بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على محمد واله الطيبين الطاهرين
واللعنة الدائمة على اعدائهم الى قيام يوم الدين
كيف ولد الامام المهدي عجل الله تعالى فرجه
روى الكليني في الكافي الشريف، عن ابن الوليد، عن محمد العطار، عن الحسين بن رزق الله، عن موسى بن القاسم بن حمزة بن موسى بن جعفر، وهو حفيد الإمام موسى الكاظم عليه السلام، من بيت العترة الطاهرة، قال: حدثتني عمتي حكيمة بنت الإمام الجواد عليه السلام، قالت: بعث إليّ أبو محمد الحسن بن علي العسكري عليه السلام، وقال: “يا عمّة، اجعلي إفطارك الليلة عندنا، فإنها ليلة النصف من شعبان، فإن الله تبارك وتعالى سيظهر في هذه الليلة الحجة، وهو حجته في أرضه.”
قالت حكيمة متعجبة: “ومن أمه؟ لايوجد حمل؟
” فقال الإمام العسكري عليه السلام: “نرجس.”
وبيّن أن نرجس نوع من الورد، واسمها الحقيقي مليكة، وقد بورك هذا الاسم عند حملها بالإمام المنتظر عليه السلام.
فقالت له: “والله، جعلني الله فداك، ما بها أثر حمل يا مولاي يا سيدي، فالحامل عادة يظهر عليها أثر الحمل، ولكن ماكو شي!” فأجابها الإمام العسكري عليه السلام مؤكداً: “هو ما أقول لكِ؟”
قالت حكيمة: فجئتُ إلى بيت الإمام، أفطرت عنده، فلما سلمت وجلست جاءت السيدة نرجس تنزع خفيّ،
وقالت لي: “يا سيدتي، كيف أمسيتي؟” فقلت لها: “بل أنتِ سيدتي وسيدة أهلي.” فأنكرت قولي وقالت: “ما هذا يا عمّة؟
كيف تلقبينني بالسيدة؟”
فقلت لها بلطف: “يا بُنيّة، إن الله سيهب لكِ في ليلتك هذه غلاماً سيداً في الدنيا والآخرة.”
فجلست نرجس واستحيت، ثم فرغت من صلاة العشاء الأخيرة وأفطرت، ولم يظهر شيء بعد. أخذت مضجعي، ثم قمت إلى الصلاة في جوف الليل، فلما فرغت من صلاتي، نظرت إليها فإذا هي نائمة بلا أي حادث. جلست أُعقّب وأستغفر، ثم اضطجعت، ثم انتبهت فجأة على فزعةٍ أصابتها وهي راقدة، ثم قامت فصلّت.
قالت حكيمة: فداخلني الشك، فإذا بصوت الإمام العسكري عليه السلام من غرفته يقول: “لا تعجلي يا عمّة، فإن الأمر قد قرب.” فقرأتُ ألم السجدة ويس. وبينما أنا كذلك، إذ انتبهت نرجس فزعة، فقمت مسرعة إليها، فعرفت أن الأمر قد حان.
قلت لها: “اسم الله عليكِ، لا تفزعي، هل تحسين شيئاً؟” قالت: “نعم يا عمّة.” فقلت لها: “اجمعي نفسك وقوي قلبك.” وبينما أنا جالسة عندها، أخذتنا حالة عجيبة، كأن وعينا انتقل إلى عالم آخر. فما هي إلا لحظات، حتى انتبهتُ بحسِّ سيدي، فإذا به، سيد العالم، قد وُلد على الأرض نظيفاً طاهراً منظفاً.
فصاح الإمام العسكري عليه السلام: “هلمي إليّ بابني يا عمّة.” فجئت به، فوضع الإمام يديه تحت وسط المولود، وجعل رجليه على صدره، ثم أدخل لسانه في فمه، وأمر يده على عينيه وسمعه ومفاصله، ثم قال له: “تكلم يا بُنيّ.” فقال المولود المبارك: “أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً رسول الله صلى الله عليه وآله.” ثم صلى على أمير المؤمنين وعلى الأئمة واحداً بعد الآخر، حتى وقف على أبيه، ثم سكت.
