تويت
من تراث مدينة كربلاء المقدسة
السيد عبد الملك كمال الدين
الأزقة والتواءاتها وجدران التمويه من وسائل دفاع المدينة ضد الأعداء المهاجمين من وهابيين وطامعين، فكانت هذه الأزقة تلتوي وتضيف وتزداد تشعباً، بحيث يحتار المهاجم من أي زقاق يدخل مركز المدينة، فقد يسلك زقاقاً وبعد تعب وعناء يجده مغلقاً، فيرجع أدراجه ليسلك آخر قد سد بجدار وهمي، وزقاق آخر طويل، ينتهي بمدخل دار واحدة.
إن البناء الكربلائي قد اجتهد بذكاء وفطنة وإيمان ووطنية للحفاظ على سلامة وأمن الناس، ومقدسات المدينة في وسيلة أمنية جغرافية معمارية، فكان هذا التعقيد العفوي الابداعي في الاختباء والتمويه أمام العدو المهاجم، والذي يجد من الصعوبة أن يحقق هدفه من النيل من شخص مطارد، أو مجاميع رافضة لسلطة حاكم جائر، أو عدو غاشم مهاجم.
ومن ابداع المعمار الكربلائي أن جعل هذه المتاهات من أزقة وجدران تمويه وأبواب تعيق بلا دلالات ثابتة يستمكنها العدو، ويحرص على تغييرها عند كل حادثة وعدوان ليضيع على الادلاء كل عنوان وعلامة، ليتمتع أهل المدينة بالأمن والأمان، كل هذا فوق الأرض من بناء وسكن وعمران، أما ما كان تحت الأرض فهو ابداع متناهي الروعة، ومصادق ذلك السراديب والأنفاق والتي في غالبيتها متصلة ببعضها من أطراف المدينة بجهاتها الأربع.
ومن المعلوم أن (سراديب) مدينة كربلاء حفرت تحت الأرض بشكل أفقي، وعلى شكل أدوار بعضها القريب من سطح الأرض وبعضها عميق، ويتخلل ذلك آبار ماء عذب. وحرص أيضاً المعمار الكربلائي على وضع فتحات تهوية (بادكيرات)، نسائمها تلامس مياه هذه الآبار، ليكون هواء البيت بارداً منعشاً صحياً في فصل الصيف القائظ، فيتوفر ماء بارد وفاكهة مبردة أيضاً بوضعها في (بئر) البيت، ففي كل بيت بئر، وهناك آبار عامة للزائرين، ومكانات إيواء واستضافة يقدم لهم ما يتيسر من طعام وماء لهم ولدوابهم، وهذه طبيعة سكان كربلاء قديماً وحديثاً، كرام باذلين لزوار سيد الشهداء الامام الحسين (ع).
السيد عبد الملك كمال الدين
الأزقة والتواءاتها وجدران التمويه من وسائل دفاع المدينة ضد الأعداء المهاجمين من وهابيين وطامعين، فكانت هذه الأزقة تلتوي وتضيف وتزداد تشعباً، بحيث يحتار المهاجم من أي زقاق يدخل مركز المدينة، فقد يسلك زقاقاً وبعد تعب وعناء يجده مغلقاً، فيرجع أدراجه ليسلك آخر قد سد بجدار وهمي، وزقاق آخر طويل، ينتهي بمدخل دار واحدة.
إن البناء الكربلائي قد اجتهد بذكاء وفطنة وإيمان ووطنية للحفاظ على سلامة وأمن الناس، ومقدسات المدينة في وسيلة أمنية جغرافية معمارية، فكان هذا التعقيد العفوي الابداعي في الاختباء والتمويه أمام العدو المهاجم، والذي يجد من الصعوبة أن يحقق هدفه من النيل من شخص مطارد، أو مجاميع رافضة لسلطة حاكم جائر، أو عدو غاشم مهاجم.
ومن ابداع المعمار الكربلائي أن جعل هذه المتاهات من أزقة وجدران تمويه وأبواب تعيق بلا دلالات ثابتة يستمكنها العدو، ويحرص على تغييرها عند كل حادثة وعدوان ليضيع على الادلاء كل عنوان وعلامة، ليتمتع أهل المدينة بالأمن والأمان، كل هذا فوق الأرض من بناء وسكن وعمران، أما ما كان تحت الأرض فهو ابداع متناهي الروعة، ومصادق ذلك السراديب والأنفاق والتي في غالبيتها متصلة ببعضها من أطراف المدينة بجهاتها الأربع.
ومن المعلوم أن (سراديب) مدينة كربلاء حفرت تحت الأرض بشكل أفقي، وعلى شكل أدوار بعضها القريب من سطح الأرض وبعضها عميق، ويتخلل ذلك آبار ماء عذب. وحرص أيضاً المعمار الكربلائي على وضع فتحات تهوية (بادكيرات)، نسائمها تلامس مياه هذه الآبار، ليكون هواء البيت بارداً منعشاً صحياً في فصل الصيف القائظ، فيتوفر ماء بارد وفاكهة مبردة أيضاً بوضعها في (بئر) البيت، ففي كل بيت بئر، وهناك آبار عامة للزائرين، ومكانات إيواء واستضافة يقدم لهم ما يتيسر من طعام وماء لهم ولدوابهم، وهذه طبيعة سكان كربلاء قديماً وحديثاً، كرام باذلين لزوار سيد الشهداء الامام الحسين (ع).