إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

نصٌ مسرحيْ تسويف اركان محمد العتابي

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • نصٌ مسرحيْ تسويف اركان محمد العتابي

    نصٌ مسرحيْ تسويف
    اركان محمد العتابي
    ((المشهد الأول))
    إبليس :- تحت خافقي تنمو المسافات ، سيضاء املاً جديداً ، احمم به اطفالي ليكونوا كما انا ،،،، افضل من عليها انا .
    ((حينها نرى اللوحة التي أنتجها وهي لوحة جميلة جداً مدهشة ، لا ينقصها شيء
    يضاء الجانب الآخر فنرى الملائكة الأربعة مندهشين بجمال اللوحة التي أنشأها إبليس ، ولوحتهم التي أنشئوها جميلة أيضاً ألا أنها ليست بجمال لوحة إبليس "لعنه الله" ، وينقصها شيء كأن تكون قد ثلمت من إحدى زواياها )) .
    اسرافيل : (( لإبليس )) ان الآمال مضاءة وسيولد املاً اكبر ، وما اظن لخافقك شيء فيه ، فأطفالك اعداء لأولاده ، اما انت فبين الحين والاخر تنازع الله ....
    إبليس :- أهذا ما استطعت ان تتفوه به يا اسرافيل ؟؟ انا انازعكم فانا الافضل بينكم ، واملي الجديد سينمو كما تنمو المسافات بيني وبينكم .
    عزرائيل :- تحمل من الكبر يا ابليس ما لا تحمله الاساطيل البحرية من احقاد ، وقد اغفلتَ معرفتك برداء الله الكبرياء ، فلا تنازع الله على ردائه يا ابليس .
    إبليس :- ما هذا الكلام إلا دليل الخيبة ، اما انا فسأتسول على رصيف المسكنة ، علني المح يتيماً يلعب على ضوء الرحمة الالهية ، حتى اكون عبدالله المختار ، فأكون الأقرب الى عرش السلطة .
    ميكائيل :- لا زالت الرحمة ثابته تذكرنا بالمقدسات ، اما افكارك الموبقة فأنها تذكرنا بالمدنسات ، وربنا له الحكم وهو اعلم برحمته اين سيضعها وبصلب من .
    إبليس :- ( بكبرياء ) ، هو ذا ... أنا
    جبرائيل :- أن الله يعلم حيث يضع رسالته يا ابليس...........
    إبليس :- سيضعها عندي ، من المؤكد ،،، أنا .
    جبرائيل :- لا أظن ذلك ...........
    إبليس :- بل الواجب عليك ان تظن ذلك ، او على اقل تقدير ان تكون على يقين من ذلك الامر .......
    اسرافيل :- ولمَ اليقين بذلك الامر وهو من اسرار علم الغيب ، انا ايضاً لا اظن بذلك ..........
    إبليس :- بل الواجب عليك انت ايضاً ، بل الواجب عليكما انتما ، لا لا ، بل الواجب عليكم جميعاً ان تتيقنوا بأن الامر قد أُجزمَ لصالحي انا فقط ، انا لا غير ، فأنا افضل من عليها ، وسيضع سره عندي ورحمته بصلبي وسأمرح بذلك الامر حتى اتمكن من كل شيء ، ومنكم ايضاً ..........
    ميكائيل :- كلا ، لا أظن ذلك ابداً يا ابليس ...........
    إبليس :- بلى ، ستظن رغماً عن انفك ، بل رغماً عنكما ، بل رغماً عنكم جميعاً .............
    عزرائيل :- وأنا أيضاً لا أظن ..........
    إبليس :- (بصوتٍ عالٍ وتهجم) ، بلى ....!!! قلت لكم بلى ، ستظن وتظنا وتظنون ،،،، "صمت " ، هل تعلمون اسمائهم التي طالب بها الله ؟؟؟ ها ، هل تعلمونها ؟؟؟ (صمت من الجميع) ،اتظنون اني استعلمكم عن تلك الاسماء ؟؟؟ كلا لا احتاج أن يعلمنها احد ، فانا اعرفها ، أرئيتم ؟ انا اعرفها وانتم لا تعرفون ، انا فوق كل ذي علم ٍعليم ........
    جبرائيل :- أعوذ بالله ..........
    ميكائيل :- لا حول ولا قوة إلا بالله .........
    اسرافيل :- ربنا اغفر لنا ذنوبنا ..........
    عزرائيل :- اللهم لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا ..........
    (( يظهر ضوء من جانب يمين المسرح ، من خلف الكواليس إضاءة جانبية بيضاء ، مع مؤثر صوتي ، يسجد له جميع الملائكة وهم يقولون بصوتٍ واحد )) .
    جبرائيل :- سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا ....
    ميكائيل :- سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا ....
    اسرافيل :- سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا ....
    عزرائيل :- سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا ....
    (( نلاحظ هنا إبليس قد امتنع من السجود ، وأمال ظهره للملائكة وللنور ، ووقف بوضع ربع بروفين بمواجهة الجمهور )) .
    إبليس :- من السماء تهطل رحمتك ، فكيف تراق حمرتي ، يا رب خلقته من تراب ، ومن نار ،،، أنا !!!