فقال الإمام العسكري عليه السلام: “يا عمّة، اذهبي به إلى أمه، ليسلّم عليها، وائتني به.” فذهبت به فسلم عليها، ثم رددته ووضعته في المجلس، فقال الإمام: “يا عمّة، إذا كان يوم السابع فأتينا.”
قالت حكيمة: فلما أصبحنا، جئت لأسلّم، فسلم عليّ أبو محمد، فكشفت الساتر فلم أرَ سيدي، فقلت له: “جعلت فداك، ما فعل سيدي؟” فقال الإمام: “يا عمّة، استودعناه الذي استودعته أم موسى.”
فلما كان اليوم السابع، جئت وسلمت وجلست، فقال الإمام العسكري عليه السلام: “هلمي إليّ بابني.” فجئت به في الخرقة، ففعل به كما فعل في اليوم الأول، ثم قال له: “تكلم يا بني.” فقال: “أشهد أن لا إله إلا الله.” ثم صلى على محمد وعلى أمير المؤمنين والأئمة صلوات الله عليهم أجمعين، حتى وقف على أبيه، ثم تلا قول الله تعالى:
“بسم الله الرحمن الرحيم
ونريد أن نمنّ على الذين استُضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين، ونمكّن لهم في الأرض، ونري فرعون وهامان وجنودهما منهم ما كانوا يحذرون.”
وهذه الرواية الجليلة نقلها موسى بن القاسم بن حمزة بن موسى بن جعفر عليه السلام، عن عمته السيدة حكيمة بنت الإمام الجواد عليه السلام، لتكون شاهداً خالداً على ميلاد الحجة بن الحسن عليه السلام، خاتم الأوصياء، وموعود الأنبياء.
المصدر
كتاب “الكافي” للكليني
والصلاة والسلام على محمد واله الطيبين الطاهرين
واللعنة الدائمة على اعدائهم الى قيام يوم الدين
كيف ولد الامام المهدي عجل الله تعالى فرجه
روى الكليني في الكافي الشريف، عن ابن الوليد، عن محمد العطار، عن الحسين بن رزق الله، عن موسى بن القاسم بن حمزة بن موسى بن جعفر، وهو حفيد الإمام موسى الكاظم عليه السلام، من بيت العترة الطاهرة، قال: حدثتني عمتي حكيمة بنت الإمام الجواد عليه السلام، قالت: بعث إليّ أبو محمد الحسن بن علي العسكري عليه السلام، وقال: “يا عمّة، اجعلي إفطارك الليلة عندنا، فإنها ليلة النصف من شعبان، فإن الله تبارك وتعالى سيظهر في هذه الليلة الحجة، وهو حجته في أرضه.”
قالت حكيمة متعجبة: “ومن أمه؟ لايوجد حمل؟
” فقال الإمام العسكري عليه السلام: “نرجس.”
وبيّن أن نرجس نوع من الورد، واسمها الحقيقي مليكة، وقد بورك هذا الاسم عند حملها بالإمام المنتظر عليه السلام.
فقالت له: “والله، جعلني الله فداك، ما بها أثر حمل يا مولاي يا سيدي، فالحامل عادة يظهر عليها أثر الحمل، ولكن ماكو شي!” فأجابها الإمام العسكري عليه السلام مؤكداً: “هو ما أقول لكِ؟”
قالت حكيمة: فجئتُ إلى بيت الإمام، أفطرت عنده، فلما سلمت وجلست جاءت السيدة نرجس تنزع خفيّ،
وقالت لي: “يا سيدتي، كيف أمسيتي؟” فقلت لها: “بل أنتِ سيدتي وسيدة أهلي.” فأنكرت قولي وقالت: “ما هذا يا عمّة؟
كيف تلقبينني بالسيدة؟”
فقلت لها بلطف: “يا بُنيّة، إن الله سيهب لكِ في ليلتك هذه غلاماً سيداً في الدنيا والآخرة.”
