بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين
واللعنة الدائمة على أعدائهم وظالميهم من الأولين والآخرين .
وقال الذهبي في سير أعلام النبلاء ج 14 ص 267 :
175- محمد بن جرير * ابن يزيد بن كثير، الامام العلم المحتهد، عالم العصر، أبو جعفر الطبري، صاحب التصانيف البديعة، من أهل آمل طبرستان.
مولده سنة أربع وعشرين ومئتين، وطلب العلم بعد الاربعين ومئتين، وأكثر الترحال، ولقي نبلاء الرجال، وكان من أفراد الدهر علما، وذكاء، وكثرة تصانيف.
قل أن ترى العيون مثله.
الى ان قال :
واستقر في أواخر أمره ببغداد.
وكان من كبار أئمة الاجتهاد.
حدث عنه: أبو شعيب عبد الله بن الحسن الحراني وهو أكبر منه وأبو القاسم الطبراني، وأحمد بن كامل القاضي، وأبو بكر الشافعي، وأبو أحمد بن عدي، ومخلد بن جعفر الباقرحي، والقاضي أبو محمد بن زبر، وأحمد بن القاسم الخشاب، وأبو عمرو محمد بن أحمد بن حمدان، وأبو جعفر أحمد بن علي الكاتب، وعبد الغفار بن عبيد الله الحضيني، وأبو المفضل محمد بن عبد الله الشيباني، والمعلى بن سعيد، وخلق كثير.
قال أبو أبو سعيد بن يونس: محمد بن جرير من أهل آمل، كتب
بمصر، ورجع إلى بغداد، وصنف تصانيف حسنة تدل على سعة علمه.
وقال الخطيب : محمد بن جرير بن يزيد بن كثير بن غالب: كان أحد أئمة العلماء، يحكم بقوله، ويرجع إلى رأيه لمعرفته وفضله، وكان قد جمع من العلوم ما لم يشاركه فيه أحد من أهل عصره، فكان حافظا لكتاب الله، عارفا بالقراءات، بصيرا بالمعاني، فقيها في أحكام القرآن، عالما بالسنن وطرقها، صحيحها وسقيمها، وناسخها ومنسوخها، عارفا بأقوال الصحابة والتابعين، عارفا بأيام الناس وأخبارهم، وله الكتاب المشهور
في أخبار الامم وتاريخهم "، وله كتاب: " التفسير " لم يصنف مثله، وكتاب سماه: " تهذيب الآثار " لم أر سواه في معناه، لكن لم يتمه، وله في أصول الفقه وفروعه كتب كثيرة واختيار من أقاويل الفقهاء، وتفرد بمسائل حفظت عنه.
قلت: كان ثقة، صادقا، حافظا، رأسا في التفسير، إماما في الفقه والاجماع والاختلاف، علامة في التاريخ وأيام الناس، عارفا بالقراءات وباللغة، وغير ذلك.
قال ابن حجر في لسان الميزان ج 5 ص 102 :
قال الخطيب
كان ابن جرير أحد أئمة العلماء يحكم بقوله ويرجع إلى رأيه لمعرفته وفضله وكان قد جمع من العلوم ما لم يشاركه فيه أحد من أهل عصره فكان حافظا لكتاب الله عارفاً بالقراءات بصيراً بالمعاني فقيهاً بالأحكام عالماً بالسنن وطرقها صحيحها وسقيمها ناسخها ومنسوخها عارفاً بأقاويل الصحابة والتابعين الحلال والحرام عارفاً بأيام الناس وأخبارهم وله تصانيف كثيرة
وتفرد بمسائل حفظت عنه
بلغني عن أبي حامد الفقيه أنه قال لو سافر رجل إلى أقصى الصين حتى يحصل تفسير ابن جرير لم يكن ذلك كثيرا
وقال ابن خالويه الحافظ قال لي ابن خزيمة بلغني أنك كتبت تفسير ابن جرير قلت بل كتبته عنه إملأ قال كله قلت نعم من سنة ثلاث وثمانين إلى سنة تسعين قال فاستعاره مني ابن خزيمة فرده بعد سنين ثم قال نظرت فيه من أوله إلى آخره فما أعلم على أديم الأرض أعلم من ابن جرير ولقد ظلمته الحنابلة .
المصدر
[ لسان الميزان - ابن حجر ]
الكتاب : لسان الميزان
المؤلف : أحمد بن علي بن حجر أبو الفضل العسقلاني الشافعي
الناشر : مؤسسة الأعلمي للمطبوعات - بيروت
الطبعة الثالثة ، 1406 - 1986
تحقيق : دائرة المعرف النظامية - الهند
عدد الأجزاء : 7 .
