تويت
ذكريات المدينة المقدسة
"مرقد نوح بن دراج"
قال أحد الشهداء: قبة من القاشاني، وصحن واسع وله موسم ربيعي للزيارة تقصده العوائل زيارة واستجماما... تلك خفقات قلب مدينة روتها التواريخ، ولابد ان نعرف كل خفقة من خفقاتها، وتلك مراقدها ومقاماتها تاج هذا النبض.. وإذا بأحد الشباب الشهداء يسألني: هل زرت مرقد امام نوح؟
قلت: لا... ولكني قرأت عن مرقده الصغير؛ مجرد مرقد بسيط تعلوه منارة بارتفاع ستة امتار.
فقال الجد: اما نوح فهو نوح بن دراج من وجوه الشيعة، صار قاضي الكوفة في زمن الرشيد، وكان شيعيا من اصحاب الصادق عليه السلام... ورحت اسرح مع تأملاتي... هي كربلاء دعاء وسجادة صلاة، وعيون مدينة دامعة متلفعة بالحزن، هي صاحية بدمعها الملائكي الذي هو آية من آيات الجمال... فرحت أبحث في ذاكرتي عن مرقد آخر من مراقد النور؛ واذا بمرقد يحضر امام ناظري لحظتها؛ مرقد مستطيل الشكل تعلوه قبة خضراء، وله طارمة مسقفة، ويحيط بالصحن فناء مكشوف... صحت: أوه انه مرقد ابن الحمزة...
قال احد الشهداء: انه لفقيه من فقهاء الشيعة؛ هو عالم اسمه عماد الدين ابو جعفر بن حمزة الطوسي المشهدي.
قال شهيد آخر: توفي في كربلاء، ودفن خارج باب النجف.
قلت: هو في محلة باب الخان، وفي منطقة تُسمى باب طويريج. ومن رحم شارع امتد امامي حتى اصبح كأنه علامة استفهام كبيرة بحجم الصبر الكربلائي. مرقد شاءت له الأقدار ان يكون يد كربلاء التي تصافح القادمين من صوب العاصمة... مرقد عون.
قلت: البعض يقول انه مرقد عون هو لعون بن عبد الله بن جعفر الطيار؛ امه زينب، وخاله الحسين، حيث يروي بعض المؤرخين ان الحسين عليه السلام ارسل ابن اخته عون الى المسيب بن نجبة الفزاري فاعترضه إسحاق بن خويه وقتله فدفن هناك.
قال الجد: لا يا بني هذا قبر عون بن عبد الله بن جعفر وهو من نسل الحسن، سيد جليل مقيم في الحائر الحسيني وله مزرعة خرج اليها، وادركه الموت هناك... بينما راح شهيد آخر يتحدث عن مرقد ابن فهد الحلي في شارع قبلة الامام الحسين عليه السلام، وهذا المكان كان بستانا عائدا له، وهناك شواهد عديدة ان القبة كانت موجودة في بدايات القرن الثالث عشر الهجري.
فعقب احد الشهداء: كان المرقد عبارة عن قبة قديمة تحوطها دار فيها غرف كثير مأوى للزائرين.
قلت لقد أعيد تشييده عام 1384هـ واصبح عبارة عن قبة فخمة مكسوة بالكاشي القاشاني، وشُيّد في الطابق الثاني من المدرسة لطلاب العلوم الدينية... من الممكن ان أرى بعيني شكل الفرحة التي تعتمرهم وهم يتحدثون عن مراقد ومقامات كربلاء... ومن المؤكد ان لكل واحد منهم له مع المكان حكاية، ولذلك صرت متيقنا ان كل واحد منهم تحدث عن المرقد او المقام القريب عن نشأته...
قال احد الشهداء: في نهايات سوق باب السلامة هناك مقام يُسمى موقف ابن سعد.
قلت: الذي نعرفه انه يمثل البقعة المكانية التي التقى بها الحسين عليه السلام مع عمر بن سعد.
فقال: هو بالضبط عبارة عن واجهة من واجهات إحدى البيوت.
