إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

مفردات قيّمة من القرآن الكريم، ﴿أَوَلَمْ يَهْدِ لِلَّذِينَ يَرِثُونَ الْأَرْضَ﴾

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • مفردات قيّمة من القرآن الكريم، ﴿أَوَلَمْ يَهْدِ لِلَّذِينَ يَرِثُونَ الْأَرْضَ﴾

    بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَـنِ الرَّحِيمِ
    اللهم صلِّ على مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّد



    قال الله تعالى: ﴿أَوَلَمْ يَهْدِ لِلَّذِينَ يَرِثُونَ الْأَرْضَ مِن بَعْدِ أَهْلِهَا أَن لَّوْ نَشَاءُ أَصَبْنَاهُم بِذُنُوبِهِمْ ۚ وَنَطْبَعُ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ[1].

    ألم يهد الله للهالكين
    آياته الآفاقية والأنفسية ﴿أَوَلَمْ يَهْدِ لِلَّذِينَ يَرِثُونَ الْأَرْضَ مِن بَعْدِ أَهْلِهَا﴾، أو لم يهد لهم ذلك القصص الحق من مضاجع الغابرين المعروضة لهم في صحائف التاريخ الجغرافي.
    ﴿أَن لَّوْ نَشَاءُ أَصَبْنَاهُم بِذُنُوبِهِمْ﴾، إصابة شاملة، ولكن الدار هي دار العمل ولا حساب، وغدا حساب ولا عمل، وإنما نصيبهم بالبعض من ذنوبهم الفاحشة التي لا يتحملها المكلفون، فقد ﴿ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ
    [2].
    أو لم يهد لهم أولاء الوارثين الأرض، بأية وراثة سواء كانت جزئية أم شاملة، سياسية أم اقتصادية أم روحية وهو قوله: ﴿أَن لَّوْ نَشَاءُ أَصَبْنَاهُم بِذُنُوبِهِمْ﴾، إصابة كاملة كما أصبنا الغابرين.
    وترى ﴿مِن بَعْدِ أَهْلِهَا﴾، تعني بعد انقراضهم عن بكرتهم‌؟ ولا سابقة لذلك ولا لاحقة! فالأرض لا تعني كل المعمورة، بل هي أرض الحكم سياسيا وما أشبه، و ﴿مِن بَعْدِ أَهْلِهَا﴾، قد يقصد إلى أهلها الميتين، أهلها الآهلين المغتصبين، وهذا هو الأكثرية المطلقة من وراثة الأرض.
    مثلا على ذلك اغتصاب حق الإمام علي عليه السّلام المنصوص على خلافته في مئات من الأحاديث، فإذا يشك في غصب خلافته هذه، فغصب فدك دليل باهر لا مرد له على غصب الخلافة فأين فدك المال من خلافة الأمة! وهل كانت المطالبة بفدك، غير المطالبة بالخلافة للإمام علي، وهل إن اقتطاع فدك من يد فاطمة هو غير قطع المدد عن المطالبين بالخلافة، وإثبات الأولوية في غصب الخلافة من غصب فدك‌؟ ولقد كانت تعلم فاطمة تمام العلم أن المطالبة بفدك لن تعيد إليها الأرض، ولم تكن لتطلب أرضا فيها نخيل، إنها كانت تطلب بإرث آخر فيه عزة النفس وفيه أصالة الحق، فيه عنفوان الرسالة فيه امتداد أبيها الرسول، هذا هو الإرث الذي جاءت تنادي به في ساحة المسجد من خلال مطالبة فدك.
    وسيان أكانت المطالبة بخطاب مدروس مرتجل، أم حتى بخطاب لمحة التنقيح أو الإقحام، كما يطيب القول للادعاء. فقد يكفي أن تقود فاطمة قدميها إلى باحة المسجد أن تقف أمام الخليفة بجبة وخمار، أن ترمي إليه نظرة شزراء أن تحرك يدا بمعصم نخيل أن تومي أن تقف لحظة ثم تنسحب كما ينسحب الظل.
    لقد شرحت في الخطاب رسالة أبيها لا فقط لتشرح الرسالة المعروفة في أصلها لدى الحاضرين؛ بل لتعيّن مركزها ومركز عليّ عليهما السلام من الرسالة، منددة بالخليفة أنه مغتصب ميراثها، فهل يصعب إذا أن يغتصب ميراث الخلافة المنصوصة‌؟ أجل ﴿أَوَلَمْ يَهْدِ لِلَّذِينَ يَرِثُونَ الْأَرْضَ مِن بَعْدِ أَهْلِهَا﴾، وهم غافلون بزهوة ميراث الأرض وزهرة الأرض عما يعنى منهم! ولكن الحاضر الذي لا حول عنه من العذاب: ﴿وَنَطْبَعُ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ﴾، سمع القلب، فما لم يسمع القلب لا يتقلب الإنسان من الردى إلى الهدى، مهما سمع بأذنه الكثير، فإنه إذا ليس سمع القبول، فسمع الإنسان سمعان، سمع الأذن وسمع القلب، فما لم تسمع القلوب لم تتجاوز العظات الآذان، فهم من الذين ﴿وَلَهُمْ آذَانٌ لَّا يَسْمَعُونَ بِهَا
    [3]، سمع الإنسان، فإنما هو سمع الحيوان.
    فهنا ﴿نَطْبَعُ﴾، رفعا دون جزم يفصلها عن جزاء الشرط، فهو خلاف جزاءه في قضية «لو» ومن الغريب عطفه على جزاء الشرط الحاقا لحكمه به مع اختلاف الصيغة والصبغة!
    إذا ف‍ ﴿وَنَطْبَعُ عَلَى قُلُوبِهِمْ﴾، محتوم و ﴿أَصَبْنَاهُم بِذُنُوبِهِمْ﴾، مختوم إلاّ ما شاء الله، ثم الطبع والختم والرين والكنان والغشاوة والصد والمنع هي بمعنى في هذه الدركات السبع.
    ثم ﴿لِلَّذِينَ يَرِثُونَ الْأَرْضَ مِن بَعْدِ أَهْلِهَا﴾، تختص بالوارثين المذنبين، و ﴿الْأَرْضَ﴾، هنا هي مطلق الأرض لا الأرض المطلقة، فقد تعني أي أرض انقرض أهلوها وورثها آخرون مذنبون.

    [1] سورة الأعراف، الآية: 100.
    [2] سورة الروم، الآية: 41.
    [3] سورة الأعراف، الآية: 179.

المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X