إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

"الأمان العاطفي وأثره في بناء شخصية الطفل"

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • "الأمان العاطفي وأثره في بناء شخصية الطفل"




    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صلِ على محمد وآل محمد


    الطفولة هي المرحلة التي تُزرع فيها بذور النفس الإنسانية، وهي الأرض الخصبة التي يُبنى عليها المستقبل كله.
    ومن أهم ما يحتاجه الطفل في هذه المرحلة: الأمان العاطفي – ذاك الشعور العميق بالحب والقبول والرعاية.

    إن الطفل الذي يشعر أنه محبوب، مأمون، ومقبول كما هو، ينمو بثقة، ويتكوّن لديه شعور بالقيمة والكرامة، وينشأ إنسانًا سويًا متزنًا.

    ما هو الأمان العاطفي؟


    هو شعور الطفل بأن والديه ملجأ لا يُخيف، وسند لا يُهتز، وقلب يحتضنه مهما أخطأ، وأذن تسمعه حين يحزن، وعين تفرح حين يفرح.

    القرآن الكريم:


    📖 قال تعالى:
    "وَجَعَلَ لَكُم مِّن بُيُوتِكُمْ سَكَنًا"
    [النحل: 80]
    السكن لا يعني فقط الجدران، بل يعني السكينة النفسية. والطفل لا يسكن قلبه إن لم يشعر بالأمان العاطفي داخل بيته.

    📖 وقال تعالى:
    "وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا"
    [البقرة: 83]
    فكيف بأطفالنا؟ أليسوا أولى بكلمات الحُسن، ولُطف الحديث، وصدق الحنان؟

    من سيرة النبي وأهل البيت عليهم السلام:


    🌸 رسول الله ﷺ وآله
    كان إذا رأى الحسن أو الحسين عليهم السلام، يقبّلهما ويُجلسهما على فخذه ويقول:
    "اللهم إني أُحبّهما فأحِبّهما"
    📚 (صحيح البخاري، باب مناقب الحسن والحسين)

    كان يُظهر لهم الحب علنًا، ولم يخجل من التعبير عن مشاعره، بل جعل من ذلك سُنّة نقتدي بها.

    🌸 الإمام علي عليه السلام يقول:
    "قلب الحدث كالأرض الخالية، ما أُلقي فيها من شيء قبلته"
    📚 (نهج البلاغة، الحكمة ٣)

    إذا ألقيت في قلب الطفل خوفًا أو توبيخًا دائمًا، قبِله…
    وإن زرعت فيه حبًا واحتواءً، نبت وازدهر.
    🌸 الإمام الصادق عليه السلام:
    "إن الله ليرحم العبد لشدة حبّه لولده"
    📚 (الكافي، ج6، ص50)

    هذا الحديث يربط بين حب الطفل والرحمة الإلهية، كأن الله يُحب من يُحب طفله بصدق ورحمة.

    أثر الأمان العاطفي على الطفل:
    1. يبني الثقة بالنفس
      الطفل الذي يُحتضن حين يخاف، ويُفهم حين يغضب، يتعلم أنه مهمّ ومسموع.
    2. ينشئ طفلاً متوازنًا انفعاليًا
      لا يصرخ ليُسمَع، لأنه يعلم أن صوته يصل بهدوء.
    3. يؤسس لقدرة عالية على بناء علاقات ناجحة
      ففاقد الأمان لا يُعطيه، أما من تربى عليه، فينقله لأسرته وأطفاله.
    4. يزرع الطمأنينة بدلاً من التوتر والخوف
      فيكبر الطفل وهو يشعر أن الدنيا مكان يمكن الوثوق به، لا مكان يهدّده.
    5. كيف نوفر الأمان العاطفي؟
    • الإصغاء حين يتحدث، حتى لو كانت كلماته بسيطة.
    • تقبيل الطفل واحتضانه يوميًا دون سبب.
    • إظهار الحب له بالكلمات: "أنا أحبك، أنا سعيد لأنك ابني".
    • عدم تخويفه بالعقاب أو التخلي أو "الله يغضب عليك".
    • عدم مقارنة الطفل بغيره أو جرح كرامته بالكلمات.

    إن الأطفال الذين لم يُمنَحوا الأمان، يُقضون أعمارهم في البحث عنه.
    لكن الأطفال الذين عاشوا في دفء القلب، لا يخافون من برد الحياة.

    اجعل بيتك مأوى قلب، لا سجن جسد…
    واجعل من حضنك لغة حب، لا قيد خوف…

    واذكر دائمًا قول رسول الله ﷺ وآله:
    "ليس منا من لم يُوقّر كبيرنا ويَرحم صغيرنا"

    فمن لا يرحم طفله اليوم، سيُثمر الخوف في قلبه غدًا ويكوز شخصا جبانا وضعيف.
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X