إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

هو الذي يستدل به ولا يستدل عليه صالح حميد الحسناوي

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • هو الذي يستدل به ولا يستدل عليه صالح حميد الحسناوي


    هو الذي يستدل به ولا يستدل عليه
    صالح حميد الحسناوي



    نحن نريد ان نقدم للناس ما ينفع، لذلك نبحث في بطون الكتب لنجد ما يقرا وينفع المتلقي ،خلال 30 عاما هو يبحث عن السر الالهي من خلق الانسان ؟ والغاية من وجوده؟، كتب افكاره، صار يعمل ليتصور الله بصورة مادية لأنه هو الطاقة الباطنية في الكون، فهو يرى ان الله سبحانه هو الكل والمخلوقات تجلياته ،وصل الى النظر العلماني الى الفكر العلمي كما يسميه ، لكنه اصطدم بموضوع الموت ، اصبح الموت القوة التي كسرت غروره العلمي،
    اي علم تحدثني عنه وهو يمكث عاجزا عن التفسير المقنع في فهم لغز الموت، ولغز الحياة بدأ(الدكتور مصطفى محمود) يعيد النظر في توجهه للفكر المادي، بعد سنوات المصحة والسفر الى الصحراء والبحث مع النفس، جاءت مرحلة اليقين واتخذ موقفا صريحا مناهضا للفكر الماركسي والفكر الشيوعي ،اصدر كتابا لماذا رفضت الماركسية، و اكذوبة اليسار الاسلامي، وناقش الوان الغزو الفكري من وجودية وعبثية وفوضوية، وحين عشق الدين وجوهر الدين اعلن الازهر تكفيره واتهامه بالفسق ومنعت كتبه في الاسواق، كل ما نريده من هذه القراءة هو انه توصل الى فكرة مهمه لابد ان ننتبه لها ونحاورها فهي تحمل حقيقة رجل عبر رحلة الشك الى اليقين، اعلن ان الفكر المادي لا يستطيع تفسير كل الظواهر،
    حاربه الازهر لان قضية تفسير القران لم يكن مسموحا لخريجي الكليات العلمية وهو فسر القرآن تفسيرا علميا ومنعوا الكتاب( القران محاوله لفهم عصري ) وبعد فترة تداركوا الامر اطلقوا سراحه ، بدأت ازمة أخرى اشد وطأة من سابقتها ، تعرض الى حملة شرسة لأنه اصدر كتابه (الشفاعة) الكتاب الذي اثار الجدل وقرر حينها الدكتور مصطفى محمود اعتزال الحياة ، و في كتاب (حوار مع صديقي الملحد) والذي تخرج من فرنسا وحصل على دكتوراه وعاش مع المجون، سأل الملحد من ضمن محاورة احتجاج على وجود الله سبحانه وتعالى،
    انتم تقولون ان الله موجود وعندكم براهينكم هو قانون السببية الذي ينص على ان لكل مصنوع صانع ، ولكل مخلوق خالق ولكل وجود موجود، النسيج يدل على النساج، والرسمة على الرسام والنقش على النقاش، والكون بهذا المنطق ابلغ دليلا على الاله القدير الذي خلقه ،صدقنا وآمنا بهذا الخالق، الا يحق لنا بنفس المنطق نسال ومن خلق الخالق؟ من خلق الله الذي تحدثوننا عنه؟ الا تقودنا نفس استدلالاتكم الى هذا واتباعا لنفس قانون السببية، ما رايكم في هذا المطب؟
    فجاء الجواب هادئا كهدوء اليقين ،سؤالك فاسد ولا مطب في الموضوع، فانت تسلم بان الله خالق الخلق ثم تقول من خلقه؟ فتجعل منه خالقا ومخلوقا في نفس الجملة ، وهذا تناقض والوجه الاخر لفساد السؤال انك تتصور خضوع الخالق بقوانين مخلوقاته، السببية قانوننا نحن ابناء الزمان والمكان، والله سبحانه الذي خلق الزمان والمكان، هو بالضرورة فوق الزمان والمكان ، ولا يصح لنا ان نتصوره مقيدا بالزمان والمكان ، والله هو الذي خلق قانون السببية فلا يجوز ان نتصوره خاضعا لقانون السببية الذي خلقه وانتم بهذه الصفة اشبه بالعرائس التي تتحرك بخيوط وتتصور ان الانسان الذي صنعها لابد هو الاخر يتحرك بخيوط، فاذا قلنا لها بل هو يتحرك من تلقاء نفسه قالت مستحيل ان يتحرك شيء من تلقاء نفسه، اني ارى عالمي في عالمي كل شيء يتحرك بخيوط، وانت بالمثل لا تتصور ان الله موجود بذاته بدون موجد، لمجرد انك ترى كل شيء حولك في حاجة الى موجد، وانت كمن يظن ان الله يحتاج الى براشوت لينزل على البشر ،والى سيارة موديل حديث سريعة لتصل به الى انبيائه سبحانه وتعالى عن هذه الاوصاف علوا كبيرا،
    دعني احدثك عن (عمانوئيل كانت) هذا الفيلسوف الالماني اصدر كتاب النقد (العقل الخالص) ادرك ان العقل لا يستطيع ان يحيط بالحقائق اللامحدودة، وانه مهيء بطبيعته لإدراك الجزيئات فقط بينما هو قاصر عن ادراك الوجود الكلي مثل الوجود الالهي، وانما عرفنا الله بالضمير وليس بالعقل شوقنا الى العدل كان دليلنا على وجود العادل، كما ان عطشنا الى الماء هو دليلنا على وجود الماء ،اما ارسطو دعني احدثك عنه، فقد استطرد في تسلسل الاسباب قائلا ان الكرسي من الخشب والخشب من الشجرة والشجرة من البذرة والبذرة من الزارع ،واضطر الى القول بان هذا الاستطراد المتسلسل في الزمن اللا نهائي لابد وان ينتهي بنا في البدء الاول الى سبب في غير حاجة الى سبب اول ،او محرك اول في غير حاجة الى من يحركه ،خالق في غير حاجة الى خالق هو نفس ما نقوله عن الله سبحانه وتعالى
    اما ابن عربي فكان رده على هذا السؤال ،سؤالك من خلق الخالق بانه سؤالا لا يرد الا على عقل فاسد، فالله هو يبرهن على الوجود ولا يصح ان نتخذ من الوجود برهانا على الله سبحانه ، تماما كما نقول ان النور يبرهن على النهار ونعكس الآية لو قلنا ان النهار يبرهن على النور، يقول الله في حديث قدسي
    ( انا يستدل بي انا لا يستدل علي)
    فالله سبحانه هو الدليل الذي لا يحتاج الى دليل، لآنه هو الحق الواضح بذاته ،وهو الحجة على كل شيء الله ظاهر في النظام والدقة والجمال والاحكام في ورقة الشجرة في ريشة الطاووس في جناح الفراش في عطر الورود في سطح البلبل في ترابط النجوم والكواكب في هذا القصيد السيمفوني الذي اسمه (الكون) لو قلنا كل هذا جاء صدفة لكنا كمن يتصور ان القاء حروف مطبعة في الهواء، يمكن ان يؤدي الى تجمعها تلقائيا على شكل قصيدة شعر للمتنبي بدون شاعر او بدون مؤلف فالقران والقران يغنينا عن هذه المجادلات بكلمات قليلة وبليغة، فيقول بوضوح قاطع ودون تفلسف قل هو الله احد ،الله الصمد، لم يلد ولم يولد ، ولم يكن له كفوا احد
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X