المبادئ العامة لتفسير ا/ للدكتور محمد حسين علي الصغير أستاذ الدراسات القرآنية في جامعة الكوفة / دار المؤرخ العربي/
صدى الروضتين
(محاورة صدى الروضتين مع كتاب)
وصولا إلى المعرفة نلتقي على صفحات الكتاب مع مؤلفه لنتحاور معه في منهجية البحث.
صدى الروضتين:
ـ البحث عن حقيقة التفسير للتعرف على أهميته وآدابه ومصادره، وأهمية البحث في قيم الاستيعاب والعرض والتحليل؟
الدكتور محمد حسين الصغير:
ـ التفسير يوصلنا إلى حقيقة ما في كتاب الله تعالى، والحقيقة لا تدرك إلا بعد جهد وعناء، ولا يستطيع أي مفسر من سبر أغوار القرآن الكريم، بما يمتلك من عمق، كونه من تعاليم السماء، ومعيار من معايير الإعجاز، تخصصات متعددة تحتاج إلى متخصصين متعددين، وبعض المفسرين حشروا لنا الكثير من الإسرائيليات حتى عدت جزء من عملية التفسير عند بعضهم، تعاملوا مع القرآن على أنه كتاب تكنلوجيا لا كتاب هداية وتشريع، واغلبهم أصحاب تخصص في علم واحد وليس له استيعاب علوم عدة دون التزام.
&&
صدى الروضتين:
ـ يسعى البعض إلى تنويع موارد التفسير والاستعانة بالعلوم والأشعار وبعض المعارف الإنسانية لتفسير القرآن فهل هذا يعتبر من صلب واقع التفسير أم بعيدا عنه؟
الدكتور محمد حسين الصغير:
ـ أن تفسير أي نص يأخذ أهميته من النص نفسه، والنص القرآني من أعظم النصوص التي تشتمل على أبرز المعارف الإنسانية وأغلب معالم الحضارة البشرية، فأنا أردت أن أبين من خلال هذه المصادر ما يتناسب مع هذه الأهمية روحا ومضمونا، وكل هذه المصادر ما يتناسب مع هذه الاهمية روحا ومضمونا، وكل ما كتبناه من أراء وناقشنا من اجتهادات وعرضنا من تفسير وما اقترحناه من أساليب يتواكب مع مذهبنا في التجديد والتطوير لعملية التفسير، ولقد أفدنا ممن سبقنا من المفسرين والبلاغيين والعلماء والنقاد ورجال الحديث وعلوم القرآن
&&&&
صدى الروضتين:
ـ سعيكم في هذا الكتاب هو الحرص على مبدأ سلامة القرآن من التحريف فما هي خلاصة هذا السعي؟
الدكتور محمد حسين الصغير:
ـ نحن نرى أن سلامة القرآن من التحريف يقتضي بالضرورة سلامة التفسير من التحريف، فنصوص القرآن الثابتة المتيقنة لا تقبل زيادة ولا نقصان، ولكن تفسير هذه النصوص قد يخضع لأهواء واجتهادات، وقد يختلف من ميدان لآخر، والمفسر الحق هو الذي يبتعد عن الأهواء والادعاء، ولا بد أن يكون المفسر موضوعيا، ويبحث عن الحقيقة المجردة.
&&&
صدى الروضتين: ـ ماذا يعني التفسير؟
الدكتور محمد حيسين الصغير:
ـ التفسير عند الطوسي علم معاني القرآن وأغراضه، والمعاني والإعراب، والتفسير عند الزركشي هو علم نزول الآية وسورتها وأقاصيصها والأسباب النازلة فيها، ثم معرفة مكيها من مدنيها، والكثير من المسائل الأخرى كالمحكمة والمتشابهة والناسخ، والمنسوخ، والخاص، والعام.
والتفسير عند السيوطي في كتاب "الاتقان" علم تفهم به كتاب الله وبيان معانيه، وهناك رأي ثاني، أبو حيان الأندلسي يراه علما يبحث عن كيفية النطق بألفاظ القرآن ومدلولاته، وهذه متعلقات علم التفسير، وهناك رأي ثالث نجده عند الطبرسي، كشف المراد من اللفظ المشكل، وهناك من يراه معرفة أحوال كلام الله تعالى.
&&&
صدى الروضتين:
ـ ما الفارق بين التفسير والتأويل؟
الدكتور محمد حسين الصغير:
ـ يرى بعض العلماء أن التفسير والتأويل بمعنى واحد، ويرى البعض الآخر أن التفسير أهم من التأويل، التفسير للألفاظ والتأويل للمعنى، والآراء كثيرة منها ما يرى التفسير مختص بالألفاظ، والتأويل في الجمل ومن يرى بأن التأويل احتمالي، ومن يرى التفسير اختصاص بالرواية، ويرى البعض أن التفسير هو تبني السنة والتأويل استنباط العلماء، وهناك ملاحظة مهمة لا بد من العناية بها، إن التأويل أذا كان صادرا من المعصوم فيعود التأويل تفسيرا لأنه يكشف عن مراد الله في كتابه.
&&&
صدى الروضتين:
ـ مادام هناك تفسير وهناك تأويل فما شأن التدبر؟
الدكتور محمد حسين الصغير:
ـ هو من أبرز سمات التفسير الهادف، وكل آيات الله تدعو إلى التدبر، وكل معانيه تستأهل التدبر، والتفكر، وبهما يستعصم المفسر من الخطأ في التفسير، فتكون أحكامه عن بصيرة، يخرج المتأمل بثروة فكرية هائلة، وهذا التقدير يحتاج إلى موهبة ويرى السيوطي أنها موهبة إلهية، وأئمة أهل البيت عليهم السلام، وهم من معدن العلم ومهبط الوحي، نشروا المعارف وثقفوا المواهب، علمهم منحة الهية، وبالتدبر نصل إلى أرقى مصادر التفسير هو تفسير القرآن بالقرآن، وبالتدبر يجعلنا نؤمن بأهمية أهل البيت عليهم السلام، روايتهم رواية النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وهم أدرى بالقرآن من غيرهم، يقول الإمام جعفر الصادق عليه السلام (كتاب الله فيه نبأ ما قبلكم وخبر ما بعدكم، وحكم ما بينكم ونحن نعلمه) والإمام علي عليه السلام أعد أعدادا خاصا من قبل النبي صلى الله عليه وآله وسلم في التفسير والفضاء والعفة وأصول الدين وعوالم العلم كافة، لذلك قال صلى الله عليه وآله وسلم أنا مدينة العلم وعلي بابها، وأن استخلاف النبي للقرآن والعترة يعني معرفة العترة الطاهرة بما في القرآن، يقول أمير المؤمنين ذلك القرآن فاستنطقوه، ويرجع القول لو سألتموني عنه لعلمتكم، سلام الله عليك يا سيدي أمير المؤمنين ولا أمير للمؤمنين سواك.