وقال السيوطي في طبقات المسرين ج 1 ص 82 :
محمد بن جرير بن يزيد بن كثير بن غالب الطبري
الإمام أبو جعفر رأس المفسرين على الإطلاق أحد الائمة جمع من العلوم ما لم يشاركه فيه أحد من أهل عصره فكان حافظا لكتاب الله بصيرا بالمعاني فقيها في أحكام القرآن عالما بالسنن وطرقها صحيحها وسقيمها ناسخها ومنسوخها عالما بأحوال الصحابة والتابعين بصيرا بأيام الناس وأخبارهم
أصله من آمل طبرستان طوف الاقاليم وسمع من أحمد بن منيع و أبي كريب و هناد بن السرى و يونس بن عبد الأعلى وخلائق
روى عنه الطبراني و أحمد بن كامل وطائفة وله التصانيف العظيمة
منها تفسير القرآن وهو أجل التفاسير
لم يؤلف مثله كما ذكره العلماء قاطبة منهم النووي في تهذيبه وذلك لأنه جمع فيه بين الرواية والدراية ولم يشاركه في ذلك أحد لا قبله ولا بعده ومنها تهذيب الآثار
قال الخطيب : لم أر مثله في معناه ومنها تاريخ الأمم وكتاب إختلاف العلماء و كتاب القراءات و كتاب أحكام شرائع الاسلام وهو مذهبه الذي إختاره وجوده وإحتج له وكان أولا شافعيا ثم إنفرد بمذهب مستقل وأقاويل وإختيارات وله أتباع ومقلدون وله في الأصول والفروع كتب كثيرة
ويقال إن المكتفي أراد أن يوقف وقفا تجتمع أقاويل العلماء على صحته ويسلم من الخلاف فأجمع علماء عصره على أنه لا يقدر على ذلك إلا إبن جرير فأحضر فأملى عليهم كتابا لذلك فأخرجت له جائزة سنية فأبى أن يقبلها
قال الشيخ أبو حامد الإسفرايني شيخ الشافعية : لو سافر رجل إلى الصين حتى يحصل تفسير ابن جرير لم يكن كثيرا
قلت قد من الله على بإدامة مطالعته والاستفادة منه وأرجو أن أصرف العناية إلى إختصاره وتهذيبه ليسهل على كل أحد تناوله إن شاء الله تعالى
وقال إبن خزيمة : ما أعلم على أديم الارض أعلم من ابن جرير
وقال غيره : مكث ابن جرير أربعين سنة يكتب كل يوم أربعين ورقة
وقال أبو محمد الفرغاني : كان ابن جرير ممن لا تأخذه في الله لومة لائم مع عظيم ما يلحقه من الأذى والشناعات من جاهل وحاسد وملحد فأما أهل العلم والدين فغير منكرين علمه وزهده في الدنيا ورفضه لها وقناعته باليسير وعرض عليه القضاء فأبى .
[ طبقات المفسرين - السيوطي ]
الكتاب : طبقات المفسرين
المؤلف : عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي
الناشر : مكتبة وهبة - القاهرة
الطبعة الأولى ، 1396
تحقيق : علي محمد عمر
عدد الأجزاء : 1.
قال شريف عبد العزيز في موقع الخطباء :
محنة الإمام الطبري: قصة إمام قتله التعصب :
وبلغت المحنة أوجها ووصل التعصب إلى ذروته، وظل الحنابلة على حصارهم لبيت الطبري حتى بعد أن بلغهم خبر وفاته، مما دفع أصحاب الطبري لأن يدفنوه في صحن داره برحبة يعقوب ببغداد، ولم يخرج الطبري من حصاره حتى بعد موته، ولكن هذا الحصار والتعصب المقيت لم يمنع الناس أن يأتوا إلى بيته للصلاة عليه حتى إن الناس ظلوا عدة شهور يصلون على قبره ليلاً ونهارًا.
والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين
واللعنة الدائمة على أعدائهم وظالميهم من الأولين والآخرين .
وقال الذهبي في سير أعلام النبلاء ج 14 ص 267 :
175- محمد بن جرير * ابن يزيد بن كثير، الامام العلم المحتهد، عالم العصر، أبو جعفر الطبري، صاحب التصانيف البديعة، من أهل آمل طبرستان.
