بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلِ على محمد و آل محمد
في بيتٍ صغير، كانت هناك أختان: ليان و هبة.
كان عندهما قطعة حلوى واحدة فقط، وكل واحدة تتمنى أن تأكلها.
ليان نظرت إلى الحلوى، ثم نظرت إلى أختها وقالت:
– "أنا أحبك يا هبة… تفضلي، خذيها."
ابتسمت هبة وردّت:
– "وأنا أحبك أيضًا… لا، خذيها أنت."
وتعجّبت أمّهما وقالت:
– "ما أجمل هذا الحب بينكما! أنتما تشبهان السيدة زينب وأخيها العباس عليهما السلام."
فسألت ليان بفضول:
– "كيف يا أمي؟"
قالت الأم بهدوء:
– "في كربلاء، كانت السيدة زينب عليها السلام تُحب أخاها العباس حبًا عظيمًا، والعباس كان يضحّي بنفسه من أجلها ومن أجل الإمام الحسين عليه السلام.
كان كل واحد منهما يفكر في الآخر قبل نفسه. وهذا هو معنى الإيثار."
وأضافت الأم:
– "الله تعالى يقول في القرآن الكريم:
**﴿وَيُؤْثِرُونَ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ﴾ [الحشر: 9]
أي أنّ المؤمن الحقيقي يعطي غيره حتى لو كان هو بحاجة."
تأثرت ليان وهبة، وقالتا معًا:
– "نحن أيضًا نريد أن نتعلم أن نقدّم بعضنا على أنفسنا."
ثم أمسكتا بالقطعة الصغيرة من الحلوى، وقسمتاها نصفين، وأكلتاها وهما تضحكان بفرح.
ومن ذلك اليوم، كلما حصل خلاف بينهما، تذكّرتا قصة السيدة زينب وأخيها العباس، وقالتا:
– "نحن أخوات… والمحبة والإيثار تجعل بيتنا أجمل."
✨ أحبابنا الصغار:
- الأخوّة ليست فقط أن نعيش معًا، بل أن نُقدّم الحب والتضحية لبعضنا.
- من أجمل صور الأخوة ما كان بين السيدة زينب وأخيها العباس عليهما السلام.
- القرآن يعلّمنا أن نُؤثر غيرنا على أنفسنا، وهذا من أعظم الأخلاق.