حوار مع الحاج ابو سعد الخادم
عصام العبيدي

الحوار مع خدام اهل البيت عليهم السلام يأخذ طابعا آخر يختلف عن اللقاءات الصحفية ،كونها تمثل جوهر الفعل الولائي بما تمتلك الخدمة الحسينية من نقاء يتخطى الحدود الزمانية والمكانية وحسابات الذات والمصلحة الخاصة ، وهذا لاشك توفيق من الله سبحانه تعالى ، ومكانة الخدمة فوق كل المكانات والرتب والمقامات التقي حضرة الحاج خضير علوان حسين عزام الدليمي الملقب ابو سعد الخادم يوفقه الله ..
هو الحاج خضير علوان حسين عزام الدليمي من مواليد العام 1956 بابل المسيب محلة ال بو حمدان حاصل على شهادة المركز المهني للطاقة متقاعد حاليا.
***
:ـ متى بدا مشواركم مع الخدمة الحسينية؟
:ـ بداية لابد ان اعرج على حقيقة خالدة في موروث ونسب هذه العائلة التي تنحدر من معتقد اخر، كوننا كنا من ابناء السنة والجماعة، ولكن قبل اكثر من قرنين من الزمن تقريبا حدثت مع الجد الخامس او السادس كرامة تنسب لأهل بيت الرحمة عليهم السلام ، هذا مما حرف بوصلة ومعتقد هذه العائلة بشكل جذري، حتى اصبحنا ولله الحمد من الموالين المخلصين ان شاء الله لأهل بيت الرحمة عليهم السلام.
اما فيما يخص سؤالك عن مشواري في الخدمة الحسينية المباركة، فلله الحمد كانت الانطلاقة ما بعد سقوط نظام صدام الديكتاتوري، تحديدا في العام (2007م) وفي العتبة الحسينية المقدسة بواسطة الشيخ احمد الصافي حفظه الله والسيد افضل الشامي والشيخ محمد ابو دكة ولمدة ثلاث سنوات متتالية في قسم الخدمية التابعة للعتبة الحسينية المقدسة وتحديدا في الكشوانية.
وبعد فترة من الزمن قال لي سماحة الشيخ عبد المهدي الكربلائي حفظه الله، لماذا لا تنضم الى ملاكات وكوادر العتبة الحسينية المقدسة وبشكل رسمي، كان ردي في ذلك الوقت اني متقاعد، وان وجودي في مجال الخدمة الحسينية الطوعية، هو اعظم اجر في الدنيا والاخرة، وهو شرف لا يدانيه شرف، كيف لا وانا اخدم في حضرة سيدي ومولاي الامام الحسين عليه السلام، خامس اهل الكساء، وسبط النبي الهادي المهدي .
علما ان اوقات تواجدي في العتبة الحسينية المقدسة آنذاك كان في ايام الخميس والوفيات والزيارات، اما فيما يخص زيارة الاربعين مثلا يطول مكوثي في كربلاء عشرة ايام متتالية، وايضا في زيارة الشعبانية يطول مقامي في كربلاء لأيام معدودة، علما ان القائمين على العتبة الحسينية المقدسة اصدروا لي باج رسمي، يسمح لي بالعمل والخدمة داخل الصحن الشريف، وذلك على اعتباري من المتطوعين الاوائل في العتبة الحسينية.
من بعد ذلك انتقلت الى الخدمة في العتبة العباسية المطهرة في قسم الاعلام ولمدة عشرة سنوات متتالية، مع سماحة السيد ليث الموسوي والسيد عقيل الياسري رئيس قسم الشؤون الفكرية والثقافية حاليا، والاستاذ على الخباز رئيس تحرير مجلة صدى الروضتين حاليا ومسؤولي المباشر آنذاك، كان عملنا يتركز على توزيع نشرة الكفيل واصدار صدى الروضتين، وقد حصلت على العديد من كتب الشكر، من قبل القائمين على العتبة العباسية المطهرة، وبعدد سنوات خدمتي في العتبة التي امتدت لعشر سنوات، علما ان ظروف عملنا كان فيها الكثير من التحديات والصعاب، خاصة في ايام المناسبات المليونية وفي الاجواء الحارة والباردة، واحيانا يستمر عملنا ساعات طويلة من الصباح حتى المساء، وربما لأيام من اجل توزيع تلك الاصدارات والنشرات والمطبوعات.