    (( في هذه اللحظة يبدأ النور الجانبي بالإخفات شيئاً فشيئاً بعدها تظهر بقعة ضوء حمراء على إبليس فنراه يرتجف خوفا مع وجود مؤثر صوتي فيه دلالة الغضب ، ويكون ظهور بقعة الضوء الحمراء متزامن مع إخفات الضوء الجانبي تزامناً تكنيكياً ، ثم نرى إبليس وهو يُسْلَبْ منه ردائه الأبيض وكأنه يسحب منه للأعلى بواسطة خيط شفاف كان قد ثبت فيه مسبقاً ، حتى يظهر للعيان برداء اسود كأن يكون قد لبسه قبل الأبيض ، وهولا زال ينظر بشغف وتمسك للرداء الأبيض "اقصد للأعلى " وكأنه يطلب أن يعود إليه لكن من دون جدوى ، عندها تتساقط عليه من الأعلى أوراق شجر يابسة ، فتسقط مع أوراق الشجر تفاحة خضراء قد قُضِمَ منها قَضْمَه ، يلتقطها إبليس (( التفاحة الخضراء )) فيضحك ويضحك ويضحك ضحكاً ممزوجاً بالبكاء حتى يسقط على ركبتيه فيبدأ بأكل التفاحة من دون أن يبلعها فنراه يقضم منها ويمضغ ما أكل ثم يسقط ما مضغه من فمه ، فتتحول الشراهة في الأكل إلى بكاء شديد جداً ، يصمت فجأتاً وهو لا زال على الأرض ثم يقف على ركبتيه بنفس البقعة الحمراء وهو ينظر للأعلى رافعاً سبابته بعالي يده للأعلى ويقول )) .
    إبليس :- سأتعلم احتراف الغياب ، بوجعي بصمتي سأغلي بتسابيح العصيان والجحود ، بنزوةٍ معتقة سأُصدأ قلوبهم بأقفال الحماقة ، سأترنم لهم اغنية اللعنة والالحاد ، سأُتعب طينك يا الله ، سأُتعب طينك حتى يطيعني ، حينها سيكون لي جنود ولك جنود ، سأغويهم اجمعين الا عبادك منهم المخلصين ............
    (( تتلاشى الإضاءة حتى النهاية ، ومن خلف السايكوراما ، يظهر ظل الامام الحسين عليه السلام)) .
    الامام الحسين ع :- بسم الله الرحمن الرحيم
    {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ هَادُواْ وَالصَّابِؤُونَ وَالنَّصَارَى مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وعَمِلَ صَالِحاً فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ } .
    (( تطفئ الإضاءة ))
    ((المشهد الثاني))
    هابيل :- ((من خلف الكواليس في الجانب الأيسر للمسرح)) ،،، مـامـا ... مـامـا ... مـامـا ...
    قابيل :- مـامـا ... مـامـا ... مـامـا ....
    هابيل :- بـابـا ... بـابـا ... بـابـا ....
    قابيل :- يـا الله .... انهُ أخ ...
    هابيل :- يـا الله .... اغفر له ...
    قابيل :- ((يدخل للمسرح من الجانب الأيمن)) ، هابيل ، إنها لي ،،، أنا ،،، وحدي ....
    هابيل :- ((يدخل للمسرح من الجانب الأيسر)) ... ، انه استحقاق يحدده الرب ، يا قابيل ...
    (( هنا نلاحظ إبليس يبدأ بشحذ سكين كبيرة ينتبه له قابيل ، علماً أنهم بوسط بقعتين اقصد إبليس في بقعة ضوء ، وقابيل وهابيل في بقعة ضوء أخرى ... إبليس في أعلى يمين المسرح ، وقابيل وهابيل في أسفل وسط المسرح ، نلاحظ قابيل يتقدم نحو إبليس وهو يمعن النظر في السكين التي هي بيد إبليس ، هابيل بوضع ثلاثة أرباع البروفين وهو ينظر إلى الأعلى ، ثم يلتفت لقابيل ويقول له)) ...!!!
    هابيل :-ايها الاخ اللاقاتل ، لا زال من يسكن خلف قضبان صدري ينبض بحبك ، فقد لملم ابوانا بدفئهما شملنا ، اقطع ادغال الغيرة والحسد والحقد ، كي لا تثمر نحيباً بمنزلنا ، ولوّن سنابل الخير لتثمر محبة واخاء ...!!!
    قابيل :- سألوّن سنابل حديقتي انا فقط ، واقشر بأنيابي فرحتي الكبرى ، ولتكن هذه السويعة هي سويعة نهايتك القسرية يا هابيل .
    هابيل :- سأترك لك باب السماء ليغفر لك الله ، واترك لي التهجد على سنِ رمحك طالما هو بعيد عن غيري ، خذ ما استطعت من الوان السنابل واغمد خناجرك بخاصرتي .
    قابيل :- سأعلن الان عن ساعة قتلك يا هابيل ، واجعل طريقة ذبحي لك تمر بعدسة عيون كل الناظرين ...
    هابيل :- دخانك الاسود يتصاعد لسمائي البيضاء كي تحتضنه ، فلا عطر يشبه عطر حناني لك يا قابيل ، وانت تريد ان تسقي بدمائي باحتك الخلفية ، لتثمر سنابل الشر بأنامل ابليس ، أصلبني يا قابيل على جذع نخلتك السوداء لأكون قنديلاً تحتفي بضوئي مصغياً لشيطانك ايها النجيب ......
