فوائد لغوية ألقاب العباس عليه السلام (العميد)
الشيخ حمزه ابو العرب
جاء في (مختار الصحاح):- العمود:- عمود البيت، وجمعه في القلة: (أعمِدة) وفي الكثرة:- (عَمَد) بفتحتين، و(عُمُد) بضمتين؛ وقرئ بهما قي قوله تعالى: (في عمدٍ ممدة). والعِماد – بالكسر – الأبنية الرفيعة تُذكّر وتُؤنّث.
قالت الخنساء – ترثي أخاها صخر -:-
طويلُ النجادِ رفيعُ العمادِ *** كثيرُ الرمادِ إذا ما شتا
وعميد القوم وعمودهم:- سيدهم. والعُمدة – بالضم -:- ما يُعتمد عليه.
وفي المصباح المنير (اعتمدت على الشيء):- اتكأتُ. والعمدة مثل العماد، وأنت عمدتنا في الشدائد. أي:- معتمدنا. وفي مجمع البحرين:- (عميد القوم وعمودهم) سيدهم .
وفي أساس البلاغة (هو عميد قومه، وعمود حيِّه):- أي:- قوامهم. قالت أخت حجر بن عدي الكندي:-
فإن تهلك فكل عمود قومٍ *** من الدنيا إلى هلكٍ يصير
وفي المنجد:- (عميد القوم):- سندُهم، وظاهر في مقدم الجيش؛ لأنهم يسندون أمرهم إليه، ويستندون عليه؛ كما يستند البناء على العمود.
ومما مر من النصوصو اللغوية؛ نخلص إلى أن هذه المصطلحات:- (العميد. العمود. العماد... إلى آخره) متقاربة المعاني؛ فهي تعني:- (سيد القوم، وسندهم، وقوام العشيرة، والظاهر المتقدم أمام الصفوف) وكل هذه المعاني تنتهي إلى معنى واحد جامع لتلك المعاني؛ وهو الإنسان البطل الذي يعتمد عليه في الشدائد، وعليه تتكئ الجماعة، أو الحي، أو الجيش.
فهو الرمز الذي يملأ العيون مهابة، وبه تطمئن النفوس؛ إذا ما تزاحمت الأخطار، وقامت الحرب على ساق، هنالك يستبين العميد برايته الخفاقة، وشجاعته النادرة، وسطوته الخاطفة، وضرباته المروعة، فتعبس منه الوجوه خوف الموت، وهو فيهم ضاحك متبسم.
كما قيل ذلك في وصف عميد الهاشميين (العباس بن علي) يوم الطف؟
فالعباس ع هو عميد عسكر أخيه الحسين ع كما دلت عليه الروايات الواردة في كتب المقاتل؛ وقد قال الحسين ع له:- (أنت مجمع عددي، والعلامة من عسكري) وقول العباس ع له لما أراد حمله إلى خيمة الشهداء:- (أنا مجمع عددك، والعلامة من عسكرك) بطل العلقمي: 3/63.
لأنه حامل لوائه، والناطق باسمه، والمتقدم في جيشه على بني هاشم وأنصاره.
ورد هذا اللقب (العميد) محرّفا على لسان العوام العرب حيث يلفظونه: (العجيد) ويعنون به (الرئيس) كما هو معناه في اللغة العربية؛ حيث يقولون:- (فلان عجيدُ السرية) فالعجيد عند العشائر هو الآمر الناهي...
وقد أحسن المرحومُ العلامة الشيخ عبد الواحد المظفر كلّ الإحسان حيث صوّر ذلك أروع تصوير حين قال:-
هو العميدُ لجيشِ السبط يوم دعا *** أنصاره جاهدوا الكفار في الدين
قوموا إلى الموت ذي رسلُ العداةِ لكم *** يعني السهام وحوطوا آل ياسين
فقام أنصارُه الأفذاذُ واستبقوا *** للموت شوقا إلى الولدان والعين
دعا العميدُ معي خلفي فأتبعه *** أصحابُه الغرُ زحفا للميادين
كأنما الحربُ زفّتْ في الجلاد لهم *** أبهى عروس من البيض الخواتين
ما مثل موقفهم بالطف معركةً *** لا يومَ أحْد ولا أيام صفين
سبعون شهما من الأبطال يرهبهم *** سبعون ألفا من الشوس الملاعين
هبّت بجيش ابن سعد الرجس زوبعةٌ *** من عزمهم نسفته دون توهين
بطل العلقمي:- 3/63
الشيخ حمزه ابو العرب
جاء في (مختار الصحاح):- العمود:- عمود البيت، وجمعه في القلة: (أعمِدة) وفي الكثرة:- (عَمَد) بفتحتين، و(عُمُد) بضمتين؛ وقرئ بهما قي قوله تعالى: (في عمدٍ ممدة). والعِماد – بالكسر – الأبنية الرفيعة تُذكّر وتُؤنّث.
