بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في الحقيقة لقد منح الله الانسان شيئاً من قدرته ومشيته المطلقة، وبعد خلق آدم ظهرت أولى مظاهر القدرة والاختيار والحرية في توجه الأمر والنهي إليه من قبل الله.
{وَكُلاَ مِنْهَا رَغَداً حَيْثُ شِئْتُمَا وَلاَ تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الْظَّالِمِينَ}(البقرة:35).
الأمر والنهي، كل ولا تأكل، إفعل ولا تفعل... كل ذلك يمكن تصوره في فرض الاختيار والارادة فقط. وإنما يقال للرجل ظالماً حيث يملك الحرية في العمل ويخرج على القانون بإرادته.
نستنتج من استعراض النماذج السابقة: إن الانسان يمتاز بمكانة خاصة من جهة الارادة والاختيار. فالحيوانات تنقاد للهداية التكوينية دون أي قيد أو شرط، وتنفذ أوامر الغرائز الكامنة فيها بجبر ودون أي قدرة على الخروج عليها. لكن الانسان حر في تنفيذ أوامر العقل. وهنا يجب أن لا نغفل نقطة مهمة هي: أن جسد الانسان وروحه، صورته ومعناه، عقله وإرادته، وبصورة موجزة: ذاته وجميع صفاته في قبضة القدرة الالهية. إنه مخلوق وجد بإرادة الخالق القاهرة، إنه موجود تمتع بالوجود بفضل إرادة موجده، وإن وجوده قائم به، والحرية الحقيقية، والاختيار الكامل إنما يكونان للخالق العظيم الذي تكون ذاته المقدسة وصفاته الكمالية قائمة بذاته الأزلية، والذي لا يحتاج إلى أحد، في حين أن الجميع يحتاجونه، وعلى هذا فان الانسان ليس مجبراً ولا مكتوف اليدين في أعماله لأن أفعاله مستندة إلى العقل والارادة وليس أسيراً للغرائز كسائر الحيوانات، ومن جهة أخرى فليس الانسان مختاراً مطلقاً وحراً بلا قيد أو شرط لأنه هو وحياته وجميع صفاته قائمة بذات الله تعالى، والمختار المطلق والقادر الحقيقي هو الله القائم بذاته، والانسان واقع في مرحلة وسطى بين المختار المطلق والمجبر المطلق.
يقول الامام الصادق عليه السلام: "لا جبر ولا تفويض، ولكن أمر بين أمرين .
"... عن أبي الحسن الرضا، قال: قلت له: إن أصحابنا بعضهم يقول بالجبر وبعضهم يقول بالاستطاعة. فقال لي: أكتب، قال الله تعالى: يا ابن آدم، بمشيتي كنت أنت الذي تشاء، وبقوتي أديت إلي فرائضي، وبنعمتي قويت على معصيتي".
يستفاد من كلام الامام الرضا عليه السلام أن الانسان ليس مجبراً، لأنه يعمل باختياره ولكن اختياره يستند إلى الافاضة الالهية، فهو يملك إرادة بإرادة الله ويملك قدرة بقدرة الله، والعبارة الجامعة في هذا المقام هي الجملة التي يقولها أكثر المصلين في صلاتهم... (بحول الله وقوته أقوم وأقعد).
إذن فالنقطة الثانية التي يختلف فيها العقل عن الغريزة هي أن أوامر الغريزة تنفذ بصورة جبرية.
بينما نجد أن الانسان حر في الانقياد إلى أوامر العقل.
في الحقيقة لقد منح الله الانسان شيئاً من قدرته ومشيته المطلقة، وبعد خلق آدم ظهرت أولى مظاهر القدرة والاختيار والحرية في توجه الأمر والنهي إليه من قبل الله.
{وَكُلاَ مِنْهَا رَغَداً حَيْثُ شِئْتُمَا وَلاَ تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الْظَّالِمِينَ}(البقرة:35).
الأمر والنهي، كل ولا تأكل، إفعل ولا تفعل... كل ذلك يمكن تصوره في فرض الاختيار والارادة فقط. وإنما يقال للرجل ظالماً حيث يملك الحرية في العمل ويخرج على القانون بإرادته.
نستنتج من استعراض النماذج السابقة: إن الانسان يمتاز بمكانة خاصة من جهة الارادة والاختيار. فالحيوانات تنقاد للهداية التكوينية دون أي قيد أو شرط، وتنفذ أوامر الغرائز الكامنة فيها بجبر ودون أي قدرة على الخروج عليها. لكن الانسان حر في تنفيذ أوامر العقل. وهنا يجب أن لا نغفل نقطة مهمة هي: أن جسد الانسان وروحه، صورته ومعناه، عقله وإرادته، وبصورة موجزة: ذاته وجميع صفاته في قبضة القدرة الالهية. إنه مخلوق وجد بإرادة الخالق القاهرة، إنه موجود تمتع بالوجود بفضل إرادة موجده، وإن وجوده قائم به، والحرية الحقيقية، والاختيار الكامل إنما يكونان للخالق العظيم الذي تكون ذاته المقدسة وصفاته الكمالية قائمة بذاته الأزلية، والذي لا يحتاج إلى أحد، في حين أن الجميع يحتاجونه، وعلى هذا فان الانسان ليس مجبراً ولا مكتوف اليدين في أعماله لأن أفعاله مستندة إلى العقل والارادة وليس أسيراً للغرائز كسائر الحيوانات، ومن جهة أخرى فليس الانسان مختاراً مطلقاً وحراً بلا قيد أو شرط لأنه هو وحياته وجميع صفاته قائمة بذات الله تعالى، والمختار المطلق والقادر الحقيقي هو الله القائم بذاته، والانسان واقع في مرحلة وسطى بين المختار المطلق والمجبر المطلق.
يقول الامام الصادق عليه السلام: "لا جبر ولا تفويض، ولكن أمر بين أمرين .
"... عن أبي الحسن الرضا، قال: قلت له: إن أصحابنا بعضهم يقول بالجبر وبعضهم يقول بالاستطاعة. فقال لي: أكتب، قال الله تعالى: يا ابن آدم، بمشيتي كنت أنت الذي تشاء، وبقوتي أديت إلي فرائضي، وبنعمتي قويت على معصيتي".
يستفاد من كلام الامام الرضا عليه السلام أن الانسان ليس مجبراً، لأنه يعمل باختياره ولكن اختياره يستند إلى الافاضة الالهية، فهو يملك إرادة بإرادة الله ويملك قدرة بقدرة الله، والعبارة الجامعة في هذا المقام هي الجملة التي يقولها أكثر المصلين في صلاتهم... (بحول الله وقوته أقوم وأقعد).
إذن فالنقطة الثانية التي يختلف فيها العقل عن الغريزة هي أن أوامر الغريزة تنفذ بصورة جبرية.
بينما نجد أن الانسان حر في الانقياد إلى أوامر العقل.