    قابيل :- سأصلبك على فسيلةٍ صغيرةٍ ، لتشرب من نصل دمائك فتكبر ويكون لها فسائل كثر ، عندها سأحتطب من عنقك لمدفئتي الاخوية بفأسٍ من نار .
    هابيل :- ستختصر ما هو كثير من السعادة ، بما هو كثير من الحزن ، وتصطحب المستحيل لدخولك الرحمة الالهية فتنتحر ببطيء شديد ، كيف لفأسك الناري ان يحتطب عنقي يا سَكينة الروح ؟.
    قابيل :- قلبي ضاق بصدر الكون يا هابيل ، فله نشيجاً ونحيباً كنحيب الامهات الثكلى بأولادهن المذبوحين بفؤوس اخوتهم ، وعيناي دموعهما محبرتان كتبتا حشداً من اسئلة لا سواد كسوادهما ، فأنا مكبل بأراجيز الشيطان التي جعلتني لا احط الى غصن ولا اليه اطير ، حتى مقابض حيلتي اضمحلتا من التفكير .
    هابيل :- مكانك ها هنا بعش صدري ، وها انا ارتمي نحو كفي لأكون بساطاً افترش طريق نجاتك وخلاصك يا قابيل ، وسأحتوي اهاتك بعفوية طفولتنا ، وسأكون عوناً لك لنحصد بعد غد ما نزرعه في الغد .
    قابيل :- مرةً اخرى يا هابيل ؟؟؟ ، لا يمكن ذلك ابدا ، نزرع نعم ، نحصد كلا والف كلا ، بل احصد انا فقط ، ثم ان جحيم اصابع الظنون لا زال متوهجاً بداخلي ، فأنا لا اثق بك يا هابيل ، وسأحصد سنابل حديقتي سنبلةً تلو الاخرى ، وعند وصولي لآخر سنبلة سأتيقن حينها انك تحبني ام لا تحبني .
    هابيل :- كانت اصابعنا الصغيرة تمر على السواد فجراً فتقلبه فرحاً والقاً عند الصباح ، وتستمر ضاحكةً لتلون اطراف السماء الى نهاية اطراف الارض عند المساء ، ما الذي جعلك تسعى لشحذ سيف الاسى والحزن ، ستكون ذريعةً لإجرامهم على مدى العصور ، وقد احتسيتَ الحليب مما احتسيتُ انا يا قابيل .
    قابيل :- ((يبكي عجزاً)) ربِ مُدَّ الورد وافترش الهدوء فقد عاث حلمي في الارض الفساد ، واستباح مقدسات الرحمة والوداد ، ربِ ان رايات الاحقاد في مزارعي تعلو على حبي له ، خوفاً من علوه عندك يا رب ، حتى صرتُ أُكفره مع علمي بأنه عبدٌ من نقاء .
    علي الخباز, [04/10/2025 09:35 ص]
    ابليس :- ((يحبو لقابيل)) منذ زمن طويل ونحن نساهر احلامنا بعيون الانتظار ، اما اليوم فأحلامنا اضحت تنتظرنا ، ومنذ زمن طويل ، كنا نحمل جروحنا بأوجاعنا ، اما اليوم فجروحنا ستحملنا على افق الدنيا .
    قابيل :- ((لإبليس)) ان لأمي انين يرعبني فأمتنع من الم انينها الذي يمتد مع طول الليل وهي تبكي اخي حسرةً ، كما انها ستلفظني في ذات الوقت ، انها خطيئة كبرى ، كيف ارتكبها مع علمي بها ؟.
    ابليس :- لا فارق بينك وبينه بقلبها ، ستنثر عباءتها على رأسها سويعة ومن ثم تحتضن نحره لتجفف دمائه بأذيال رداءها وستمضي راحلة للموت بعده ، فلا حزن ولا هم ولا تكدير ، بل سيصفو لك الامر بما تريد من دون شريك ولا منافس .
    قابيل :- انه اخي .....
    ابليس :- ((يقاطعه)) انه ندك يا قابيل ، فالكرسي فارغ العقل ويتأمل احدكما ، انه لا يتسع لكما معاً ، وان لم تسبق سيفه اليوم سيقطّعك بسيفه غداً ، اقتله لتعيش بعزةٍ وكرامة ، اقتله وذريعتك للخلاص بتكفيره .
    قابيل :- أقْتُله واراه ملقىً على الارض يمج بدمائه ؟!!! ويبقى قلبي يفيض به الاسى من اجله ؟.
    ابليس :- نعم اقتله يا قابيل ، فلا شك وانك قد خُلقت لهذه الساعة وما عليك الا ان تشحذ اطراف ميليها بأوداج نحره .
    قابيل :- وكيف سأواري سوءتي بعد اقترافها ؟.
    ابليس :- لا عليك ، سيتكفل بتعليمك الغراب ، هيا انا بانتظارك ارى ما ستفعل .
    ((يرجع ابليس لمكانه الاول ويترقب الاحداث))
    قابيل :- ((لهابيل)) هي ،،، انت ، رغم عنادك الخاضع لشرك ورغم طغيانك العابث بسنابل الخير بمزرعتي ، سأحمم بدمائك كل اجيالي ، لأمحو ذكرك .
