إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الوصيّة الممنوعة: دراسة تحليلية علمية

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الوصيّة الممنوعة: دراسة تحليلية علمية

















    المقدّمة
    حادثة “الوصيّة الممنوعة” تُعدّ واحدة من أخطر المواقف التاريخية التي شهدها المسلمون في أواخر حياة النبي ﷺ، حين طلب أن يُكتب له كتابٌ “لن يضلوا بعده أبدًا”، فمنع بعض الصحابة ذلك بقولهم: “إن الرجل ليهجر” أو “غلبه الوجع”. وقد سُمّيت هذه الحادثة في بعض المصادر بـ رزية يوم الخميس.

    هذه الحادثة تحمل دلالات عقدية وسياسية وأخلاقية، وتمثل منعطفًا مهمًا لفهم مسار الخلافة بعد رسول الله ﷺ.

    المحور الأول: توصيف الحادثة في مصادر المسلمين
    1. في المصادر السنية:
      • وردت في صحيح البخاري، ج 4، ص 31، عن ابن عباس: “الرزية كل الرزية ما حال بين رسول الله وبين أن يكتب لهم ذلك الكتاب”.
      • جاء أن النبي ﷺ قال: «هلموا أكتب لكم كتابًا لن تضلوا بعده» فقال بعضهم: “إن النبي غلبه الوجع وعندنا كتاب الله”. فاختُلفوا، فقال النبي ﷺ: «قوموا عني».
    2. في المصادر الشيعية:
      • روى الكليني في الكافي (ج1، ص53) أن النبي ﷺ أراد أن ينصّ على علي (عليه السلام)، فمنعوه.
      • وردت نصوص أخرى تفيد أن تلك الوصيّة كانت مرتبطة بالخلافة والإمامة.
    يتضح أن الحادثة متفق على وقوعها عند جميع الفرق، لكن الخلاف في تفسير طبيعتها ودلالتها.


    المحور الثاني: البعد العقدي والفكري
    1. منظور أهل البيت (عليهم السلام):
      • يرون أن الحادثة تعكس منع النبي ﷺ من توثيق النصّ على ولاية أمير المؤمنين علي (عليه السلام).
      • يُفهم من قول ابن عباس: “الرزية كل الرزية” أن ما فُوّت على الأمة كان أمرًا عظيماً، وهو صيانة الدين من الاختلاف.
    2. منظور المدرسة الأخرى:
      • يذهب كثير من علماء أهل السنة إلى أن الأمر لم يكن بقدر ما يصوره الشيعة، بل إن ترك الكتابة كان لحكمة أرادها النبي ﷺ، باعتبار أن “كتاب الله فيه الكفاية”.
      • بعضهم يقرّ بأن كلمة “يهجر” أو “غلبه الوجع” منزلق خطير في حق النبي المعصوم ﷺ.


    المحور الثالث: الدلالات السياسية والاجتماعية
    1. الدلالة السياسية:
      • منع الوصيّة مهّد عمليًا لتشكيل واقع سياسي مغاير لما كان النبي ﷺ يريده، وفتح الباب لاجتهادات بعد وفاته.
      • هذا الحدث كان منطلقًا لانقسام الأمة بين خط الإمامة والخط الآخر.
    2. الدلالة الاجتماعية والأخلاقية:
      • الحادثة تُظهر وجود خلاف داخلي في لحظة حرجة، مما يكشف أن الخلاف لم يكن بعد وفاة النبي ﷺ فحسب، بل بدأ في حياته.
      • فيها بُعد أخلاقي حول حدود الطاعة للنبي ﷺ، إذ كيف يُعترض على توجيه مباشر منه؟

    المحور الرابع: التحليل العلمي النقدي
    • النصوص القطعية: كلا الفريقين ينقل الحادثة، فلا مجال لإنكارها تاريخيًا.
    • المتناقضات في التبرير: التبرير بـ”حسبنا كتاب الله” يتعارض مع مواقف نفس الشخصيات التي كانت تحتاج إلى السنّة والحديث في أمور أقل أهمية.
    • المستوى العقدي: القول بأن النبي “يهجر” يتنافى مع عصمته المتفق عليها قرآنياً: ﴿وما ينطق عن الهوى * إن هو إلا وحي يوحى﴾ (النجم: 3-4).
    • البُعد التاريخي: ما حدث يوم الخميس أسّس لخط انحراف سياسي امتد لاحقًا في مسار الخلافة، وكان سببًا في أزمات الأمة المتتالية.



    الخاتمة
    إن “الوصية الممنوعة” لم تكن حادثة عابرة، بل شكّلت لحظة تاريخية فارقة، تداخل فيها البعد العقدي مع السياسي، وتجلّت فيها إرهاصات الانقسام الإسلامي. إن القراءة العلمية الموضوعية تُظهر أن ما جرى حال دون توثيق النص النبوي على الخلافة، وكان لذلك أثر بالغ على مسار الأمة الإسلامية
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X