إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

مفردات قيّمة من القرآن الكريم، ﴿وَأَقْسَمُوا بِاللهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ﴾

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • مفردات قيّمة من القرآن الكريم، ﴿وَأَقْسَمُوا بِاللهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ﴾

    بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَـنِ الرَّحِيمِ
    اللهم صلِّ على مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّد


    قال الله تعالى: ﴿وَأَقْسَمُوا بِاللهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَئِن جَاءَتْهُمْ آيَةٌ لَّيُؤْمِنُنَّ بِهَا ۚ قُلْ إِنَّمَا الْآيَاتُ عِندَ اللهِ ۖ وَمَا يُشْعِرُكُمْ أَنَّهَا إِذَا جَاءَتْ لَا يُؤْمِنُونَ[1].

    جملة من الأقسام مما يقسم بها المشركين وامثالهم من اهل الكفر تسمع منهم، يستظهرون بها إضرابهم عن حق التوحيد والوحي والمعاد وهم كاذبون.
    لذا قال الله تعالى: ﴿وَأَقْسَمُوا بِاللهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَئِن جَاءَهُمْ نَذِيرٌ لَّيَكُونُنَّ أَهْدَى مِنْ إِحْدَى الْأُمَمِ ۖ فَلَمَّا جَاءَهُمْ نَذِيرٌ مَّا زَادَهُمْ إِلَّا نُفُورًا
    [2]، في أصل البعث الرسولي: ﴿وَأَقْسَمُوا بِاللهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ ۙ لَا يَبْعَثُ اللهُ مَن يَمُوتُ[3]، تحررا وتحللا عن عبء الرسالات.
    وفي آيتنا هذه: ﴿وَأَقْسَمُوا بِاللهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَئِن جَاءَتْهُمْ آيَةٌ لَّيُؤْمِنُنَّ بِهَا﴾، ويكأنهم لم تأتهم آية، والقرآن بنفسه أبرز الآيات وأحرزها فيما هو آت من سائر الآيات.
    وجهد أيمانهم هو بالغها القمة المستطاعة منها بكلّ تأكيد وتسديد، فقد حلفوا بالله وهم مشركون، حلفا بما يصدقه الطرفان وذلك من جهد الإيمان حيث اليمين بالأوثان ليس من جهد الأيمان إذ لا يقبله المحلوف له الناكر إياه.
    ولماذا هنا وفيما أشبه ﴿وَأَقْسَمُوا﴾، دون حلفوا وقدموا أيمانهم؟ لأن الحلف المؤكد ويمينه يقسم بين الحق والباطل في المدعى، فكما أن سائر الحجج تقسم بينهما، كذلك اليمين وهي حجة من لا حجة له سواها، احتجاجا بالمقبول عند الطرفين، فهو يقسم بين الحق والباطل، كما يقسم بين المحق والمبطل حالفا وسواه.
    فحين ينكر منكر أمّ الآيات الربانية وقمتها فهو بأحرى ينكر سائر الآيات، وهنا الجواب: ﴿قُلْ إِنَّمَا الْآيَاتُ عِندَ اللهِ﴾، وليست عندي حتى أستجيبكم فيما تقترحون، فإنما هو الذي ينزلها كما يشاء لما يشاء من هدي العالمين حقا لا عوج فيه ولا حول عنه، فإنه هو العارف بما يصلح العباد ويصلح أن يرشدهم إلى سبيل الرشاد: ﴿وَقَالُوا لَوْلَا أُنزِلَ عَلَيْهِ آيَاتٌ مِّن رَّبِّهِ ۖ قُلْ إِنَّمَا الْآيَاتُ عِندَ اللهِ وَإِنَّمَا أَنَا نَذِيرٌ مُّبِينٌ
    [4].
    وهنا ﴿قُلْ إِنَّمَا الْآيَاتُ عِندَ اللهِ﴾، إجابة تنازلية إلى جانب كونها واقعية، أن لو تنازلنا أن القرآن ليس آية رسولية، فالآيات كلها عند الله وليست عندي حتى تطلبونها مني.
    وهنا نتعرف إلى جانب من الكيان الرسالي سلبيا أن ليست الآيات عند الرسول مهما كان تخويلا أو تحويلا، وإيجابيا ﴿وَإِنَّمَا أَنَا نَذِيرٌ مُّبِينٌ﴾.
    و ﴿عِندَ اللهِ﴾، هنا تعني عندية العلم والقدرة والتقدير لهذه الآيات الربانية، فذلك المثلث مخصوص بالله وحده، لا يعدوه إلى سواه، فليس إذن عند من سواه، لا أصيلا ولا بديلا أو وكيلا أم سواه، حيث البديل الوكيل عنده ما عند الأصيل الموكّل مهما اختلف «عند» عن «عند» محتدا، ولا تعني ﴿عِندَ اللهِ﴾، أن الآيات مقترحة وسواها كائنة عنده مكانة بالفعل لديه، وإنما تعني أن له فقط القدرة على تكوينها والعلم المحيط بها من قبل ومن بعد.
    فعندية الزمان والمكان والواقع لهذه الآيات مرفوضة عن ساحة الربوبية، وعندية العلم والقدرة والتقدير مفروضة قضية كامل الربوبية، فهي كما ﴿وَعِنْدَهُ مَفاتِحُ اَلْغَيْبِ‌
    [5]، ﴿وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلَّا عِندَنَا خَزَائِنُهُ[6]، وما أشبه من عنديات ربانية سامية.
    وجواب ثان عن هرطقة اقتراح آيات يخاطب به المؤمنون الراغبون إلى مزيد آيات عسى أن يؤمن هؤلاء المقترحون: ﴿وَمَا يُشْعِرُكُمْ أَنَّهَا إِذَا جَاءَتْ لَا يُؤْمِنُونَ﴾، كما لم يؤمنوا بما جاءت أفضل الآيات الكافية عن سائرها وهو القرآن العظيم، فالقصد من إنزال الآيات هو إمكانية التأثير، إضافة إلى كونها صالحة كأصلح ما يكون ولكنّهم لا يؤمنون، وليس كلامهم هذا إلاّ عذرا غير عاذر.
    ذلك، و حتى لو أرادوا أن يؤمنوا بمقترحات الآيات، فهو إيمان قاحل جاهل إذ رفضوا قبلها أفضل الآيات.


    [1] سورة الأنعام، الآية: 109.
    [2] سورة فاطر، الآية: 42.
    [3] سورة النحل، الآية: 38.
    [4] سورة العنكبوت، الآية: 50.
    [5] سورة الأنعام، الآية: 59.
    [6] سورة الحجر، الآية: 21.

المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X