    هابيل :- نعم ستحمم بدمائي كل اجيالك السائرون بخطاك يا قابيل ، وسيخطّون التاريخ بسواد افعال اناملهم ، سيوقدون بروحي نار ابراهيم الخليل ، وسيصلبون جسدي بالمسيح ابن مريم ، وسيسعون لهلاكِ بيوسف حسرةً ، وستمهد لهم بساعتك هذه امتداداً لشحذ ميليها من نحري لنحر الحسين ابن علي ، وانا الذي كنت اظنك تحمل لي من النبل ما يحمله اخيه العباس له ، ستمتد حمرة هذه الدماء حتى ظهور قائمهم ليرتسم بأطراف انامله المقدسة ، السعادة والسلام عند فجر بزوغه من اطراف السماء الى آخر اطراف الارض .
    قابيل :- لقد ابرمتني بكثرة كلامك يا هابيل ، فوالله اني متعطش لدمائك كعطش صاحبك الحسين وعياله .
    هابيل :- فلنحتكم الى الله ، ولنبتهل اليه ، وليحل غضبه وسخطه على الظالم منا .
    قابيل :- ((بخوف)) سيحل غضبه عليك ، فعبد الله المختار أنا ، أفضل من عليها ... أنـا !!!
    (( يبتهلان إلى الله ، فيكون هابيل بجهة يمين المتفرجين وهو بوضع ثلاثة أرباع البروفين ويده اليمنى ممدودة إلى الأعلى مع امتداد وجهه أيضاً للأعلى ، ويكون قابيل بجهة يسار المتفرجين وهو بوضع ثلاثة أرباع البروفين ، ويده اليسرى ممدودة للأعلى مع امتداد وجهه أيضاً للأعلى .
    نلاحظ إبليس وهو يبدأ بشحذ السكين بصورة تدريجية بطيئة ثم أقوى وأقوى لحين وصول الذروة ، وهو لازال في تلك البقعة الضوئية الحمراء ، أما بالنسبة لقابيل وهابيل ، فهما في بقعة الضوء الصفراء التي تمزج مع بقعة ضوء أخرى حمراء عند بدء إبليس بشحذ السكين ، وعند وصوله الذروة في الشحذ ، يقع قابيل على ارض المسرح بقوة ، متزامناً سقوطه مع وقوف إبليس من إيقاع الشحذ ، ونرى إبليس أيضاً منهاراً ، عندها يسود الصمت على المسرح وهابيل لازال يبتهل إلى الله ، في هذه اللحظة يكون إبليس منهاراً على الأرض وبيده السكين وهو متعب ومصوب نظره نحو قابيل ، وقابيل كذلك نظره مصوب نحو إبليس فيحبو إليه كما يحبو الطفل حتى يصل إلى إبليس ويأخذ من يده السكين فيقف ويركض باتجاه بقعة ضوء حمراء قد أضيئت في أعلى يسار المسرح وهو بوضع نصف بروفين ، عندها يكون هابيل قد اخذ بوقوفه وضع نصف بروفين أيضاً ، فيكون لدينا بقعتا ضوء حمراء إلا البقعة التي يقف تحتها هابيل فهي مزيج من الأصفر والأحمر والأزرق ، والثلاثة (( هابيل وقابيل وإبليس )) يقفون بوضع نصف بروفين باتجاه يسار المسرح ، عندها يصيح قابيل بصوتٍ عالٍ ممزوج بالبكاء))
    قابيل :- بـابـا ... مـامـا ... أخٌ ... اخٌ ... اخٌ ....
    (( يبدأ قابيل بطعن نفسه من الجانبين عدة مرات ، حينها نرى أن الطعنات قد أُصيب بها هابيل فنراه أي "هابيل" وهو يؤدي انفعالاته من الم الطعن ، ثم يسقط ميتاً بسكين أخيه قابيل ، وقابيل يبكي بشده حتى يسقط على ركبتيه ، فيضاء على وجهه "سبوت لايت" من خلف الكواليس في الجانب الأيسر من المسرح )) .
    قابيل :- (ينادي بصوتٍ بكائي) ،، بـابـا ... مـامـا ... أخٌ ... اخٌ ... اخٌ ....
    (( نسمع هنا صوت نعيق غراب فيرتجف قابيل خوفا ، حينها يتقدم إبليس فيضاء نصف المسرح أي الجانب الأيسر فقط والجانب الأيمن يكون مظلم ، يقف إبليس خلف قابيل فيربت على كتف قابيل ، يقف قابيل بمواجهة إبليس وهو لازال خائفا))
    علي الخباز, [04/10/2025 09:35 ص]
    قابيل :- ((بانكسار)) لو كنت اعلم ان القتل يجتاح الربيع الذي رسمناه بأصابعنا ، وزحمة الوان السعادة على شفاهنا ، لما سمحت بأن تكون حكايتنا على لسان الاطفال بقلبٍ مجروح يزفر آهاته بالحسرات ، آهٍ يا لذنبي ، آهٍ يا لجرمي ...
    ابليس :- ((يتظاهر بالاسى)) لمَ فعلت هذا يا قابيل ؟؟ ، أتعرف ما صنعت بنفسك ؟ ، أتعرف ما اقترفته من ذنبٍ ،،، ها ؟ ، أتعرف كم قتلت بقتل اخيك ؟ ، انت الان اعطيت شرعية للسيف بأن يسعى سريعاً للرقاب على مر العصور ...
