بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلِ على محمد وآل محمد
نعيش اليوم في عالم يموج بالضغوط والتوترات:
ضغوط العمل، المشاكل الأسرية، الخوف من المستقبل، صعوبة تربية الأبناء، الأمراض، وحتى الأمور البسيطة أصبحت أحيانًا تثقل كاهل الإنسان.
وقد أرشدنا أهل البيت عليهم السلام إلى سبيل عظيم يعيننا على السيطرة على القلق والتوتر، وبلوغ حالة من الطمأنينة النفسية مهما اشتدت الظروف.
أولاً: أصل القلق في القلب
يقول الإمام علي عليه السلام:
"همّ الدنيا ظلمة في القلب."
(نهج البلاغة، الحكمة ٢٨٥)
(نهج البلاغة، الحكمة ٢٨٥)
فالهمّ والقلق من أمور الدنيا يكدّر القلب ويبعد الإنسان عن النور الإلهي.
ثانياً: اليقين بالله أساس الاطمئنان
جاء في حديث الإمام الصادق عليه السلام:
"اليقين درجات، منها: أن لا تخاف مع الله شيئاً."
(الكافي، ج ٢، ص ٥٢)
(الكافي، ج ٢، ص ٥٢)
اليقين بالله والاعتماد عليه يقتلع جذور الخوف والقلق؛ لأن المؤمن يعلم أن ما قدّره الله له فيه خير، حتى وإن لم يدركه الآن.
ثالثاً: الذكر دواء القلق
يقول الله عز وجل في كتابه الكريم:
{أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ} (سورة الرعد: ٢٨)
وفي حديث عن الإمام الرضا عليه السلام:
"دوام ذكر الله ينفي الهمّ من القلب."
(عيون أخبار الرضا، ج ٢، ص ١٢)
(عيون أخبار الرضا، ج ٢، ص ١٢)
كلما ازداد العبد من ذكر الله، انقشعت سحب القلق من قلبه.
رابعاً: التوكل الحقيقي
قال أمير المؤمنين عليه السلام:
"التوكل على الله نجاة من كل سوء وحرز من كل عدو."
(نهج البلاغة، الحكمة ١٧٥)
(نهج البلاغة، الحكمة ١٧٥)
التوكل ليس تواكلاً، بل هو تفويض الأمر لله بعد بذل الجهد. فحين يعلم الإنسان أن النتائج بيد الحكيم الخبير، يهدأ قلبه مهما كانت النتائج.
خامساً: الدعاء سلاح المؤمن
كان الإمام زين العابدين عليه السلام إذا اشتد به الهمّ، لجأ إلى الدعاء، ومنه:
"اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن والعجز والكسل..."
(دعاء مكارم الأخلاق، الصحيفة السجادية)
(دعاء مكارم الأخلاق، الصحيفة السجادية)
الدعاء يفتح للإنسان أبواب الأمل، ويشعره بقرب الله منه فيطمئن. سادساً: الصبر مفتاح الفرج
قال الإمام الصادق عليه السلام:
"إنما المؤمن بمنزلة كفة الميزان كلما زيد في إيمانه زيد في بلائه."
(الكافي، ج ٢، ص ٢٥٢)
(الكافي، ج ٢، ص ٢٥٢)
فلا يستوحش المؤمن من البلاء، لأن الله يعدّه لمراتب أرفع، والصبر يخفف عنه وطأة القلق والتوتر.
منهج أهل البيت عليهم السلام يقدم لنا علاجاً عملياً للقلق:
- تقوية اليقين بالله.
- كثرة ذكره عز وجل.
- الدعاء والتوسل.
- التوكل والصبر.
- الرضا والتسليم لأمر الله.
لو سار الانسان بهذا المنهج سيجد نفسه أكثر هدوءًا وطمأنينة مهما عصفت به أمواج الحياة.
نسأل الله أن يرزقكم صدق التوكل، وصفاء القلب، وطمأنينة الروح.