بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلِ على محمد و آل محمد
كان هناك صبي يُدعى سامي يعيش في قرية صغيرة بين الجبال. سامي كان يحب اللعب والمرح، لكنه غالبًا ما يضيّع وقته في أمور لا تفيده.
في أحد الأيام، جاء جدّه العجوز وقال له مبتسمًا:
"سامي، أريد أن أريك شيئًا مهمًا."
أخرج الجد ساعة قديمة وقال:
"هذه ليست ساعة عادية، هذه ساعة تُظهر قيمة الوقت. كل ثانية تمر من حياتك هي كنز لا يعود. إذا ضيّعتها في اللهو والكسل، لن تستطيع استعادتها أبداً. وكل لحظة تصرفها في الخير، في العلم، وفي إدخال السرور على الآخرين، تجعل حياتك أكثر قيمة."
نظر سامي بدهشة، وقال: "كيف أستفيد من وقتي، وكيف تجعل أفعالي قيمة؟"
ابتسم الجد وقال:
"كل يوم من حياتك هو صفحة جديدة في كتابك. يمكنك أن تملأها بالعلم، بالعمل الصالح، وذكر الله، وأيضًا بإدخال السرور على قلب من حولك. كما قال الإمام الصادق عليه السلام:
'من فرّح مسلمًا، فرّحه الله يوم القيامة.'
وفي حديث عن النبي ﷺ وآله:
'تبسمك في وجه أخيك صدقة.'
"كل يوم من حياتك هو صفحة جديدة في كتابك. يمكنك أن تملأها بالعلم، بالعمل الصالح، وبذكر الله. هذه الصفحات ستصبح دفتر ذكرياتك في الدنيا، وستكون شاهدة لك يوم القيامة."في اليوم التالي، قرر سامي أن يغيّر حياته. بدأ بصلاة الفجر، وخصص وقتًا للقراءة والدراسة، وساعد والديه في أعمال البيت، وشارك في أنشطة الخير مع أصدقائه، وكان يبتسم ويعاون أصدقائه ويخفف عنهم همومهم.
ومع مرور الأيام، شعر سامي بسعادة لم يعرفها من قبل. اكتشف أن الوقت ثمين، وأنه عندما يستثمره في الخير والعلم وإدخال السرور على الآخرين، تصبح حياته مليئة بالبركة والقيمة.
وفي ليلة، نظر سامي إلى جدّه وقال:
"الساعة التي أعطيتني إياها لم تكن مجرد ساعة، بل كانت درسًا في الحياة. علمتني أن الوقت أغلى ما نملك، وأن إدخال السرور على الآخرين يجعل حياتنا أكثر قيمة."
ابتسم الجد وقال:
"نعم يا بني، وكل لحظة تمر منك وأنت تعبد الله تطلب العلم تعمل الخير، وتقوم بالطاعات، وتفرح قلب أخيك، هي كنز لا يُقدر بثمن."
ومنذ ذلك اليوم، أصبح سامي نموذجًا لأصدقائه، يذكّرهم دومًا: "لا تضيّع وقتك، وكن سبب فرح وسعادة لمن حولك."