مولده سنة أربع وعشرين ومئتين، وطلب العلم بعد الاربعين ومئتين، وأكثر الترحال، ولقي نبلاء الرجال، وكان من أفراد الدهر علما، وذكاء، وكثرة تصانيف.
قل أن ترى العيون مثله.
الى ان قال :
واستقر في أواخر أمره ببغداد.
وكان من كبار أئمة الاجتهاد.
حدث عنه: أبو شعيب عبد الله بن الحسن الحراني وهو أكبر منه وأبو القاسم الطبراني، وأحمد بن كامل القاضي، وأبو بكر الشافعي، وأبو أحمد بن عدي، ومخلد بن جعفر الباقرحي، والقاضي أبو محمد بن زبر، وأحمد بن القاسم الخشاب، وأبو عمرو محمد بن أحمد بن حمدان، وأبو جعفر أحمد بن علي الكاتب، وعبد الغفار بن عبيد الله الحضيني، وأبو المفضل محمد بن عبد الله الشيباني، والمعلى بن سعيد، وخلق كثير.
قال أبو أبو سعيد بن يونس: محمد بن جرير من أهل آمل، كتب
بمصر، ورجع إلى بغداد، وصنف تصانيف حسنة تدل على سعة علمه.
وقال الخطيب : محمد بن جرير بن يزيد بن كثير بن غالب: كان أحد أئمة العلماء، يحكم بقوله، ويرجع إلى رأيه لمعرفته وفضله، وكان قد جمع من العلوم ما لم يشاركه فيه أحد من أهل عصره، فكان حافظا لكتاب الله، عارفا بالقراءات، بصيرا بالمعاني، فقيها في أحكام القرآن، عالما بالسنن وطرقها، صحيحها وسقيمها، وناسخها ومنسوخها، عارفا بأقوال الصحابة والتابعين، عارفا بأيام الناس وأخبارهم، وله الكتاب المشهور
في أخبار الامم وتاريخهم "، وله كتاب: " التفسير " لم يصنف مثله، وكتاب سماه: " تهذيب الآثار " لم أر سواه في معناه، لكن لم يتمه، وله في أصول الفقه وفروعه كتب كثيرة واختيار من أقاويل الفقهاء، وتفرد بمسائل حفظت عنه.
قلت: كان ثقة، صادقا، حافظا، رأسا في التفسير، إماما في الفقه والاجماع والاختلاف، علامة في التاريخ وأيام الناس، عارفا بالقراءات وباللغة، وغير ذلك.
قال ابن حجر في لسان الميزان ج 5 ص 102 :
قال الخطيب
كان ابن جرير أحد أئمة العلماء يحكم بقوله ويرجع إلى رأيه لمعرفته وفضله وكان قد جمع من العلوم ما لم يشاركه فيه أحد من أهل عصره فكان حافظا لكتاب الله عارفاً بالقراءات بصيراً بالمعاني فقيهاً بالأحكام عالماً بالسنن وطرقها صحيحها وسقيمها ناسخها ومنسوخها عارفاً بأقاويل الصحابة والتابعين الحلال والحرام عارفاً بأيام الناس وأخبارهم وله تصانيف كثيرة
وتفرد بمسائل حفظت عنه
بلغني عن أبي حامد الفقيه أنه قال لو سافر رجل إلى أقصى الصين حتى يحصل تفسير ابن جرير لم يكن ذلك كثيرا
وقال ابن خالويه الحافظ قال لي ابن خزيمة بلغني أنك كتبت تفسير ابن جرير قلت بل كتبته عنه إملأ قال كله قلت نعم من سنة ثلاث وثمانين إلى سنة تسعين قال فاستعاره مني ابن خزيمة فرده بعد سنين ثم قال نظرت فيه من أوله إلى آخره فما أعلم على أديم الأرض أعلم من ابن جرير ولقد ظلمته الحنابلة .
المصدر
[ لسان الميزان - ابن حجر ]
الكتاب : لسان الميزان
المؤلف : أحمد بن علي بن حجر أبو الفضل العسقلاني الشافعي
الناشر : مؤسسة الأعلمي للمطبوعات - بيروت
الطبعة الثالثة ، 1406 - 1986
تحقيق : دائرة المعرف النظامية - الهند
عدد الأجزاء : 7 .
