إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

روايات وقصص مهدوية 20 : الاخبارات الغيبة للامام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف)

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • روايات وقصص مهدوية 20 : الاخبارات الغيبة للامام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف)

    بسم الله الرحمن الرحيم
    والصلاة والسلام على محمد واله الطيبين الطاهرين
    واللعنة الدائمة على اعدائهم الى قيام يوم الدين



    (الاخبارات الغيبة للامام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف)

    روى الصدوق رحمه الله عن أحمد بن الحسين، عن الحسين بن زيد بن عبد الله البغدادي، عن علي بن سنان الموصلي، عن أبيه قال:
    لما قُبِضَ سيدُنا أبو محمد الحسن بن علي العسكري صلوات الله عليه، وفدَ من قمٍّ والجبال وفودٌ، جاءوا ومعهم الأموال التي كانت تُحمَل على الرسم المعهود في زمن الإمام العسكري عليه السلام، يحملون المال ويجيئون به على تلك الطريقة. ولم يكن عندهم خبر وفاته صلوات الله عليه، إذ لم يعلموا أنّ الإمام قد رحل من الدنيا.

    فلما وصلوا إلى سرّ من رأى، سألوا عن سيدنا الحسن بن علي العسكري صلوات الله عليه، فقيل لهم: إنه قد فُقِد. فقالوا: فمن وارثه؟

    والمقصود بالوارث: من يقوم مقام الإمام بعده؟

    فقيل لهم: أخوه جعفر.

    فسألوا عنه، فقيل لهم: إنه خرج متنزهًا، قد ركب زورقًا في دجلة ومعه المغنّون. نظر بعضهم إلى بعض متحيّرين: أتينا بالأموال إلى الإمام، ولم نسمع أن الإمام يتنزّه ويُخرج المغنّين معه!

    فتشاور القوم وقالوا: هذه ليست من صفات الإمام.

    فقال بعضهم: “امضوا بنا، لنردّ هذه الأموال إلى أصحابها، فلا نفرّط بها ولا نسلّمها.”
    فقال أبو العباس محمد بن جعفر الحميري القمي، وكان حاضرًا: “قفوا بنا حتى يرجع هذا الرجل، فنختبر أمره على الحقيقة، ونعلم هل جعفر إمام أم ليس بإمام.”

    فلما رجع جعفر، دخلوا عليه وسلّموا، وهو جالس في الديوان يستقبل الناس. فقالوا: “يا سيدنا، نحن قوم من أهل قم ومعنا جماعة من الشيعة وغيرها، وكنا نحمل إلى سيدنا الإمام الحسن أبي محمد العسكري الأموال.”

    فقال جعفر: “وأين هي؟”
    قالوا: “معنا.”
    قال: “احملوها إليّ.”

    فقالوا: “نحن إذا جئنا بالأموال، كان الإمام يعطينا علامةً وإخباراتٍ غيبيةً: يقول لمن هذه الأموال، ومن أصحابها.”

    قالوا : ان لهذه الاموال خبرا طريفا .

    فقال جعفر: “وما الخبر الطريف في ذلك؟”

    قالوا: “إن هذه الأموال تُجمع وفيها من عامة الشيعة الدينار والديناران، ثم تُجعل في أكياس وتُختَم. وكنا إذا وردنا بها على الإمام، عدّد لنا جملة المال قبل أن نذكرها، ثم يبيّن من صاحب كلّ كيس، وما فيه من حلالٍ أو حرامٍ أو شبهة، ويأمر بردّ المغصوب منها، بل ويصف لنا حتى النقوش على الخواتيم.”

    فقال جعفر منكرًا: “كذبتم! تقولون إنّ أخي كان يعلم الغيب؟ إنّ أخي لا يملك علم الغيب.”

    فلما سمع القوم كلامه، نظر بعضهم إلى بعض، وقال لهم جعفر: “احملوا المال إليّ.”

    قالوا: “إنّا قومٌ مستأجرون، وهذه أماناتٌ عندنا، ونحن وكلاء لأرباب الأموال، ولا نسلّمها إلا بالعلامات التي كنا نعرفها من سيدنا أبي محمد بن الحسن بن علي العسكري صلوات الله عليه. فإن كنتَ الإمام فبرهِن لنا، وإلا رددناها إلى أصحابها.”

    فذهب جعفر الى الخليفة، يشكو القوم ويطلب الأموال، فاستحضرهم السلطان.

    فقال الخليفة لهم: “احملوا المال إلى جعفر.”

    فقالوا: “أصلح الله أمير المؤمنين، إنّا قومٌ مستأجرون وكلاء لأرباب الأموال، وهي ودائع الناس عندنا، وقد أمرونا ألا نسلّمها إلا بعلامة ودلالة، وكانت هذه عادتنا مع الإمام العسكري عليه السلام.”

    فقال الخليفة: “وما تلك الدلالة؟”

    قالوا: “كان يصف الدنانير وأصحابها وعددها، ويبيّن ما على الخواتيم من نقش، فإذا فعل ذلك سلّمناها إليه.”

    فقال جعفر: “هؤلاء قوم كذّابون، لا بدّ أن يسلّموا الأموال إليّ،

    وهم يكذبون على أخي، فهو لايعلم الغيب !”

    فقال الخليفة: “هؤلاء رسل قومٍ، ووكلاء أمناء، وليس المال لهم، وما على الرسول إلا البلاغ المبين.”

    فبُهِت جعفر، إذ رأى الخليفة قد صار معهم، ولم يُحِر جوابًا.

    فقال القوم: “يتفضّل أمير المؤمنين علينا بأن يوجّه معنا من يحرسنا في الطريق، حتى لا يسرقنا أحد.”

    فأمر لهم الخليفة بنقيبٍ يرافقهم حتى يخرجوا من البلدة.

    فلما خرجوا، اعترضهم غلامٌ أحسن الناس وجهًا، كأنه خادم، فنادى بأسمائهم واحدًا واحدًا، وقال: “أجيبوا مولاكم.”

    فقالوا له: “أأنتَ مولانا؟”
    قال: “معاذ الله، أنا عبد مولاكم، فسيروا إليه إن شئتم.”

    فسرنا معه حتى دخلنا دار الإمام العسكري عليه السلام، فإذا ولده القائم جالس على سرير، كأنه فلقة قمر، وعليه ثياب خضر.

    فسلّمنا عليه فردّ السلام، ثم قال: “جملة المال كذا وكذا دينار، حمل فلان كذا، وفلان كذا…” فلم يزل يصف حتى وصف الجميع، ثم وصف ثيابنا ورحالنا وما كان من الدواب.

    فخررنا سجّدًا لله شكرًا لما عرفنا، وقبّلنا الأرض بين يديه.

    ثم سألناه عما أردنا، فأجابنا، فحملنا إليه الأموال، وأمرنا ألّا نحمل بعد ذلك شيئًا إلى سرّ من رأى، بل نذهب إلى بغداد، حيث ينصّب لنا نائبًا تخرج من عنده التواقيع.

    فانصرفنا من عنده، ودفع إلى أبي العباس محمد بن جعفر القمي الحميري شيئًا من الحنوط والكفن وقال: “أعظم الله أجرك في نفسك.”

    فلما بلغ أبا العباس عقبة همدان، تُوفّي رحمه الله. وبعد ذلك، كانت الأموال تُحمل إلى بغداد، إلى النواب المنصوبين، وتخرج من عندهم التواقيع.

    المصدر:

    الشيخ الصدوق، كمال الدين وتمام النعمة، باب ما روي عن الإمام الحجة عليه السلام في حياة أبيه العسكري عليه السلام.
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X