وقبل هذا وذاك لابد للقارئ العزيز ان يفهم حقيقة ان اصدار الكفيل بنسخته الاولى كان عبارة عن نسختين فقط بالأسود والابيض ، من ثم تأتي مرحلة الطبع وهي بجهود شخصية من قبلنا، وعند الانتهاء من الطبع يبدا مشوار توزيع ذلك الاصدار الذي وصل الى مناطق ساخنة امنيا، وبعد فترة من الزمن توالت الاصدارات لتصبح ملونة وبأحجام واعداد كبيرة نسبيا، ليصل عدد الاصدار الواحد الى اكثر من عشرين الف نسخه، يتم توزيعها على الزائرين من دون كلل او ملل، ومن دون ان نتأثر بعامل الطقس سواء كان ساخن او بارد، وهذا العمل كان تحت اشراف خمسة اشخاص فقط انا وشخص من النجف، واخر من الديوانية، واخر من الحلة، والاخر انتقل الى جوار رب كريم رحيم وهو من اهالي بغداد.
من بعد احداث جائحة كورونا انتقل عملي الى قسم رعاية الصحن في العتبة العباسية المطهرة، ومنذ اربع سنوات وانا اعمل مع الحاج خليل هنون والشيخ زيني في قسم رعاية الصحن،
***
:ـ وهل اختصت خدمتكم في كربلاء ومراقدها المقدسة أم لكم خدمة في مراقد أخرى ؟
:ـ من رحمة الله علينا وتوفيقه ان خدمتنا توسعت لباقي المراقد داخل العراق وخارجه ، لدي خدمات اخرى في العتبة العلوية، وايضا في مرقد العلوية شريفة بنت الامام الحسن عليها السلام ولمدة سنة كاملة.
خدمت ايضا في مرقد الامام الرضا عليه السلام في جمهورية ايران الاسلامية، في الصحن الشريف وفي كشوانية الامام الرضا عليه السلام، هذه السنة على سبيل المثال كنت في خدمة العتبات المقدسة في ايران ثلاث مرات، وغدا ان شاء الله سأكون في خدمة غريب طوس الامام الرضا عليه السلام وللمرة الرابعة، اما في مقام السيد زينب الكبرى عليها السلام كانت الخدمة غير رسمية، وحتى في مدينة الرسول الاعظم صل عليه وسلم قدمنا شكل من اشكال الخدمة الطوعية ولكن بشكل غير رسمي.
كيف توزعون خدمة العتبات على جدول ايامكم ؟
الحمد لله اننا عملنا جدولا ايام الاسبوع السبعة على النحو التالي.. يوم الجمعة اكون مع احدى الهيئات الحسينية من اهالي بغداد في حضرة سيدي ومولاي الأمام الحسين عليه السلام، يوم السبت او الاحد تكون الخدمة في حضرة سيدي ومولاي وشفيعي الامام علي عليه السلام في العتبة العلوية، يوم الاربعاء تكون الخدمة مع الحاج حازم جنتي في صحن الامام موسى الكاظم عليه السلام في الكاظمية، ايام الخميس من كل اسبوع تكون مخصصة للعتبة العباسة المطهرة ، اما يوم الجمعة فتكون الخدمة في العتبة الحسينية المقدسة.
:ـ هل لديكم تصورعن عدد هيئات الخدمة الحسينية.
العدد غير معروف من قبلنا، ولكن اكاد اجزم بوجود الكثير والكثير من الهيئات الحسينية التطوعية، اما بخصوص اعداد الخدم والمتطوعين، فعليك ان تتصور احدى الهيئات يصل عدد المتطوعين فيها الى الف متطوع تقريبا، انا شخصيا عملت مع العديد من الهيئات منها على سبيل المثال.. هيئة الحوراء زينب عليها السلام، وهيئة ام البنين عليهم السلام، وهيئة ابي الفضل العباس عليه السلام، واسماء اخرى لا تحضرني الان، بالنتيجة انا مستعد للعمل مع جميع الهيئات الحسينية طالما تحمل عنوان الخدمة الحسينية.
***
:ـ قبل الوداع
:ـ اتقدم بالشكر والامتنان للسادة القائمين على العتبات المقدسة واخص بالذكر منهم سماحة السيد احمد الصافي حفظه الله ورعاه المتولي الشرعي للعتبة العباسية المطهرة، وسماحة الشيخ عبد المهدي الكربلائي حفظه الله ورعاه المتولي الشرعي للعتبة الحسينية المقدسة، وكل العاملين في العتبتين المقدستين سماحة السيد ليث الموسوي والسيد عقيل الياسري وجميع الاخوة العاملين في القطاعات الاخرى لهم مني المودة والدعاء