قالت الخنساء – ترثي أخاها صخر -:-
طويلُ النجادِ رفيعُ العمادِ *** كثيرُ الرمادِ إذا ما شتا
وعميد القوم وعمودهم:- سيدهم. والعُمدة – بالضم -:- ما يُعتمد عليه.
وفي المصباح المنير (اعتمدت على الشيء):- اتكأتُ. والعمدة مثل العماد، وأنت عمدتنا في الشدائد. أي:- معتمدنا. وفي مجمع البحرين:- (عميد القوم وعمودهم) سيدهم .
وفي أساس البلاغة (هو عميد قومه، وعمود حيِّه):- أي:- قوامهم. قالت أخت حجر بن عدي الكندي:-
فإن تهلك فكل عمود قومٍ *** من الدنيا إلى هلكٍ يصير
وفي المنجد:- (عميد القوم):- سندُهم، وظاهر في مقدم الجيش؛ لأنهم يسندون أمرهم إليه، ويستندون عليه؛ كما يستند البناء على العمود.
ومما مر من النصوصو اللغوية؛ نخلص إلى أن هذه المصطلحات:- (العميد. العمود. العماد... إلى آخره) متقاربة المعاني؛ فهي تعني:- (سيد القوم، وسندهم، وقوام العشيرة، والظاهر المتقدم أمام الصفوف) وكل هذه المعاني تنتهي إلى معنى واحد جامع لتلك المعاني؛ وهو الإنسان البطل الذي يعتمد عليه في الشدائد، وعليه تتكئ الجماعة، أو الحي، أو الجيش.
فهو الرمز الذي يملأ العيون مهابة، وبه تطمئن النفوس؛ إذا ما تزاحمت الأخطار، وقامت الحرب على ساق، هنالك يستبين العميد برايته الخفاقة، وشجاعته النادرة، وسطوته الخاطفة، وضرباته المروعة، فتعبس منه الوجوه خوف الموت، وهو فيهم ضاحك متبسم.
كما قيل ذلك في وصف عميد الهاشميين (العباس بن علي) يوم الطف؟
فالعباس ع هو عميد عسكر أخيه الحسين ع كما دلت عليه الروايات الواردة في كتب المقاتل؛ وقد قال الحسين ع له:- (أنت مجمع عددي، والعلامة من عسكري) وقول العباس ع له لما أراد حمله إلى خيمة الشهداء:- (أنا مجمع عددك، والعلامة من عسكرك) بطل العلقمي: 3/63.
لأنه حامل لوائه، والناطق باسمه، والمتقدم في جيشه على بني هاشم وأنصاره.
ورد هذا اللقب (العميد) محرّفا على لسان العوام العرب حيث يلفظونه: (العجيد) ويعنون به (الرئيس) كما هو معناه في اللغة العربية؛ حيث يقولون:- (فلان عجيدُ السرية) فالعجيد عند العشائر هو الآمر الناهي...
وقد أحسن المرحومُ العلامة الشيخ عبد الواحد المظفر كلّ الإحسان حيث صوّر ذلك أروع تصوير حين قال:-
هو العميدُ لجيشِ السبط يوم دعا *** أنصاره جاهدوا الكفار في الدين
قوموا إلى الموت ذي رسلُ العداةِ لكم *** يعني السهام وحوطوا آل ياسين
فقام أنصارُه الأفذاذُ واستبقوا *** للموت شوقا إلى الولدان والعين
دعا العميدُ معي خلفي فأتبعه *** أصحابُه الغرُ زحفا للميادين
كأنما الحربُ زفّتْ في الجلاد لهم *** أبهى عروس من البيض الخواتين
ما مثل موقفهم بالطف معركةً *** لا يومَ أحْد ولا أيام صفين
سبعون شهما من الأبطال يرهبهم *** سبعون ألفا من الشوس الملاعين
هبّت بجيش ابن سعد الرجس زوبعةٌ *** من عزمهم نسفته دون توهين
بطل العلقمي:- 3/63