قلت: يرى السيد سلمان هادي آل طعمة انه شيد عام 1113هـ وجدد عام 1934م وعام 1952م وجدد عام 2002م حيث تم تغليف القاعدة بالسيراميك وشباك من الكروم الابيض... وراح شهيد آخر يتذكر اجواء منطقة باب النجف؛ فأدركت انه يريد ان يشير الى مقام (شير فضة) وتعني اسد فضة الذي كان مرابضا في هذا المكان، وقد التقت به السيدة فضة خادمة الزهراء عليها السلام. ويناهز المقام عمر مائة وخمسين عاما وهو في واجهة من واجهات إحدى البيوت الكربلائية.
ثم اتجه بنا شهيد آخر صوب مرقد يقع في منطقة الابيتر (مرقد الأخرس بن الكاظم). فقال: هو مرقد محمد بن الفتح الأخرس ينتهي نسبه الشريف الى الإمام موسى بن جعفر عليه السلام وهو من المراقد الصغيرة غير المعروفة الآن لأبناء منطقة الابيتر ومجاوريها... أخذنا احد الشهداء صوب مقام نور آخر لتقف المنائر شامخة في القلوب قال: على ضفة نهر الحسينية وعند مدخل كربلاء... عرفت انه يقصد مقام المهدي عجّل الله طلعته الشريفة...
قلت: يروي اهل المدينة ان احد العلماء رأى الامام المهدي عليه السلام يصلي في هذا المكان المبارك فأنشأوا مقاما على مساحة 400م ورحت اشرح لهم عن أبنية المقام، فهناك مصلى للرجال على يمين المدخل، وهناك على اليسار مصلى نساء...
فقال الجد: وهناك خلف هذا المقام مرتع صبانا ومنشأ احلامنا كانت تلك المنطقة تسمى بـ(الجعفريات) فعقب الشيخ الوقور: هذه البساتين كلها عائدة للوقف الحسيني. وعقب آخر: سلام يكبر في الضمائر ودعاء من الصلوات.
قلت: يُقال ان هذا المكان اغتسل فيه الامام جعفر الصادق عليه السلام استعدادا لزيارة جده.
فقال الجد: بنى هذا المقام الزعيم الباكتاشي (جيهان دده) الشاعر الصوفي، وهو مزار صغير، وقبة عالية من الكاشان. كما ان هذا المقام قديما حفل بزيارة النساء الزائرات بشكل خاص يجتمعن ويشعلن الشموع والبخور والدعوات.
قلت: أتدرون ان المقام تعرّض للتهديم عدة مرات وكان آخرها...
قال أحد الشهداء الشباب: بعد الانتفاضة الشعبانية. واكملت: كان حائط مجاور محراب يقع خلف مديرية الأمن، وبنيت مظلة رفعوا السقف عليها، وبعد انتهاء المعضلة توجه وجهاء المدينة لتعمير المقام. برهة صمت راح احد الشهداء من خلالها يتأمل أزقة كربلاء فرأيت الدموع على خديه، والجراح النازفة، وإذا ارى مكانا صغيرا اصبح راية يحملها هذا المكان، إذ ارتفع الجسد ليسقط من الجواد في المنطقة التي تسمى باب الطاق في زقاق يسمى (الجية).
قلت: يقصد مقام علي الأكبر؛ هو ركن بناء صغير، ومنارتان وشباك، وجدار حنوه بالبركات، حنته الشهقات وريدا من الدعوات... وصمت آخر اعترى الجماعة وكأن جرحا آخر أخذ ينبض فيهم.
قال احدهم: كان المكان منسيا لكن هناك من خصص عشرين مترا ليكون مقام الطفل الرضيع. يقع هذا المقام في شارع السدرة.
قلت: هناك مساعٍ لتوسيع هذا المقام...
فقال الجد: مقامات كثيرة يا بني، مقامات لا تعد ولا تحصى مثلا مقام السيدة ام البنين عليها السلام كان في رواق ابي الفضل العباس عليه السلام، ومقام آخر كان يسمى مقام راس الحسين عليه السلام؛ وكان مقاما اثريا، ومقام الإمام علي عليه السلام عند مروره بكربلاء اثناء ذهابه الى النهروان، ويقع داخل سوق السراجين الموازي لشارع علي الاكبر، ومقام الامام موسى بن جعفر في زقاق السادة...
وعقب أحد الشهداء: ومقام الكف بالقرب من العلقمي.