فجلست نرجس واستحيت، ثم فرغت من صلاة العشاء الأخيرة وأفطرت، ولم يظهر شيء بعد. أخذت مضجعي، ثم قمت إلى الصلاة في جوف الليل، فلما فرغت من صلاتي، نظرت إليها فإذا هي نائمة بلا أي حادث. جلست أُعقّب وأستغفر، ثم اضطجعت، ثم انتبهت فجأة على فزعةٍ أصابتها وهي راقدة، ثم قامت فصلّت.
قالت حكيمة: فداخلني الشك، فإذا بصوت الإمام العسكري عليه السلام من غرفته يقول: “لا تعجلي يا عمّة، فإن الأمر قد قرب.” فقرأتُ ألم السجدة ويس. وبينما أنا كذلك، إذ انتبهت نرجس فزعة، فقمت مسرعة إليها، فعرفت أن الأمر قد حان.
قلت لها: “اسم الله عليكِ، لا تفزعي، هل تحسين شيئاً؟” قالت: “نعم يا عمّة.” فقلت لها: “اجمعي نفسك وقوي قلبك.” وبينما أنا جالسة عندها، أخذتنا حالة عجيبة، كأن وعينا انتقل إلى عالم آخر. فما هي إلا لحظات، حتى انتبهتُ بحسِّ سيدي، فإذا به، سيد العالم، قد وُلد على الأرض نظيفاً طاهراً منظفاً.
فصاح الإمام العسكري عليه السلام: “هلمي إليّ بابني يا عمّة.” فجئت به، فوضع الإمام يديه تحت وسط المولود، وجعل رجليه على صدره، ثم أدخل لسانه في فمه، وأمر يده على عينيه وسمعه ومفاصله، ثم قال له: “تكلم يا بُنيّ.” فقال المولود المبارك: “أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً رسول الله صلى الله عليه وآله.” ثم صلى على أمير المؤمنين وعلى الأئمة واحداً بعد الآخر، حتى وقف على أبيه، ثم سكت.
فقال الإمام العسكري عليه السلام: “يا عمّة، اذهبي به إلى أمه، ليسلّم عليها، وائتني به.” فذهبت به فسلم عليها، ثم رددته ووضعته في المجلس، فقال الإمام: “يا عمّة، إذا كان يوم السابع فأتينا.”
قالت حكيمة: فلما أصبحنا، جئت لأسلّم، فسلم عليّ أبو محمد، فكشفت الساتر فلم أرَ سيدي، فقلت له: “جعلت فداك، ما فعل سيدي؟” فقال الإمام: “يا عمّة، استودعناه الذي استودعته أم موسى.”
فلما كان اليوم السابع، جئت وسلمت وجلست، فقال الإمام العسكري عليه السلام: “هلمي إليّ بابني.” فجئت به في الخرقة، ففعل به كما فعل في اليوم الأول، ثم قال له: “تكلم يا بني.” فقال: “أشهد أن لا إله إلا الله.” ثم صلى على محمد وعلى أمير المؤمنين والأئمة صلوات الله عليهم أجمعين، حتى وقف على أبيه، ثم تلا قول الله تعالى:
“بسم الله الرحمن الرحيم
ونريد أن نمنّ على الذين استُضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين، ونمكّن لهم في الأرض، ونري فرعون وهامان وجنودهما منهم ما كانوا يحذرون.”
وهذه الرواية الجليلة نقلها موسى بن القاسم بن حمزة بن موسى بن جعفر عليه السلام، عن عمته السيدة حكيمة بنت الإمام الجواد عليه السلام، لتكون شاهداً خالداً على ميلاد الحجة بن الحسن عليه السلام، خاتم الأوصياء، وموعود الأنبياء.
المصدر
كتاب “الكافي” للكليني
- في الجزء 1، باب “تسمية من رآه”، الحديث رقم 2 و3