بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلِ على محمد وآل محمد
كانت ليان بنتًا صغيرة في التاسعة من عمرها. كانت ذكية، مرحة، تحب اللعب والرسم، لكنها كلما سمعت أمها تنادي: "ليان.. حان وقت الصلاة"، كانت تشعر بالملل وتقول في نفسها:
"الصلاة مملة.. لماذا أصلّي؟ هل تغيّر شيئًا في حياتي؟"
وفي ليلة هادئة، نامت ليان وهي حزينة من كثرة إلحاح أمها عليها في الصلاة. وبينما هي نائمة، رأت في المنام مشهدًا عجيبًا…
✨ رأت نفسها تمشي في طريق طويل مظلم، وكل الناس حولها يحملون مصابيح تضيء لهم الطريق. أمّا هي، فكانت يداها فارغتين، ولا ترى سوى ظلام كثيف يخيفها. فصرخت بخوف:
– "أين مصباحي؟ لماذا لا أملك نورًا مثلهم؟"
فجاءت امرأة جميلة مهيبة، وجهها يشعّ نورًا، وقالت لها بصوت حنون:
– "يا ليان، كل من حافظ على صلاته، أعطاه الله مصباحًا من نور، يحفظه في الدنيا ويهديه في الآخرة. والصلاة ليست واجبًا فقط، بل هي مفتاح النور والطمأنينة."
سألتها ليان ببراءة:
– "ولكني لا أشعر بفائدتها… أشعر بالملل!"
ابتسمت المرأة وقالت:
– "يا صغيرتي، هل رأيتِ الزهرة كيف تحتاج ماء كل يوم؟ لو تركناها يومًا عطشى ستذبل وتموت، مع أن الماء نفسه قد يبدو متكررًا. الصلاة مثل الماء لقلبك، تروي روحك كل يوم، ولو تركتها جفّ قلبك وأظلم طريقك."
ثم رأت ليان بابًا عظيمًا من نور، لكنه كان مغلقًا.
فقالت لها المرأة:
– "يا ليان، هذا باب اللقاء مع الله، لا يُفتح إلا بمفاتيح الصلاة."
كانت ليان تشعر أن الصلاة مجرد وقوف وركوع وسجود وحركات لا تفهمها. فقالت: "لكنني لا أفهم الصلاة!"
فقالت لها المرأة :
– "تعالي يا ليان، سأعلّمك سرّ كل حركة وكلمة في الصلاة:
🔹 عندما تكبرين وتقولين: الله أكبر، كأنك تقولين: "يا الله، أنت أعظم من كل شيء.. حتى من لعبي وألعابي."
🔹 عندما تقرئين الفاتحة، أنتِ تكلّمين الله مباشرة:
– "الحمد لله" تعني: شكراً يا رب.
– "الرحمن الرحيم" تعني: يا رب، أنت رحيم بي.
– "اهدنا الصراط المستقيم" تعني: يا رب، دلّني على طريق الخير.
🔹 عندما تركعين، أنتِ تنحنين أمام الله لتقولي: "أنا أحبك وأحترمك."
🔹 عندما تسجدين، تضعين جبهتك على الأرض، كأنك تقولين: "يا رب، أنا صغيرة وضعيفة، وأنت القوي الذي أحتاجه."
🔹 وعندما تجلسين للتشهد، تقولين: "أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله"، كأنك توقّعين عقد حب ووفاء مع الله ورسوله.
🔹 وفي آخر الصلاة عندما تسلّمين، كأنك توزعين السلام والحب على الملائكة وعلى كل من حولك."
ليان استمعت بدهشة وقالت:
– "ياااه! إذن كل حركة لها معنى جميل.. لم أكن أعرف أنني في الصلاة أتكلم مع الله!"
ابتسمت المرأة وقالت:
– "حتى لو لم تتذكري المعاني كلها، يكفي أن تنوي بقلبك: أنا الآن بين يدي الله."يا حبيبتي، ليس مطلوبًا أن تتذكري كل المعاني وأنت تصلين، يكفي أن تعرفي أن كل حركة كلمة معناها: (أنا أحب الله وأحتاجه). ومع مرور الوقت سيكبر قلبك وتصير الصلاة أجمل لحظة في يومك." ومع التكرار سيصبح قلبك حاضرًا، وستشعرين بالسكينة."
ثم أعطتها مصباحًا مضيئًا وقالت:
– "هذا هو سرّ النور.. حافظي عليه بالصلاة."
استيقظت ليان من نومها وهي تشعر بدفء غريب في قلبها، كأن المصباح ما زال يضيء بين يديها.وهي تشعر أن الصلاة لم تعد مملة، بل صارت لغة حب بينها وبين الله.
. ركضت إلى أمها باكية وقالت:
– "ماما، أريد أن أصلّي.. أريد أن أحافظ على نوري!"
ومن ذلك اليوم، كلما شعرت بالملل، تذكرت الظلام الذي رأته، وتذكرت أن الصلاة هي النور الذي يحميها ويملأ قلبها بالسكينة.
🌹 طفلتي الصغيرة :
يا حبيبتي، الصلاة ليست مجرد حركات، إنها المفتاح الذي يفتح قلبك على نور الله، مثل الماء الذي يحيي الزهرة، مثل المصباح الذي ينقذك من الظلام. وكل ركعة تصلينها تجعل قلبك أقوى وأجمل.
تعليق