تويت
بِسْمِ الله الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
اللهم صلِ على محمد و آل محمد
حين تفتح عيناك كل صباح، فإنك لا تستقبل يوماً عادياً، بل فرصة إلهية، هدية من السماء لتعيد ترتيب روحك، ولتغسل ما علق بها من تعب، أو خوف، أو تقصير.
قال الله تعالى:
﴿وَكُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ﴾
[الرحمن: 29]
أي أن الله يجدد في كل لحظة شأنًا من شؤون الخلق والرحمة والفرج والتبديل… فكيف لا تجد في يومك الجديد فرصةً للتجدد أنت أيضًا؟
✨ البدايات الصغيرة تغيّر المسار
كل نية صادقة، كل خطوة بسيطة نحو الخير، كل دعاء في لحظة صفاء… له وزن.
قال أمير المؤمنين علي عليه السلام:
"لا تستصغرنّ شيئاً من الخير، فإنّ صغيره كبير، وقليله كثير."
[نهج البلاغة]
إذاً، لا تقل "تأخرت" أو "فات الأوان"، فكل يوم جديد هو بداية جديدة من الله لك، لأن الله لا يملّ من فتح الأبواب، بل نحن من نغلقها بأيدينا.
🌿 فرصة لمصالحة النفس
ربما بالأمس ضيّعت وقتك، أو قسوت على نفسك، أو ارتكبت ذنبًا أثقل قلبك…
ولكن اليوم، في هذا النَفَس الجديد، بإمكانك أن تقول لله:
"يا رب، جئت إليك من جديد، طامعًا برحمتك، عازمًا على الإصلاح."
فهو القائل:
﴿إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ﴾
[البقرة: 222]
وقال الإمام الصادق عليه السلام:
"التائب من الذنب كمن لا ذنب له."
[الوسائل ج16]
🌸 التجدد بالذكر والتفكر
ابدأ يومك بذكر الله… فهو النور الذي يبدد الغفلة، وهو مفتاح التغيير الداخلي.
عن الإمام علي عليه السلام:
"ذِكرُ اللهِ جلاءُ الصدورِ، ونورُ القلوبِ."
[غرر الحكم]
واجعل لك وقتًا لتتأمل حالك…
- ما الذي أتعبني؟
- ما الذي سرق مني طاقتي؟
- وما الشيء الصغير الذي يمكنني فعله اليوم ليقرّبني من طمأنينة روحي؟
الله لا يراك بعين الأمس، بل ينظر إليك بعين اليوم.
قال تعالى:
﴿إِن يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ﴾
[النور: 32]
وكذلك من فَقَر القلب أو الروح أو الطاقة، يغنيه الله إن صدق التوجه إلى الله الغني الحميد.
كل يوم تشرق فيه الشمس هو دعوة إلهية:
“لأجل قلبك يستحق أن يُرمم، ولنفسك تستحق أن تنمو وتزدهر، وروحك لتسمو وترتقي وتنال الجنان .”
وكل من آمن أن التغيير ممكن، صار من أهله.
فابدأ يومك بنية جديدة، بكلمة طيبة، بفعل صغير… وراقب كيف تنفتح لك أبواب الرحمة والنور والمغفرة