تويت
آلام أسفل البطن في الجهة اليمنى مع غازات في أغلب الأوقات هي أعراض شائعة للقولون العصبي (Irritable Bowel Syndrome - IBS). يُعرف القولون العصبي بأنه اضطراب وظيفي في الجهاز الهضمي، أي أن هناك خللاً في طريقة عمل الأمعاء، وليس هناك تلف عضوي مرئي.
لمن يعاني من هذه الأعراض، من الضروري استشارة الطبيب أولاً للتأكد من التشخيص واستبعاد أي حالات أخرى قد تسبب هذه الأعليل (مثل التهاب الزائدة الدودية، حصى المرارة، مشاكل في الكلى، أو مشاكل في الجهاز التناسلي الأنثوي إن كنتِ سيدة). الطبيب سيقوم بالفحص اللازم وقد يطلب بعض التحاليل أو التصوير.
إذا تأكد تشخيص القولون العصبي، فإن العلاج يركز على إدارة الأعراض وتغيير نمط الحياة، والتغذية تلعب دورًا كبيرًا. إليك بعض النصائح الغذائية والعشبية والطرق الطبيعية التي قد تساعد في تخفيف أعراض القولون العصبي، مع التركيز على آلام الجهة اليمنى والغازات:
أولاً: العلاج بالغذاء (التغذية):
الهدف هو تحديد الأطعمة المحفزة وتجنبها، وتضمين الأطعمة التي تهديء الجهاز الهضمي.
حمية الفودماب (FODMAP):
هذه الحمية هي الأكثر فعالية لكثير من مرضى القولون العصبي. تعتمد على تقليل أو تجنب الكربوهيدرات قصيرة السلسلة المخمرة (FODMAPs) التي يصعب امتصاصها في الأمعاء وتتخمر بواسطة بكتيريا الأمعاء، مما يسبب الغازات، الانتفاخ، والألم.
كيفية التطبيق: تتضمن 3 مراحل:
المرحلة 1 (الإقصاء): تجنب جميع الأطعمة الغنية بالفودماب لمدة 2-6 أسابيع.
المرحلة 2 (إعادة الإدخال): أعد إدخال الأطعمة الغنية بالفودماب تدريجيًا (طعام واحد في كل مرة) لمعرفة أي منها يسبب لك الأعراض.
المرحلة 3 (التخصيص): استمر في تجنب الأطعمة التي تسبب لك الأعراض وادمج الأطعمة التي تتحملها في نظامك الغذائي.
أمثلة على الأطعمة الغنية بالفودماب (تجنبها في المرحلة الأولى):
الفركتوز: التفاح، الكمثرى، المانجو، العسل، شراب الذرة عالي الفركتوز.
اللاكتوز: الحليب، الزبادي، الجبن الطري.
الفركتانات: القمح، البصل، الثوم، الخرشوف، العدس.
الجالاكتانز: الفول، العدس، الحمص.
البوليولات: الأفوكادو، الفطر، الشمر، بعض المحليات الصناعية (سوربيتول، مالتيتول، إكسيليتول).
ملاحظة هامة: هذه الحمية معقدة وتتطلب إشراف أخصائي تغذية لضمان حصولك على جميع العناصر الغذائية الضرورية وتطبيقها بشكل صحيح.
الألياف الغذائية:
الألياف القابلة للذوبان: (موجودة في الشوفان، الشعير، بذور الكتان، الموز، التفاح (بدون قشر)، الجزر، البطاطا، البقوليات المطبوخة جيدًا). يمكن أن تساعد في تنظيم حركة الأمعاء وتقليل الإسهال أو الإمساك.
الألياف غير القابلة للذوبان: (موجودة في نخالة القمح، الحبوب الكاملة، الخضروات الورقية الخضراء). قد تزيد من الغازات والانتفاخ لدى بعض مرضى القولون العصبي، لذا يُنصح بتناولها بحذر وكميات معتدلة.
البدء التدريجي: قم بزيادة الألياف ببطء ليتكيف جهازك الهضمي.
البروبيوتيك (Probiotics):
هي بكتيريا نافعة تدعم صحة الأمعاء.
مصادرها: الزبادي (خاصة الأنواع الخالية من اللاكتوز إذا كنت حساسًا له)، الكفير، الكيمتشي، مخلل الملفوف، مكملات البروبيوتيك.
الفوائد: قد تساعد في تقليل الغازات والانتفاخ والألم عن طريق تحسين توازن البكتيريا في الأمعاء.
شرب الماء الكافي:
الترطيب الجيد ضروري لصحة الجهاز الهضمي ويساعد في تليين البراز ومنع الإمساك.
تجنب المحفزات الشائعة:
الأطعمة الدهنية والمقلية: قد تبطئ الهضم وتزيد من الأعراض.