وقال السيوطي في طبقات المسرين ج 1 ص 82 :
محمد بن جرير بن يزيد بن كثير بن غالب الطبري
الإمام أبو جعفر رأس المفسرين على الإطلاق أحد الائمة جمع من العلوم ما لم يشاركه فيه أحد من أهل عصره فكان حافظا لكتاب الله بصيرا بالمعاني فقيها في أحكام القرآن عالما بالسنن وطرقها صحيحها وسقيمها ناسخها ومنسوخها عالما بأحوال الصحابة والتابعين بصيرا بأيام الناس وأخبارهم
أصله من آمل طبرستان طوف الاقاليم وسمع من أحمد بن منيع و أبي كريب و هناد بن السرى و يونس بن عبد الأعلى وخلائق
روى عنه الطبراني و أحمد بن كامل وطائفة وله التصانيف العظيمة
منها تفسير القرآن وهو أجل التفاسير
لم يؤلف مثله كما ذكره العلماء قاطبة منهم النووي في تهذيبه وذلك لأنه جمع فيه بين الرواية والدراية ولم يشاركه في ذلك أحد لا قبله ولا بعده ومنها تهذيب الآثار
قال الخطيب : لم أر مثله في معناه ومنها تاريخ الأمم وكتاب إختلاف العلماء و كتاب القراءات و كتاب أحكام شرائع الاسلام وهو مذهبه الذي إختاره وجوده وإحتج له وكان أولا شافعيا ثم إنفرد بمذهب مستقل وأقاويل وإختيارات وله أتباع ومقلدون وله في الأصول والفروع كتب كثيرة
ويقال إن المكتفي أراد أن يوقف وقفا تجتمع أقاويل العلماء على صحته ويسلم من الخلاف فأجمع علماء عصره على أنه لا يقدر على ذلك إلا إبن جرير فأحضر فأملى عليهم كتابا لذلك فأخرجت له جائزة سنية فأبى أن يقبلها
قال الشيخ أبو حامد الإسفرايني شيخ الشافعية : لو سافر رجل إلى الصين حتى يحصل تفسير ابن جرير لم يكن كثيرا
قلت قد من الله على بإدامة مطالعته والاستفادة منه وأرجو أن أصرف العناية إلى إختصاره وتهذيبه ليسهل على كل أحد تناوله إن شاء الله تعالى
وقال إبن خزيمة : ما أعلم على أديم الارض أعلم من ابن جرير
وقال غيره : مكث ابن جرير أربعين سنة يكتب كل يوم أربعين ورقة
وقال أبو محمد الفرغاني : كان ابن جرير ممن لا تأخذه في الله لومة لائم مع عظيم ما يلحقه من الأذى والشناعات من جاهل وحاسد وملحد فأما أهل العلم والدين فغير منكرين علمه وزهده في الدنيا ورفضه لها وقناعته باليسير وعرض عليه القضاء فأبى .
[ طبقات المفسرين - السيوطي ]
الكتاب : طبقات المفسرين
المؤلف : عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي
الناشر : مكتبة وهبة - القاهرة
الطبعة الأولى ، 1396
تحقيق : علي محمد عمر
عدد الأجزاء : 1.
قال شريف عبد العزيز في موقع الخطباء :
محنة الإمام الطبري: قصة إمام قتله التعصب :
وبلغت المحنة أوجها ووصل التعصب إلى ذروته، وظل الحنابلة على حصارهم لبيت الطبري حتى بعد أن بلغهم خبر وفاته، مما دفع أصحاب الطبري لأن يدفنوه في صحن داره برحبة يعقوب ببغداد، ولم يخرج الطبري من حصاره حتى بعد موته، ولكن هذا الحصار والتعصب المقيت لم يمنع الناس أن يأتوا إلى بيته للصلاة عليه حتى إن الناس ظلوا عدة شهور يصلون على قبره ليلاً ونهارًا.
الإمام العلم العلامة، المجتهد المطلق، شيخ الإسلام، وإمام المفسرين ورائد مدرسة التفسير بالأثر، وكبير مؤرخي الأمة الإسلامية، وأكبر علماء الإسلام تصنيفًا وتأليفًا، صاحب التصانيف البديعة؛ أبو جعفر محمد بن جرير بن يزيد بن كثير الطبري، ولد سنة 224هـ بمدينة آمل عاصمة إقليم طبرستان، وقد نذره أبوه لطلب العلم، فلما ترعرع وأتم حفظ القرآن وكان حسن الصوت به ، سمح له أبوه بالسفر لطلب العلم، فطاف البلاد ودخل الشام ومصر وأكثر الترحال من مكان لآخر، ولقي نبلاء الرجال وكبار العلماء، حتى صار من أفراد الدهر علمًا وذكاءً وتصنيفًا، بل صار مثل البحر الزاخر بالعلوم المختلفة.