    قابيل :- آهٍ يا لجرمي ، كلما حاولت التوقف عن ذلك الجرم أجدك بداخلي ، بخوفي ، بفزعي ، تُترنمُ لي أنشودة الخلود ، مع كل ثانية ، مع كل دقة ميل اجدك تطرق بي على ذلك الدنس ، وكأني الان اتمدد على مسامير التأريخ الاسود .....
    ابليس :- أنا لا دخل لي في ذلك ، اقترفتَ جرمكَ بإرادتك ، فانت مخير ولستَ مسير ، وتحاول الان ان تنفض الغبار عن ثيابك لتتطهر وتنسب جرائمك الي ، ((يستدرك قليلاً)) حسناً ،، يمكنني ان اساعدك بشيء .
    قابيل :- لا تُتمتم بتعاويذك من وراء الحجاب ، ان الحزن ينهش بقلبي ، تكلم ، قل بماذا تستطيع مساعدتي ؟.
    ابليس :- استطيع مساعدتك بغلق نافذة الحياة عن وجهك المحزون وأقذف بك خلف قضبان الويل والثبور ، لتصحح خطاياك الغبية واتخلص منك لأحتسي قهوتي مع غيرك من العاصين .
    ((يمسكه إبليس من يديه ويسحبه ، فيبدئان بالدوران هما الاثنين ، دوران يزداد سرعة عندها يصرخ قابيل)) .
    قابيل :- كــــــلااااااا ....!!!
    (( وهما لازالا يدوران ، يقوم إبليس بفك يدي قابيل ، فيرتمي قابيل بفعل الدوران خلف الكواليس في الجانب الأيسر " صمت قليل " يأخذ إبليس عبوة البنزين ويفتح غطائها وهو يضحك بنشوة وفرح فيبدأ بسكب البنزين من المسرح بقوة على قابيل وقابيل خلف الكواليس ، وعندما تفرغ العبوة تماما من محتواها يرميها على قابيل وقابيل ينادي بجزع وخوف ))
    قابيل :- كـلا ... كـلا ... كـــــــلا ....!!!
    (( يستخرج إبليس من جيبه علبة ثقاب فيقوم بإشعال عود ثقاب من تلك العلبة ، ثم يضحك ويرميه إلى خلف الكواليس على قابيل ، فيصرخ قابيل من الم الاحتراق مع وجود مؤثر النار الصوتي والضوئي ، يرجع إبليس إلى منتصف المسرح بين الظلمة والضوء ، أي بين النصف المظلم من المسرح والمضاء منه ، فيضحك بقوة وبتغطرس ، ثم يرفع يده اليمنى وسبابته ورأسه نحو الأعلى وهو يدور في مكانه)) .
    إبليس :- لك جنودك ... ولي جنودي ... سأغويهم أجمعين ، إلا عبادك منهم المخلصين ....
    (( تتلاشى الإضاءة حتى النهاية ويظهر ظل الامام الحسين عليه السلام من خلف السايكوراما)) .
    الامام الحسين ع :- بسم الله الرحمن الرحيم .
    {اللّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُواْ يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّوُرِ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ أَوْلِيَآؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُم مِّنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ أُوْلَـئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ } .
    (تطفئ الإضاءة)
    ((المشهد الثالث))
    إرشادات للإخراج :-
    ((هذا المشهد يمثل كـ(مونودراما) لشخصية ابليس فقط ، يكون المسرح في حالة (دِمْ) ، ظلام تام ، يضاء المسرح إضاءة خافته ، خشبة المسرح خالية من كل شيء ، يوجد في عمق المسرح سايكوراما " قطعة قماش بيضاء " نازلة من الأعلى إلى الأسفل أي من السايك في الأعلى إلى خشبة المسرح في الأسفل ، وعرضها ممتد بنفس عرض المسرح ، صوت انتقال (خطوات قصيرة ومتسارعة نوعا ما) يصاحبها صوت وقوف مفاجئ ، مع حمل شيء ما ووضعه على الأرض بقوة عند الوقوف (( صمت )) ثم نسمع صوت تنفس عميق وبعدها يُحْمَلْ ذلك الشيء ويسير بنفس الخطوات القصيرة المتسارعة ، تتكرر هذه العملية حتى يظهر لنا إبليس من خلف الكواليس في الجانب الأيسر ، وبالتحديد أسفل يسار المسرح يظهر لنا وهو يحمل بكلتا يديه حقيبة سفر كبيرة جداً ، بشرط أن تكون الحقيبة سوداء اللون ، وهو لازال يحملها ويخطو بنفس الخطوات القصيرة المتسارعة ، ثم يفلتها ويقف صامتاً ويبدأ بالتنفس العميق ثم يحملها تارة أخرى حتى يصل إلى الجانب الآخر من المسرح ، وهو يسير بخط مستقيم حينها يدور بمواجهة الجمهور ويخطو بنفس الطريقة وبخط مستقيم نحو مقدمة المسرح وبعدها يغير اتجاهه نحو وسط المسرح بموازاة مقدمة المسرح ثم يبدأ حواراته عند كل وقوف بعد انتهاء الشهيق والزفير)) .

