الزمان مع قدرته ان يخلقهما في اقل من لمح البصر ليبين بذلك أن الامور جارية في التدبير على منهاج, ولما علم في ذلك من مصالح الخلق من جهة اقتضاء أن بنشأها على ترتيب يدل على انها كانت من تدبير عالم بها قبل فعلها مثل سائر الافعال المحكمة (التبيان في تفسير القرآن5: 451), وانظر ايضاً (صفحة 334, و4: 221, ومجمع البيان 5: 245).
ودمتم في رعاية الله .
منقول للفائدة من : مركز الأبحاث العقائدية .
بسم الله الرحمن الرحيم .
اللهم صل على محمد وآل محمد .
*** سؤال : كما هو معلوم بالنص القرآني أن الله إذا أراد شيئاً أن يقول له كن فيكون فلماذا خلق الله السماوات في ستة أيام! وما الحكمة من ذلك؟
الإجابة :
الاخ قاسم المحترم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إن سؤالك له وجهان: ... وانما تريد الوجه الثاني: وهو لماذا كان هذا التدريج والاحتياج الى زمن معين لخلق السماوات والارض؟ مع أن الله سبحانه وتعالى قادر على أن يخلقه بآن من الزمان فيقول له كن فيكون, ألا يعني الاحتياج الى زمن في خلق السماوات والارض محدودية في قدرة الله ـ نعوذ بالله ـ ؟
والجواب على ذلك:
إن ارادة الله ومشيئتة واختياره وحكمته تعلقت بأن يخلق المخلوقات حسب نظام الأسباب والمسببات، ومن الواضح على ذلك أنه لا يتم خلق شيء إلا اذا تمت جميع شروطه واسبابه التي أرادها الله تعالى؛ إذ لكل شيء قدر وقضاء، وهذا يحتاج الى زمن وتدرج وترتب ولاحق بعد سابق؛ فهذه الأمور متعلقة بالمخلوق لا الخالق؛ فلا تلزم محدودية في قدرته تعالى؛ إذ لا تناقض إرادته وحكمته قدرته عزّ وجل.
فمثلاً أراد الله تعالى بحسب النظام الذي قدّره بحكمته أن لا يوجد زيد إلا بعد أن يوجد أبوه عمرو ولا يوجد عمرو الا بعد أن يوجد أبوه خالد, فاذا وجِد زيد قبل وجود عمرو فأنه لا يكون زيد بن عمرو، بل يكون شخصاً آخر وهكذا في بقية الأشياء.
ثم إن في الروايات اشارة الى الحكمة من هذا التدرج في الخلق, فعن الامام الرضا(عليه السلام) عندما سأله المأمون عن قول الله عز وجل (( وهو الذي خلق السموات والارض في ستة ايام وكان عرشه على الماء ليبلوكم ايكم احسن عملا ))[الملك:2] قال (عليه السلام) في ضمن كلامه:... وخلق السماوات والارض في ستة أيام وهو مستول على عرشه وكان قادراً على ان يخلقها في طرفة عين ولكنه عز وجل خلقها في ستة أيام ليظهر للملائكة ما يخلقه منها شيئاً بعد شيء وتستدل بحدوث ما يحدث على الله تعالى ذكره مرة بعد مرة (الحديث) (توحيد الصدوق: 32 ج2).
ومثله ما عن أمير المؤمنين(عليه السلام): وأما قولهك (( انما اعظكم بواحدة )) فان الله جل ذكره نزل عزائم الشرائع وآيات الفرائض في اوقات مختلفة كما خلق السماوات والارض في ستة أيام ولو شاء لخلقها في أقل من لمح البصر ولكنه جعل الاناة والمداراة امثالاً لامنائه وايجاباً للحجة على خلقه (الاحتجاج 1: 379). وهذا اشارة الى انه كتب على نفسه الخلق بالاسباب والمسببات لانه لازم للنظام الاتم لعالم الامكان (وانظر بحار الانوار 54: 6).
وفي الآية دلالة على نظام التدريج (انظر بحار الانوار 54: 216). وقال الطوسي في (البيان): وانما خلقهما في هذا المقدار من الزمان مع قدرته ان يخلقهما في اقل من لمح البصر ليبين بذلك أن الامور جارية في التدبير على منهاج, ولما علم في ذلك من مصالح الخلق من جهة اقتضاء أن بنشأها على ترتيب يدل على انها كانت من تدبير عالم بها قبل فعلها مثل سائر الافعال المحكمة (التبيان في تفسير القرآن5: 451), وانظر ايضاً (صفحة 334, و4: 221, ومجمع البيان 5: 245).
ودمتم في رعاية الله .
منقول للفائدة من : مركز الأبحاث العقائدية .