إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

(نبض مؤقت)

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • (نبض مؤقت)

    من ذاكرة صدى الروضتين
    فاطمة محمود الحسيني,
    (نبض مؤقت)
    لم يكن يفارق الجلوس على ضفة نهر الفرات الذي يشطر مدينته شطرين،يحاكي ضفاف النهر لينتزع بقايا الهموم من فلوات قلبه ويشتكي من تواليها عليه، حل المساء ومازال جالسًا على هيئةِ الأولى مسترسلاً بالبوح ولم تفارق الدموع وجنتيه كلما مر به الماضي وحنينه تذكر اللحظات التي خطف فيها الزمن بلحظات وجيزة اخيه الاصغر (سامر) الذي ما أن تركه برهةً من الزمن بجانب الرصيف حتى سرق روحهُ البريئة سائق أهوج.
    تسللت خيوط الشمس، وفاضت رائحة الياسمين،وتلألأ نهر فرات من جديد. إنه يوم جديد وبداية جديدة،نفث ملابسهُ من ذرات التراب العالقة عليه،وأخذ غرفةٌ من نهر الفرات ليغتسل بها وجه ويزيل بقايا الهموم الأمس.أخدتهُ قدماه إلى حيث المنزل والذكريات وصل إلى هناك طرق الباب، أين كنت ياأبني ياعزيزي لقد قلقت عليك كثيراً.. أتترك أمك وحيدةً هكذا ليلةً كاملة في هذا البيت الموحش لا أنيس يجالسني و لاحديث أنك تعلم تمامًا أن قلبي وفؤادي مرتبطًا بك، فأنت تعلم تمامًا أنه لم يغمض لي جفنًا ولا يطمئن لي قلبًا ولايهدئ لي روحًا كلما أبتعدت عني أو خرجت من البيت ألا تعلم أن روحي معلقةٌ بك وأني لااستطيع على فراقك أرجوك ياحبيبي لاتكرر ليلة الأمس مجدداً. أوعدني وأوفي به هذه المرة فأنك وعدتني
    مراراً وتكراراً لكن لاجدوى من ذلك،يابني أتريدني أن ينتزع فؤداي من مكانه أو أصيب بداء الجنون؟ حبيبى قرة عيني أني أم فاقده وثكلى أرحم ضعفي!!
    حسنًا، ياباب الأمان والركن والإيمان أعدك هذهِ المرة، أني لن أترككِ وحيدةً مرة أخرى، بينما كان يحادث أمه..
    كان قلبه يتحسر من أعماقه كيف يترك مؤانسه الحبيب وحديثهما في كل ليلة هو يبوح له بما يجوب في خاطرة والحنين إلى ماضي.
    تناول الفطور وأرتدى ثيابهُ المعتادة وأخذ ينظر إلى مراة يحاكي نفسه أحقًا هذا أنا؟؟ أم أنني مخبول نعم إنه أنا.. إنه يتهئ لي فقط.
    خرج من منزله هو على عجلةٍ من أمره ليصل إلى المكان المنشود بأسرع وقتًا ممكن فإن صاحب العمل قد حذرهُ بإن لا يتأخر.. كالمعتاد.
    الحمد لله لقد وصلت باكراً هذه المرة، ولن أوبخ أيضًا..
    الحمد لله على سلامة يابني أراك مبكراً هذه المرة ليست على عادتك، ههه نعم ياعم لنقول إنها بدايه جيدة، إن شاء الله ليبارك الرحمن لك وأتمنى الابتسامة على وجهك فهي فارقتك منذ رحيل أخيك ليرحمه الله، شرد في نفسه، وأنقبض صدره، وتعالت نبضات قلبه، وضاق النفس في جوفه حينما يذكر أخاه، كان معروفًا بالطيب والأخلاق الحميدة والكل يعرفه لصفاء روحه النقيه و زولالها كانت شفافة محب للخير والمساعدة كان هشمًا شجاعًا والجميع يشهد بذلك. حتى خطيبتهُ أحبتهُ لجمال روحه وطيب قلبه وكانت تردد على مسامعنا كثيراً بين الحين والأخر وقت التجمعات العائليه والوديه ياله حظي الجيد والحسن بإنك اصبحت حلالي وقريبًا أب للأولادي إني اكثر فتاة محظوظةً في الدنيا..
    كانت سعادة تملأ وجهها وتحمر وجنتيها كلما تناغم معها كانا محظوظين لكلاهما البعض. عاد من شروده وواصل يومه وأنهى يومًا أخراً من عمله، وعاد حيث ملتقى وعبق الحنين ضفاف النهر وجلس كالمعتاد في نفس المكان الذي كان يجلس فيه مع أخيه بداية النهر الذي كان يشطر مدينته إلى شطرين ليعيد شريط الذكريات وصور الماضي..
    بدأت خيوط الشمس تضمحل وتوشك على الغروب ويعصب عليه ترك هوس الحنين والهموم فكانت كالرفيقة دربه يستأنس بها ويستريح
    تاركًا خلفه عقارب الساعة ليتزود من روحًا تركته له الإنين.
    أنعكست صورةً على ماء النهر كانت مألوفة الملامح والتفاصيل وعطراً شجيًا يأخذوهُ الأمن والأطمئان ويداً ترتبت عليه على كتفه وتمسك به هيا يابني لنعود إلى البيت معًا فأخوك لن يعود منذ ذلك اليوم الذي أفلت بيده وحاول أن ينقذك بروحه.
    غررت عيناه وتعالا صوته، مات سامر ياأمي منذ أن تركني (أحمد).​
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X