بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلِ على محمد واله الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الاتجاهات في تفسير هدف النهضة الحسينية:
1ـ نظرية الشهادة: ترى هذه النظرية أنّ الهدف من ثورة سيد الشهداء عليه السلام هو الشهادة، وأنّه قد وطّن نفسه على هذا الأمر، ولم يكن وراء هذا الهدف هدف آخر، بل أقبل عليه السلام ـ في تلك الظروف المعقّدة ـ على الشهادة التي قد رسمها الله تعالى له، وقد تبنّى هذه النظرية جملة من الأعلام وكثير من المحقّقين.
2ـ نظرية الهدف المرحلي: تذهب هذه النظرية إلى أنّ ثورة سيد الشهداء عليه السلام تحتوي على مرحلتين:الأُولى: هي إقامة الدولة الإسلاميّة. والثانية: مرحلة الشهادة، وذلك بعد أن وصل خبر مقتل مسلم بن عقيل، فتحرّك نحو كربلاء طالباً للشهادة.وقد تبنّى هذه النظرية الأُستاذ الشهيد مطهّري.
3ـ نظرية الهدف المزدوج: تُؤمن هذه النظرية بأنّ لنهضة سيد الشهداء بُعدين:البُعد الأوّل: يتجسّد في الشهادة. والبُعد الثاني: يتمثّل في دعوة الناس للوقوف في وجه يزيد؛ لأجل إصلاح أوضاع المسلمين المتردّية آنذاك؛ لما حصل من تغييب طويل لسُنن رسول الله صلى الله عليه وآله، وإحياء للبدع.وممّن ذهب إلى هذه النظرية العلّامة السيد مرتضى العسكري.
4ـ نظرية الأهداف الطُولية: يرى بعض الكتّاب المعاصرين أنّ ثورة الإمام الحسين عليه السلام ـ وبترتّبٍ طولي ـ تحتوي على ثلاثة مراحل، استهدف الإمام في المرحلة الأُولى الانتصار العسكري وإقامة الدولة الاسلامية؛ لكن عندما لاحظ عليه السلام أنّ هذا الهدف لا يمكن تحقيقه، انتقل إلى المرحلة الثانية وهي السِّلْم والصلح الكريم، ولمّا لم يقع ذلك ـ ولأجل أن لا يخضع للذلّ والهوان ـ اختار سبيل الشهادة، وهي تُمثّل المرحلة الثالثة.وقد تبنّى هذا الرأي صاحب كتاب شهيد جاويد الشهيد الخالد.
5ـ نظرية إقامة الحكومة: يعتقد بعض بأنّ الإمام الحسين عليه السلام لم يكن قاصداً للشهادة من أول الأمر، بل خرج لأجل تأسيس حكومة إسلامية، ولكن كان على علم بأنّ هذا الأمر لا يتحقّق ومآله إلى الشهادة.
6ـ نظرية الظاهر والباطن: يُستفاد من بعض عبائر آية الله العظمى الشيخ فاضل اللنكراني، وآية الله الإشراقي في كتابهما(حُرّاس الوحي) أنّ الإمام كان يسعى لإقامة الدولة بحسب الظاهر، وأمّا باطناً فإنّه كان طالباً للشهادة.
7ـ نظرية التكليف الخاصّ: إنّ سيد الشهداء عليه السلام كان مكلفاً بمهمّة خاصّة، وهذا ما ذهب إليه صاحب الجواهر، حيث قال: (على أنّه له تكليف خاصّ قد قَدِم عليه وبادر إلى إجابته). وبعض المؤلفين أمثال صاحب كتاب مقصد الحسين عليه السلام.
8 ـ نظرية الفداء: ذهب الشيخ ملا مهدي النراقي، في كتابه: محرق القلوب إلى أن شهادة سيد الشهداء عليه السلام كانت فداءً؛ فإنّ الإمام عليه السلام استُشهد لأجل أن يكون شفيعاً لأُمّته ومكفّراً لذنوبهم، فالحسين عليه السلام عزم على الشهادة لأجل الوصول إلى درجة الشفاعة الكُبرى، التي هي السبيل لنجاة الشيعة.