    ابليس :- سأمنح فرصة لضعيفي النفوس كي يتذوقوا رفقتي ، علهم يحققوا لي احلامي ...
    ((ينتقل نقلةً اخرى وبعد الشهيق والزفير يقول))
    ابليس :- من يرافقني يضيق به الزقاق ، ثم يتعرج ليركض خلف سراب مشرّد فيتشرّد كما السراب ...
    ((ينتقل نقلةً اخرى وبعد الشهيق والزفير يقول))
    ابليس :- رفيقي وسرابه المشرد هما الان وحيدان معاً ، لا افهم الحديث الذي يدور بينهما ...
    ((ينتقل نقلةً اخرى وبعد الشهيق والزفير يقول))
    ابليس :- وعندما يتوقفا عن الحديث فيما بينهما ، اتوقف كإشارةٍ حمراء ، لأشد رفيقي الى سرابه وسرابي الى رفيقي ، حتى لا يتوسع بهما الزقاق فيفترقا ...
    ((ينتقل نقلةً اخرى وبعد الشهيق والزفير يقول))
    ابليس :- وعندما يشتد الحديث بين رفيقي وسرابه ، يصاب رفيقي برعاف الوسواس ساعتها سيفتح ازرار جراحه للبكتريا على امل ان يستنشق الهواء ...
    ((ينتقل نقلةً اخرى وبعد الشهيق والزفير يقول))
    ابليس :- وبمجرد انه استنشق الهواء سيكتشف ان ذلك الهواء هو هواءً عفناً ، عندها امسك برأس الزقاق وافرق شعره لنصفين ، الزقاق بضيقته نصف لرفيق جديد ، ورفيقي يتحول لنصف زقاقٍ آخر فأُدْخِلُ فيه رفيقاً آخر ...
    ((ينتقل نقلةً اخرى وبعد الشهيق والزفير يقول))
    ابليس :- هكذا سيكثرون رفاقي وسيسقط المطر في الشتاء او في الصيف ، سيسقط المطر من دون ثورة ، وان لم يسقط أضرب الغيم بحجارة ...
    ((ينتقل نقلةً اخرى وبعد الشهيق والزفير يقول))
    ابليس:- اذكر يوماً امطرت غيمةً مطراً شديداً من دون ثورة ومن دون ان تُضرب بالحجارة ، ففرقت شعر رؤوس الازقة بمدينة تدعى الكوفة ، فرقتها بأميرهم لنصفين ، حينها تكاثرت الازقة وتكاثرت وتكاثرت وتكاثرت حتى فاق عدد جنودي فيها الثلاثون الف مقاتل وكل مقاتل منهم يحمل ارطالاً من الحجارة ليضرب الغيم به ، وكل هؤلاء ضاقت بهم الازقة لقتل مؤمناً بالله وملحداً بي ، هو من جنود الله وليس من جنودي ...
    ((ينتقل نقلةً اخرى وبعد الشهيق والزفير يقول))
    ابليس :- ملحد بي لا يؤمن الا بالله ، غيمته أكبر من كل غيوم الثلاثين الفا ، مع أول برق لغيمته أفُلَتْ كل غيومهم ، ولا زالت تمطر غيمته من دون حجر ليومنا هذا ، لا زالت تمطر بصيفها وشتاءها ...
    ((ينتقل نقلةً اخرى وبعد الشهيق والزفير يقول))
    ابليس :- لم تتوقف غيمته لهذي الساعة ولم تتقلص ، فخريطتها صماء ، لم تنم ولم تأفل وفي اي ارض مطرت اثمرت ، حتى اصبحت شوارعها عريضة ، وإن فُرق رأس شارعها فيفرق لنصفين عريضين لا يضيق بأصحابه ، واعدادهم تزداد عاماً بعد عام ، حتى اجتازت اعدادهم عشرات الملايين بل مئات الملايين فهم لا يهجعون بليلٍ ولم يناموا بنهار ، كلهم يسيرون من دون ارجل ، بل تبرعوا بأطرافهم ليسيروا بقلوبهم الى ذلك المؤمن بالله والملحد بي ، آهٍ من ويل حقدي عليه ، كان الاولى ان لا اقتله وليتني لم احمل رأسه على القنا ولم أسبي حرمه ، آهٍ من حقدي وغباوتي ، ما ان قتلته حتى تجددت ولادته ..
    ((عند وصوله منطقة أعلى وسط المسرح يقف ويدور بمواجهة الجمهور ثم يفلت الحقيبة ويطرحها أرضاً ويجلس فيفتحها وينظر بداخل تلك الحقيبة أي يضع رأسه بداخلها ثم يعاود النظر إلى الجمهور بدهشة واستغراب وينظر مرة أخرى بداخلها))
    ابليس :- كنت انظر لرأس صاحب الغيمة الكبيرة وهو يطاف بالأمصار على اطراف القنا ، كنت اراقبه طول الطريق واضيق بأزقتي على كثير من الرفاق ليحتفوا بقتله ، الا اني اجد الخوف يستشري بنظراتهم البائسة لذلك الرأس ، فينتابني خوفهم وأرتاب من شفاه القنا الذي كان يُقبّلُ أفواه الآيات القرآنية ، المنطوقة من افواه النحر المذبوح .
