إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

دمعة الزهراء، ووجع العقيلة: حزنٌ لا ينطفئ على الحسين عليه السلام

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • دمعة الزهراء، ووجع العقيلة: حزنٌ لا ينطفئ على الحسين عليه السلام


    بسم الله الرحمن الرحيم
    والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين، لا سيما الحسين الشهيد، وأمّه الزهراء، وأخته زينب الكبرى، ورحمة الله وبركاته.


    أيّها القلب، ما لك لا تنكسر؟
    أيّها الدمع، ما لك لا تسكب بحُرقة كلما ذُكر الحسين؟
    وهل ننسى من بكَتْ عليه الزهراء في قبرها؟ وهل نغفل عن قلبٍ احترق في السماوات قبل الأرض؟

    في هذا اللقاء، نقف خاشعين أمام حزنٍ لا يشبه أي حزن... أمام دمعةٍ لا تزال تهطل منذ كربلاء:
    دمعة الزهراء عليها السلام، ودمعة العقيلة زينب، على الحسين عليه السلام وما جرى عليه، وعلى ما جرى بعده من مآسٍ تهتزّ لها السماوات.


    كيف كان حزن الزهراء على ولدها الحسين قبل استشهاده

    هل كانت الزهراء تدري ما سيجري؟
    نعم، بل كانت أول من بكى على الحسين قبل أن يولد.

    عن الإمام الصادق عليه السلام:
    "إنّ فاطمة كانت تبكي الحسين وتقول: وا حزناه! على يوم الحسين، وا شهيداه! من ولدها"

    وقد جاء في الرواية عن الإمام الحسين عليه السلام: "لمّا وُلدتُ، أخذني النبي صلى الله عليه وآله، فبكى وقال: يا فاطمة، اعلمي أنّ هذا المولود مقتول..."

    فكيف لقلب أمٍّ أن يتحمّل أن تحتضن وليدًا وتعرف أنه سيُذبح؟
    كانت الزهراء تحتضن الحسين، وتشمّه وتبكي... كلما رأته، ترى فيه عاشوراء قبل أوانها.

    أن فاطمة الزهراء تبكي بعد استشهاد الحسين عليه السلام

    رغم أنها لُحقت بأبيها صلوات الله عليهما، لكنها لم تنس الحسين لحظة...

    يروي الإمام الصادق عليه السلام:"إنّ فاطمة بنت محمد لتبكيه وتنوح عليه في قبرها"


    وفي بعض الروايات، أنّ الملائكة تستأذن لزيارة قبرها لتواسيها ببكاءها على الحسين، وأنّ بكاءها يزلزل السماوات.

    وهناك زيارة واردة عن الإمام الباقر عليه السلام تُزار بها فاطمة الزهراء، جاء فيها: "السلام عليكِ يا ممتحنة، يا من امتحنك الله قبل أن يخلقك، وبكى عليكِ أنبياؤه، وبكت السماوات لوجعك على الحسين"



    فيا مؤمنة، إن كنتِ تبكين الحسين، فاعلمي أن دمعتكِ تشارك دمعة الزهراء.

    هل ننسى وجع العقيلة زينب الكبرى عليها السلام

    وهل تُذكر عاشوراء ولا تُذكر زينب؟
    هي التي وقفت على الجسد المقطع، وصرخت: "اللهم تقبل منّا هذا القربان"

    ولما دخلت الكوفة، وخُطّ على جبينها الحزن، قالت لأهل الكوفة: "أتبكون؟! فلا رقأت الدمعة، ولا هدأت الزفرة"

    وسألها ابن زياد بكل خُبث: "كيف رأيتِ صنع الله بأخيكِ؟"
    فقالت بكل قوة: "ما رأيتُ إلا جميلًا"
    لكن أيّ جميلٍ هذا؟ جميل الرضا والتسليم، لا جميل الألم.

    ومع ذلك، لم تنسَ زينب عليه السلام فواجع الطف، بل كانت تبكي سرًّا وجهارًا.
    وكان الإمام السجاد يقول: "ما دخلتُ عليها بعد ذلك اليوم إلا وجدتها تبكي"

    هل ننسى ما جرى على الأطفال بعد عاشوراء

    وهل ننسى رُقيّة بنت الحسين، وهي تصرخ: "أين أبي الحسين؟!"



    وهل ننسى الأطفال في الخيام، والنار تأكل أطرافها؟
    والعطش الذي جفّف شفاههم، والسياط التي نزلت على أكتافهم؟
    قال الإمام الباقر عليه السلام: "لقد عذبونا عطشًا وجوعًا، وكان الأطفال يصرخون ليلًا ونهارًا"

    وعن العقيلة زينب، كانت تضمهم إلى صدرها وتبكي، وتقول:

    "أهكذا يُفعل بأيتام النبي؟!"



    يا محبّات الزهراء،
    إن كنتم تبكون الحسين، فابكوه بدموع من قلب الزهراء، وابكوا على غربتها،
    وإن كنتم تذكرون كربلاء، فاذكروا صوت زينب في الشام، وركبتها المكسورة في الكوفة، وعباءتها التي سُلبت منها...

    قال الإمام الصادق عليه السلام:

    "إن البكاء على الحسين يحطّ الذنوب كما تحطّ الريح الورق"




    فكوني زينبية في صبرك، وفاطمية في دمعتك، وحسينية في قلبك...
    وأيقني أن دمعة الحزن على الحسين ليست ضعفًا، بل شرفًا، وعهدًا، وبيعةً متجددةً كل يوم.
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X