بسم الله الرحمن الرحيم
سبب نزول قوله تعالى :
{ وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا } [الإنسان: 8]
عن طريق أهل السنة: 1- الدر المنثور: عن ابن عباس: أن علي بن أبي طالب (رض) أجر نفسه نوبة ، يسقي نخلاً بشيء من شعير ، ليلة حتى أصبح ، وقبض الشعير وطحن ثلثه ، فجعلوا منه شيئاً ليأكلوه يقال له : الخزيرة ، فلما تم إنضاجه أتى مسكين ، فأخرجوا إليه الطعام ، ثم عمل الثلث الثاني ، فلما تم إنضاجه أتى يتيم فسأل فأطعموه ، ثم عمل الثلث الباقي ، فلما تم إنضاجه أتى أسير من المشركين فأطعموه ، وطووا يومهم ذلك ، فأنزلت فيه هذه الآية .(1)
عن طريق الإمامية: 2- تفسير القمي:عن عبدالله بن ميمون القداح، عن أبي عبدالله (عليه السلام)، قال : كان عند فاطمة (عليها السلام) شعير ، فجعلوه عصيدة ، فلما أنضجوها ووضعوها بين أيديهم جاء مسكين ، فقال المسكين : رحمكم الله ، أطعمونا مما رزقكم الله ، فقام علي (عليه السلام) وأعطاه ثلثها ، فلم يلبث أن جاء يتيم ، فقال اليتيم : رحمكم الله ، أطعمونا مما رزقكم الله ،
فقام علي (عليه السلام) وأعطاه الثلث الثاني ، ثم جاء أسير ، فقال الأسير : رحمكم الله ، أطعمونا مما رزقكم الله ، فقام علي (عليه السلام) وأعطاه الثلث الباقي ، وما ذاقوها ، فأنزل الله فيهم هذه الآية : { وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا } الى قوله تعالى {وكان سعيكم مشكوراً} في أمير المؤمنين (عليه السلام).
وهي جارية في كل مؤمن فعل مثل ذلك لله عزوجل ، بنشاط فيه (2).
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1- الدر المنثور ٦: ٢٩٩. وانظر أسباب النزول للنيسابوري: ٣٦٤.
2- تفسيرعلي بن إبراهيم القمي٣٩٨:٢.