هل ان التقاعد يعد كرامة للموظف؟

[باب الحسين]

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

سألنا أحد المتقاعدين عن حاله فقال :
بخروجي للتقاعد يسألني الكثير عن وضعي واحساسي في الوضع الجديد .
فاقول الاتي :
يُعد الموظف الملتزم بعمله والمداوم على أداء واجباته نموذجًا للإخلاص والانضباط، غير أنّ مرور الزمن يترك بصمته على قدراته الجسدية والذهنية، مما يجعله عرضة لبعض التحديات:
• ضعف التركيز وقلة الانتباه مع التقدم في العمر، الأمر الذي يؤدي إلى كثرة الأخطاء وتراجع مستوى الأداء.
• نظرة الشفقة من المسؤولين والزملاء عند مراجعة وتصحيح تلك الأخطاء، وهو شعور قد يجرح كرامة الموظف.
• الخوف من المستقبل المجهول بعد التقاعد، حيث يواجه الموظف فراغًا لم يعتده من قبل، إضافةً إلى ما قد يشعر به من إهمال مجتمعي أو تراجع في قيمته الاجتماعية.
ورغم هذه المخاوف، فإن التقاعد يُمثل كرامة للموظف للأسباب التالية:
• حفظ ماء الوجه: فالخروج من العمل قبل أن يتفاقم ضعف الأداء، أكرم للموظف من أن يُنظر إليه بنظرة عطف أو شفقة.
• الراحة بعد العطاء: التقاعد يتيح للموظف أن ينال حقه الطبيعي في الراحة بعد سنوات طويلة من الجهد والانضباط.
• فرصة لإعادة بناء حياته الخاصة: رغم صعوبة التعود على الفراغ، إلا أنه يمكن أن يكون بداية جديدة للالتفات للأسرة، الصحة، والهوايات التي أهملها بسبب الانشغال الدائم بالعمل.
• التقدير المعنوي: عندما يُنظر إلى التقاعد بوصفه تكريمًا لسنوات الخدمة، لا كإقصاء، يشعر الموظف بقيمة ما قدّمه.

الخلاصة:

التقاعد ليس نهاية المطاف، بل هو كرامة للموظف وفرصة لحياة أكثر هدوءًا بعد رحلة طويلة من العطاء. ورغم ما يواجهه من فراغ أو شعور بالوحدة، يبقى التقاعد أرحم من الاستمرار في عمل يستهلك قواه ويُضعف مكانته.

نسال الله سبحانه وتعالى العون والتوفيق ، وحسن العاقبة.