من احزان النبي صلى الله عليه واله
وفاء الطويل
(وفاة أبي طالب (عليه السلام) )
خيّم الحزن، بكت السحب على السند الوفي، ركن الإيمان، ناصر الحق، من سقى الدين حتى أينع، إن جحده المبغضين، فالتاريخ شاهد، يعزّي النبي بفقد عميده.
تَنُوحُ عَلَى الأرْزَاءِ مُزْنُ السَّحَائِبِ
وتَسْكُبُ دَمْعَ الحُزْنِ فِي كُلِّ جَانِبِ
وَتَرْسُو عَلَى شِعْبِ الحِصَارِ شُجُونُنَا
لِفَادِحَةٍ عُظْمَى لِأُمِّ المَصَائِبِ
تُدَوِّنُ لِلتَّارِيخِ مَنْظُومَةَ الشَّجَا
لِمَنْ حَازَ بِالإِفْضَالِ أَعْلَى المَرَاتِبِ
لِمَنْ صَدَّقَ المَبْعُوثَ مِنْ دُونِ رِيبَةٍ
لِأَيْقُونَةِ الإِيمَانِ نَسْلِ الأطَايبِ
لِمَنْ نَاصَرَ الدِّينَ الحَنِيفَ وَلَمْ يَخَفْ
مَكَائِدَ أَهْلِ الجَهْلِ أَهْلِ المَثَالِبِ
عَلَى مَبْدَأِ الإسْلامِ حَلَّقَ صَادِقًا
أبُو طَالِبٍ لِلّٰهِ لَيسَ بِكَاذِبِ
وَإِنَّ غُصُونَ الدِّينِ مِنْ رَيِّهِ انْتَشَتْ
شُمُوخًا بِبِسْمِ اللهِ فَوقَ السَّحَائِبِ
أَ نَبْحَثُ عَنْ تَقْوَاهُ وَهْوَ بَصِيرَةٌ
فَلَا شَكَّ فِي إِيمَانِهِ أَوْ تَضَارُبِ
فَإِنْ يَجْحَدِ التَّارِيخُ فَضْلًا فَإِنَّنَا
بُرَاءٌ إِلَى الرَّحْمَـٰنِ مِنْ كُلِّ نَاصِبِي
وَإِنْ عَادَتِ الذِّكْرَى نَجِيءُ بِحُزْنِنَا
نُعَزِّي رَسُولَ اللهِ فِي آلِ طَالِبِ
**
(وفاة خديجة (عليه السلام) )
على حافة الوداع... لفها بردائه وآخر من الجنة
وقف على الشفير... أنزلها بنفسه....
بكى..
شاطرته عين السماء الرثاء..
وأمضى عاما مثقلًا بالحزن بعد النصيرين..
كَمْ مِنْ بَلاءٍ شَجَّ خَافِقَكَ النَّدِي
لِلّٰهِ صَبْرُكَ لِلمُصِيبَةِ سَيِّدِي
قُلْ لِي أَقَلْبُكَ فُسْحَةٌ حَجْمَ المَدَى؟!
أَمْ أَنَّ حُلْمَ الكَونِ عِنْدَكَ يَبْتَدِي؟!
كَمْ كُنْتَ مِنْ فَقْدِ النَّصِيرَةِ مُوْجَعًا
وَلَكَمْ بَكَيْتَ بِسَجْدَةِ المُتَهَجِّدِ
مَا كَانَ عَامُكَ غَيْرَ عَامِ مُكَابِدِ
لِلحُزْنِ وَجْدًا لِلغِيَابِ السَّرْمَدِي