    ((يستخرج من الحقيبة كيساً من القماش فيه عدة حصيات ، متفاوتة بالقياس مع عدة قطع من المحار البحري فيقوم بغلق الحقيبة وينشر فوقها ما بداخل ذلك الكيس من حصى ومحار فتطفئ الإضاءة وتفتح بقعة ضوء واحدة على إبليس والحقيبة مع ضربة موسيقية فيها شيء من الترقب لأمر ما سيحدث.
    يبدأ إبليس بترتيب الحصيات وما معها من محار وما شابهه بالطريقة ذاتها التي يستخدمها المشعوذون في شعوذتهم وخوفهم من المحظور))
    ابليس :- أحنيتُ ظهري أماطل المواعيد ، كذلك ساعتي الدموية أحنت ظهرها ، أما ميليها لم يزالا يشحذان نفسيهما برقاب الادميين ، فمنذ اللحظة الاولى التي سمح لهما الاخ بذبح أخيه والميلين لم يتوقفا عن تلك المهمة .
    ((عندها نلاحظ ازدياد انفعال إبليس بالحركة مع ازدياد إيقاع المؤثر الموسيقي ، وحين وصول الذروة يضرب إبليس بقوة وبكلتا يديه على تلك الحقيبة فيصاحب تلك الضربة انقطاع المؤثر الموسيقي وهو ينظر إلى الجمهور بدهشة ، هنا يسود المسرح شيئا من الصمت ، عندها يضحك إبليس بقوة ووجهه لا يزال تسوده الدهشة ، ثم يتنفس بقوة عدة مرات ويقول)) .
    إبليس:- لقد أثرى ميلي الساعة كتاب التاريخ ، فهو يعج بكثرة القتلى ، حتى كاتبه قُتِلْ ، وحده الكتاب ما زال يعيش !!!.
    علي الخباز, [04/10/2025 09:35 ص]
    ((يحبو إبليس على ركبتيه بشكل مائل نحو وسط المسرح وظهره للجمهور فتفتح عليه إضاءة من الجانبين الأيمن والأيسر وبقعة ضوء من الأعلى ، فيبدأ يتمتم ويرفع صوته بالتمتمة وكأنه يقرأ تعويذة مشعوذ مع حركات غريبة ، فنلاحظ نزول كرسي العرش من السايك الذي هو فوق إبليس مباشرتاً (يمكن أن يكون الكرسي مربوطا بالسايك بواسطة خيوط شفافة من مادة النايلون كي لا ترى بالعين .
    وعند استقرار الكرسي على خشبة المسرح يبدأ إبليس بضم الكرسي إليه وشمه شماً عميقاً ابتداءً من ساقهِ اليمنى (( اقصد الكرسي )) ومسنده الأيمن وساقه الخلفية من نفس الجهة اليمنى ثم موضع الاتكاء والساق الخلفية اليسرى للكرسي ثم المسند الأيسر والساق الأمامية اليسرى ومن ثم المقعد والمتكأ من الأمام فيجلس على الكرسي بشغف وشراهة ، ثم يقف بكبرياء ويتقدم نحو الحقيبة فيقوم بجمع ما عليها من حصى ويضعه بداخل ذلك الكيس القماش ، فيفتح الحقيبة ويرمي بداخلها كيس الحصى ، ثم يستخرج رداءً احمر قصير شبيه برداء القيصر ويلبسه ثم يستخرج تاجا ذهبيا مرصع بالدرر أيضاً شبيه بتاج القيصر فيضعه على رأسه ، ثم يستخرج صولجانا ويمسكه بيده فيرجع إلى الكرسي ويضع قدمه اليمنى على الكرسي الملكي وهو بوضع ربع بروفين إلى يسار المتفرجين ماسكاً الصولجان بيديه فتطفئ الإضاءة في المسرح إلا البقعة الساقطة عليه.
    يتزامن مع إطفاء الإضاءة في المسرح فتح الإضاءة خلف السايكوراما في عمق المسرح حينها ترى من خلال خيال الظل الساقط على السايكوراما من خلفها رمز الصليب ونبي الله عيسى عليه السلام مصلوباً عليه مع وجود مؤثر موسيقي حزين ، وهلة من الوقت تخفت الإضاءة والصوت حتى يتلاشيا شيئاً فشيئاً ، تسلط بقعة ضوء على ابليس))
    ابليس :- أني اشعر بأعراضي الجانبية ، وكأني خريف القى بشحوبه على نفسه ، فشحوبي يتسع يوماً بعد يوم ، حتى بدأ يدون مذكراته بكتاب التاريخ ذاته ، وكل لحظة أُجالسه فيها يمد يده على ملامحي ويذكرني بما اقترفته من ذنبٍ ودنس ، فهكذا انا كل مرة اضرب بها الغيمة بالحجر أفاجئ بغيمةٍ أكبر من غيمتي فتضربني بأحجار اللعنة ، كانت أحجار غيمة المسيح مؤلمة كأحجار غيمة الحسين ابن علي ولا زالت غيمته تتجدد كتجدد غيمة الحسين ، كما انني أظن بخوفي اننا سنجتمع يوماً ما ، أنا والمسيح ومهدي امة جد الحسين في ساعة لها الفصل بعقاربٍ سوداء ، لا أطيق مواجهتها بساعتي الحانية الظهر وميليها الاشيبان ...
