إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

روايات وقصص مهدوية 15: (سيدي، غيبتك أوصلت مصابي بفجائع الأبد)

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • روايات وقصص مهدوية 15: (سيدي، غيبتك أوصلت مصابي بفجائع الأبد)

    بسم الله الرحمن الرحيم
    والصلاة والسلام على محمد واله الطيبين الطاهرين
    واللعنة الدائمة على اعدائهم الى قيام يوم الدين



    (سيدي، غيبتك أوصلت مصابي بفجائع الأبد)

    روى الصدوق رحمه الله في كتاب كمال الدين بسنده عن سدير الصيرفي، قال:

    دخلت أنا والمفضل وأبو بصير وأبان بن تغلب على مولانا أبي عبدالله جعفر بن محمد الصادق عليهم السلام، فرأيناه جالسًا على التراب. لقد كان الإمام قادرًا على الجلوس على الفراش، لكنه اختار الجلوس على التراب، وهي هيئة تدلّ على شدّة المصاب وعِظَم الألم الذي يعيشه.

    وكان عليه مسحٌ خيبريّ، والمسح يُطلق على ثوب الراهب أو الكساء المصنوع من الشعر، وكان هذا المسح مطوّقًا بلا جيب، مقصر الكمين، وليس كثياب الناس المعتادة. وقد بدا الإمام وهو يبكي بكاء الواله الثكلى ذات الكبد الحرّى، وقد نال الحزن من وجنتيه فتغيّرتا، وشاع التغيّر على عارضيه، وأبلّت الدموع محجريه، وهو يقول بحرقة وانكسار:

    “سيدي، غيبتك نفت رقادي، وضيقَت عليّ مهادي، وأسرت مني راحة فؤادي. سيدي، غيبتك أوصلت مصابي بفجائع الأبد، وفقد الواحد بعد الواحد يُفنِي الجمعَ والعدد. فما أحسّ بدمعة ترقأ من عيني، ولا أنينٍ يفتر من صدري عن دوارج الرزايا وسوالف البلايا، إلا مثّلت لعيني من عوائر عظمتها وأفضعها وتراقي نوائبَ مخلوطةٍ بغضبك، ونوازلَ معجونةٍ بسخطك.”

    قال سدير: فاستقارت عقولنا ولها، وتصدّعت قلوبنا جزعًا من ذلك الخطب الهائل والحادث الغائل، وقد أصبنا بداهية عظيمة لما رأينا إمامنا بهذه الحالة، وظننّا أنّ هذا الأمر إنّما هو علامة لمكروهٍ قارع، أو نازلةٍ عظيمةٍ حلت بالإمام.

    فقلنا له: “لا أبكى الله يا ابن خير الورى عينيك! من أي حادثةٍ تستنزف دمعتك وتستمطر عبرتك؟ وأيّ حالٍ حتمت عليك هذا المأتم؟”

    قال سدير: عندها زفر الإمام الصادق عليه السلام زفرةً عظيمة، انتفخ منها جوفه واشتدّ منها خوفه، وقال:

    “ويكم! إني نظرتُ في كتاب الجفر صبيحة هذا اليوم، وهو الكتاب المشتمل على علم المنايا والبلايا والرزايا، وعلم ما كان وما يكون إلى يوم القيامة، الذي خصّ الله عزّ وجل به محمّدًا صلى الله عليه وآله والأئمّة من بعده. فتأملتُ فيه مولدَ قائمنا وغيبته وإبطاءه وطولَ عمره، وما يلقى المؤمنون من البلاء في زمان غيبته، وتولّدَ الشكوك في قلوبهم من طول غيبته، وارتدادَ أكثرهم عن دينهم، وخلعَهم ربقة الإسلام من أعناقهم، تلك التي قال الله عزّ وجل: (وكل إنسان ألزمناه طائره في عنقه). فلمّا تأملت ذلك أخذتني الرِّقة واستولت عليّ الأحزان.”

    فقلنا له: “يا ابن رسول الله، كرمنا وشرفنا بإشراكك إيانا في بعض ما تعلمه من علم ذلك.”

    فقال عليه السلام:

    “إنّ الله تبارك وتعالى أدار في القائم منا ثلاث سنن، كما أدارها في ثلاثة من الرسل قبله: قدّر مولده تقدير مولد موسى عليه السلام، وقدّر غيبته تقدير غيبة عيسى عليه السلام، وقدّر إبطاءه تقدير إبطاء نوح عليه السلام، وجعل بعد ذلك عمرَ العبد الصالح – أعني الخضر – دليلاً على عمره.”

    ثمّ أشار الإمام إلى أنّ طول عمر الخضر عليه السلام دليل على إمكان طول عمر الإمام المهدي عليه السلام، قائلاً إنّ الخضر وُجِد قبل موسى، ولا يُعلم كم بلغ عمره، وهو أكبر من الإمام المهدي عليه السلام بألفين أو ثلاثة آلاف سنة، ليكون حجّة على الناس في إمكان طول العمر.


    المصدر:

    الشيخ الصدوق، كمال الدين وتمام النعمة، ج2، باب ما روي عن الصادق عليه السلام من النص على القائم عليه السلام، حديث سدير الصيرفي .
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X