"مرقد نوح بن دراج"
قال أحد الشهداء: قبة من القاشاني، وصحن واسع وله موسم ربيعي للزيارة تقصده العوائل زيارة واستجماما... تلك خفقات قلب مدينة روتها التواريخ، ولابد ان نعرف كل خفقة من خفقاتها، وتلك مراقدها ومقاماتها تاج هذا النبض.. وإذا بأحد الشباب الشهداء يسألني: هل زرت مرقد امام نوح؟
قلت: لا... ولكني قرأت عن مرقده الصغير؛ مجرد مرقد بسيط تعلوه منارة بارتفاع ستة امتار.
فقال الجد: اما نوح فهو نوح بن دراج من وجوه الشيعة، صار قاضي الكوفة في زمن الرشيد، وكان شيعيا من اصحاب الصادق عليه السلام... ورحت اسرح مع تأملاتي... هي كربلاء دعاء وسجادة صلاة، وعيون مدينة دامعة متلفعة بالحزن، هي صاحية بدمعها الملائكي الذي هو آية من آيات الجمال... فرحت أبحث في ذاكرتي عن مرقد آخر من مراقد النور؛ واذا بمرقد يحضر امام ناظري لحظتها؛ مرقد مستطيل الشكل تعلوه قبة خضراء، وله طارمة مسقفة، ويحيط بالصحن فناء مكشوف... صحت: أوه انه مرقد ابن الحمزة...
قال احد الشهداء: انه لفقيه من فقهاء الشيعة؛ هو عالم اسمه عماد الدين ابو جعفر بن حمزة الطوسي المشهدي.
قال شهيد آخر: توفي في كربلاء، ودفن خارج باب النجف.
قلت: هو في محلة باب الخان، وفي منطقة تُسمى باب طويريج. ومن رحم شارع امتد امامي حتى اصبح كأنه علامة استفهام كبيرة بحجم الصبر الكربلائي. مرقد شاءت له الأقدار ان يكون يد كربلاء التي تصافح القادمين من صوب العاصمة... مرقد عون.
قلت: البعض يقول انه مرقد عون هو لعون بن عبد الله بن جعفر الطيار؛ امه زينب، وخاله الحسين، حيث يروي بعض المؤرخين ان الحسين عليه السلام ارسل ابن اخته عون الى المسيب بن نجبة الفزاري فاعترضه إسحاق بن خويه وقتله فدفن هناك.
قال الجد: لا يا بني هذا قبر عون بن عبد الله بن جعفر وهو من نسل الحسن، سيد جليل مقيم في الحائر الحسيني وله مزرعة خرج اليها، وادركه الموت هناك... بينما راح شهيد آخر يتحدث عن مرقد ابن فهد الحلي في شارع قبلة الامام الحسين عليه السلام، وهذا المكان كان بستانا عائدا له، وهناك شواهد عديدة ان القبة كانت موجودة في بدايات القرن الثالث عشر الهجري.
فعقب احد الشهداء: كان المرقد عبارة عن قبة قديمة تحوطها دار فيها غرف كثير مأوى للزائرين.
قلت لقد أعيد تشييده عام 1384هـ واصبح عبارة عن قبة فخمة مكسوة بالكاشي القاشاني، وشُيّد في الطابق الثاني من المدرسة لطلاب العلوم الدينية... من الممكن ان أرى بعيني شكل الفرحة التي تعتمرهم وهم يتحدثون عن مراقد ومقامات كربلاء... ومن المؤكد ان لكل واحد منهم له مع المكان حكاية، ولذلك صرت متيقنا ان كل واحد منهم تحدث عن المرقد او المقام القريب عن نشأته...
قال احد الشهداء: في نهايات سوق باب السلامة هناك مقام يُسمى موقف ابن سعد.
قلت: الذي نعرفه انه يمثل البقعة المكانية التي التقى بها الحسين عليه السلام مع عمر بن سعد.
فقال: هو بالضبط عبارة عن واجهة من واجهات إحدى البيوت.
