بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلِ على محمد وآل محمد
كان هناك طفل اسمه علي، يحب أن يسأل كثيرًا ويحب التعلم.
في أحد الليالي، نام علي، فرأى في حلمه عصفورًا صغيرًا ملوّنًا، يرفرف أمام نافذته. قال العصفور:
– "يا علي، هل تودّ أن تأتي معي في رحلة لنبحث عن الرزق؟"
قفز علي فرحًا وقال:
– "نعم!"
طار العصفور وحمل علي بخفةٍ عجيبة فوق جناحه، حتى وجدا نملة صغيرة تخرج من جحرها وتحمل حبّة قمح أكبر من حجمها.
سأل علي بدهشة:
– "من أعطاها هذه الحبة الكبيرة؟"
أجابه العصفور:
– "الله الرزاق! رزقها بما يناسبها."
ثم واصلا الطيران، حتى وصلا إلى البحر. هناك رأى علي سمكة صغيرة تفتح فمها فيدخل إليه طعامها.
قال علي متعجبًا:
– "حتى السمك في البحر لا ينساه الله!"
ابتسم العصفور وقال:
– "الله اسمه الرزاق… يرزق من في السماء والأرض والبحر."
🌿 وبينما كانا يطيران، هبّت ريح قوية، فخاف علي وقال:
– "سنقع! ماذا سنفعل؟"
فقال العصفور مطمئنًا:
– "لا تخف، يا علي. أحيانًا تأتي الرياح لتدفع الغيوم نحو الأرض، فتنزل الأمطار، ويسقي الله الزرع والناس والحيوانات. ما تراه مخيفًا هو في الحقيقة جزء من تدبير الله الحكيم."
هدأ قلب علي وفكر:
– "إذن حتى ما يبدو صعبًا أحيانًا هو خير… لأن الله المدبّر الحكيم."
ثم صعدا عاليًا، حيث كان البدر يضيء السماء. شعر علي بدفء عجيب، وكأن القمر يهمس له:
" يا علي، الله الرزاق، الله الكريم، الله اللطيف، الله الحكيم، الله المدبر… لن يتركك أبدًا ولن تضيع بحفظه وحمايته ورعايته"
استيقظ علي من حلمه، وقلبه مليء بالحب والطمأنينة. أسرع إلى أمه وقال:
– "ماما! الآن عرفت… رزقي ورزق كل شيء عند الله، وهو يدبر كل أمر بحكمته."
✨ رسالة القصة:
- الله هو الرزاق: لا ينسى أحدًا من خلقه.
- الله هو الكريم: يعطي بلا حدود.
- الله هو اللطيف: يرسل الرزق بلطف خفي.
- الله هو الحكيم والمدبر: حتى ما نخافه أحيانًا يكون خيرًا مدبّرًا لنا.