المشروبات الغازية: تزيد الغازات والانتفاخ.
الكافيين: قد يحفز الأمعاء ويزيد من الإسهال.
الكحول: يمكن أن يهيج الجهاز الهضمي.
المحليات الصناعية: خاصة السوربيتول والزيليتول، يمكن أن تسبب الغازات والإسهال.
منتجات الألبان: إذا كنت تعاني من عدم تحمل اللاكتوز.
توزيع الوجبات:
تناول وجبات صغيرة ومتكررة بدلاً من وجبات كبيرة لتجنب إجهاد الجهاز الهضمي.
الأكل ببطء ومضغ الطعام جيدًا:
يساعد على هضم أفضل ويقلل من ابتلاع الهواء الذي يسبب الغازات.
ثانياً: العلاج بالأعشاب:
بعض الأعشاب قد تساعد في تهدئة الجهاز الهضمي وتخفيف الأعراض، ولكن يجب استخدامها بحذر وبعد استشارة الطبيب أو أخصائي أعشاب.
النعناع (Peppermint):
الفوائد: يُعد زيت النعناع (في كبسولات مغلفة معويًا) الأكثر دراسة وفعالية في تخفيف آلام البطن والانتفاخ والغازات لدى مرضى القولون العصبي، لأنه يعمل على إرخاء عضلات الأمعاء.
كيفية الاستخدام: شرب شاي النعناع (انتبه، قد يزيد من حرقة المعدة لدى البعض)، أو استخدام كبسولات زيت النعناع المغلفة معويًا.
الزنجبيل (Ginger):
الفوائد: مضاد للالتهاب ويساعد على تهدئة المعدة وتخفيف الغثيان.
كيفية الاستخدام: شاي الزنجبيل الطازج أو إضافته إلى الأطعمة.
البابونج (Chamomile):
الفوائد: مهدئ ومضاد للالتهابات، ويساعد على استرخاء العضلات الملساء في الأمعاء، مما قد يخفف من التقلصات والغازات.
كيفية الاستخدام: شاي البابونج.
الشمر (Fennel):
الفوائد: معروف بقدرته على تخفيف الغازات والانتفاخ.
كيفية الاستخدام: مضغ بذور الشمر، أو شرب شاي بذور الشمر.
الكركم (Turmeric):
الفوائد: مضاد قوي للالتهابات. الكركمين (المادة الفعالة في الكركم) قد يساعد في تقليل التهاب الأمعاء.
كيفية الاستخدام: إضافته إلى الأطعمة، أو كمكمل غذائي (يفضل مع الفلفل الأسود لزيادة الامتصاص).
الصبار (Aloe Vera):
الفوائد: قد يساعد عصير الصبار (النوع المخصص للشرب) في تنظيم حركة الأمعاء وتخفيف الإمساك، ولكن يجب استخدامه بحذر لتجنب الإسهال.
ملاحظة: تأكد من شراء منتج مخصص للشرب وخالٍ من مادة الألوين التي قد تكون ملينة وقاسية على الأمعاء.
ثالثاً: الطرق الطبيعية ونمط الحياة:
إدارة التوتر:
التوتر والقلق لهما تأثير كبير على الجهاز الهضمي ويزيدان من أعراض القولون العصبي.
التقنيات: ممارسة اليوجا، التأمل، تمارين التنفس العميق، قضاء وقت في الطبيعة، الهوايات المريحة.
النشاط البدني المنتظم:
المشي، السباحة، أو أي نشاط بدني منتظم يساعد على تنظيم حركة الأمعاء ويقلل من التوتر.
النوم الكافي:
الحصول على قسط كافٍ من النوم الجيد ضروري لصحة الجهاز الهضمي والجسم بشكل عام.
تدليك البطن:
تدليك منطقة البطن بلطف في اتجاه عقارب الساعة قد يساعد في تخفيف الغازات والألم.
شرب السوائل الدافئة:
الماء الدافئ، الشاي العشبي، المرق يمكن أن يريح الجهاز الهضمي.
ملاحظات هامة جداً:
التشخيص أولاً: لا تبدأ في هذه العلاجات قبل استشارة الطبيب وتأكيد أن الأعراض ناجمة عن القولون العصبي وليست مشكلة صحية أخرى خطيرة تتطلب علاجًا مختلفًا.
التجربة الشخصية: ما يناسب شخصًا قد لا يناسب الآخر. سجل الأطعمة التي تتناولها والأعراض التي تظهر عليك لمساعدتك في تحديد المحفزات الخاصة بك.
الصبر: التحسن في أعراض القولون العصبي قد يستغرق وقتًا وجهدًا.
عدم الإفراط: لا تفرط في تناول الأعشاب أو المكملات، فالكثير منها قد يكون ضارًا. التزم بالجرعات الموصى بها.