قلت: يرى السيد سلمان هادي آل طعمة انه شيد عام 1113هـ وجدد عام 1934م وعام 1952م وجدد عام 2002م حيث تم تغليف القاعدة بالسيراميك وشباك من الكروم الابيض... وراح شهيد آخر يتذكر اجواء منطقة باب النجف؛ فأدركت انه يريد ان يشير الى مقام (شير فضة) وتعني اسد فضة الذي كان مرابضا في هذا المكان، وقد التقت به السيدة فضة خادمة الزهراء عليها السلام. ويناهز المقام عمر مائة وخمسين عاما وهو في واجهة من واجهات إحدى البيوت الكربلائية.
ثم اتجه بنا شهيد آخر صوب مرقد يقع في منطقة الابيتر (مرقد الأخرس بن الكاظم). فقال: هو مرقد محمد بن الفتح الأخرس ينتهي نسبه الشريف الى الإمام موسى بن جعفر عليه السلام وهو من المراقد الصغيرة غير المعروفة الآن لأبناء منطقة الابيتر ومجاوريها... أخذنا احد الشهداء صوب مقام نور آخر لتقف المنائر شامخة في القلوب قال: على ضفة نهر الحسينية وعند مدخل كربلاء... عرفت انه يقصد مقام المهدي عجّل الله طلعته الشريفة...
قلت: يروي اهل المدينة ان احد العلماء رأى الامام المهدي عليه السلام يصلي في هذا المكان المبارك فأنشأوا مقاما على مساحة 400م ورحت اشرح لهم عن أبنية المقام، فهناك مصلى للرجال على يمين المدخل، وهناك على اليسار مصلى نساء...
فقال الجد: وهناك خلف هذا المقام مرتع صبانا ومنشأ احلامنا كانت تلك المنطقة تسمى بـ(الجعفريات) فعقب الشيخ الوقور: هذه البساتين كلها عائدة للوقف الحسيني. وعقب آخر: سلام يكبر في الضمائر ودعاء من الصلوات.
قلت: يُقال ان هذا المكان اغتسل فيه الامام جعفر الصادق عليه السلام استعدادا لزيارة جده.
فقال الجد: بنى هذا المقام الزعيم الباكتاشي (جيهان دده) الشاعر الصوفي، وهو مزار صغير، وقبة عالية من الكاشان. كما ان هذا المقام قديما حفل بزيارة النساء الزائرات بشكل خاص يجتمعن ويشعلن الشموع والبخور والدعوات.
قلت: أتدرون ان المقام تعرّض للتهديم عدة مرات وكان آخرها...
قال أحد الشهداء الشباب: بعد الانتفاضة الشعبانية. واكملت: كان حائط مجاور محراب يقع خلف مديرية الأمن، وبنيت مظلة رفعوا السقف عليها، وبعد انتهاء المعضلة توجه وجهاء المدينة لتعمير المقام. برهة صمت راح احد الشهداء من خلالها يتأمل أزقة كربلاء فرأيت الدموع على خديه، والجراح النازفة، وإذا ارى مكانا صغيرا اصبح راية يحملها هذا المكان، إذ ارتفع الجسد ليسقط من الجواد في المنطقة التي تسمى باب الطاق في زقاق يسمى (الجية).
قلت: يقصد مقام علي الأكبر؛ هو ركن بناء صغير، ومنارتان وشباك، وجدار حنوه بالبركات، حنته الشهقات وريدا من الدعوات... وصمت آخر اعترى الجماعة وكأن جرحا آخر أخذ ينبض فيهم.
قال احدهم: كان المكان منسيا لكن هناك من خصص عشرين مترا ليكون مقام الطفل الرضيع. يقع هذا المقام في شارع السدرة.
قلت: هناك مساعٍ لتوسيع هذا المقام...
فقال الجد: مقامات كثيرة يا بني، مقامات لا تعد ولا تحصى مثلا مقام السيدة ام البنين عليها السلام كان في رواق ابي الفضل العباس عليه السلام، ومقام آخر كان يسمى مقام راس الحسين عليه السلام؛ وكان مقاما اثريا، ومقام الإمام علي عليه السلام عند مروره بكربلاء اثناء ذهابه الى النهروان، ويقع داخل سوق السراجين الموازي لشارع علي الاكبر، ومقام الامام موسى بن جعفر في زقاق السادة...
وعقب أحد الشهداء: ومقام الكف بالقرب من العلقمي.