    ((بعدها تعود الإضاءة الخافتة إلى المسرح فيرجع إبليس إلى الحقيبة ، ويرجع فيها ما لبسه من رداء وتاج وصولجان ثم يستخرج منها رداءً عربياً مطرزاً بالحلل فيلبسه ويستخرج عمامة حمراء تتوسطها في المقدمة ياقوته كبيرة زرقاء فيلبسها ويتقلد بيده سيفاً عربياً من دون غمد ، فيذهب ويصعد على الكرسي فيجلس جلوس القرفصاء فوق مقعد الكرسي ويضع السيف على ركبتيه ويمسكه من طرفيه بكلتا يديه فتطفئ الإضاءة إلا البقعة الساقطة عليه .
    أيضا يتزامن مع إطفاء الإضاءة في المسرح اضائتها خلف السايكوراما فنرى بواسطة خيال الظل رأساً محمولاً على القنا ، وهو رمزاً لرأس الإمام الحسين عليه السلام ، تبقى الإضاءة لوهلة من الوقت مع مؤثر موسيقي حزين ثم تخفف شيئا فشيئا حتى تتلاشى والموسيقى كذلك))
    ابليس :- قتلته بأيدي رفاقي ، كانوا اخوته بالدين ، شكلاً فقط ، شكلاً بلا مضمون ، وهذا هو جوهر نقطة الضعف عند الطلقاء وأبنائهم ، ففرقتُ شعر رؤوس الازقة بهم حتى ضاقت لقتله ، وقد سلمتني الازقة رؤوسها لأفرق شعرها بمشط نار أحقادي ، الا اني تماديت في ذلك حتى أخذ المشط يقلم أسنانه بإشارةٍ لرغبةٍ عميقة في عض أصابع الندم ، أنا لم أندم على ذلك الا لشيءٍ واحد ،،، انتهت أسنان مشطي ولم أتمكن من قتل امتداده في الارض ، علي ابن الحسين ، فبقى متزوجاً من كل جميلات الآيات القرآنية اللاتي كُنَّ زوجات لأبيه وجده وذريته من بعده ، واللواتي أنجبن لهم جيوشاً من جنود الله ...
    ((يقف إبليس فيضاء المسرح مرتاً أخرى ويتقدم نحو الحقيبة فيخلع الرداء العربي والعمامة والسيف ويرجعهن في داخل الحقيبة ثم يستخرج جاكيته عسكرية (بزة عسكرية) محملة بالأوسمة والأنواط ، شبيهة بجاكتة (أدولف هتلر) ويستخرج أيضاً غطاء رأس عسكري شبيه بغطاء رأس (أدولف هتلر) العسكري ويرتديه أيضاً فيذهب ويقف فوق الكرسي بمواجهة الجمهور ويؤدي التحية الفاشية (لهتلر) فتطفئ الإضاءة إلا بقعة ضوء واحدة تسلط عليه ويتزامن مع إطفاء الإضاءة في المسرح أضاءتها خلف السايكوراما فنرى من خلال خيال الظل حبلاً للمشنقة وفيه شخص قد شُنق بذلك الحبل وجثته هامدة تدور حول نفسها تبقى الإضاءة مع مؤثر موسيقي لوهلة من الزمن ، يصلح أن تكون الموسيقى موسيقى سقوط موسكو ، ثم تتلاشى الإضاءة خلف السايكوراما مع الموسيقى أيضاً))
    علي الخباز, [04/10/2025 09:35 ص]
    ابليس :- أتعبني طين الله ((بصوتٍ عال)) أتعبني طينك يا معبود ، كيف لي ان انتقم من بني آدم ، حتى بقتلهم وجدتهم يسخرون مني ، حتى بفاكهة ابيهم وجدتهم يتذوقون عذابي ووجعي ، أحاديثهم باردة بزنزاناتي ، أخفيت أصواتهم فازرقت شفاهي لكلماتهم ، أحكمت أقفال سجوني عليهم فوجدتهم يسجنوني بزنزانة الخارج ، حجبت عنهم نور الشمس فوجدتهم حراساً ليومٍ مشمس ، حاولت أن اخلع عليهم ثياب السواد فوجدتهم يفرحون للقائك ، أتعبني طينك ، أتعبني طينك يا معبود ،،،،،، سأنتقم منهم ، فالانتقام حرفتي القديمة ، امتهنتها منذ قديم الازل ، وأنا أعرف كيف أقودها لهم ، عليهم .
    ((فيضاء المسرح إضاءة خافته عندها ينزل إبليس من على الكرسي باتجاه الحقيبة ويخلع ما لبسه ويضعه داخل تلك الحقيبة ثم يستخرج منها نقاباً اسود فيتلثم به ويستخرج حزام ناسف ويلبسه ويستخرج عبوة لاصقة وشريطاً لاصقاً لونه احمر فيغلق الحقيبة ويضع تلك العبوة على ظهرها ويقوم بتثبيتها بنفس الشريط اللاصق ذو اللون الأحمر ، على أن يلف الشريط على تلك الحقيبة لفاً كاملاً وبصورة عشوائية وبطريقة غريبة الأطوار وكأنه شخصية غير سوية ومتعطشة للقتل وسفك الدماء وعند انتهائه يقف وأمام الحقيبة فيتنفس بعمق ويحمل الحقيبة بكلتا يديه من محملها ويقول))
    ابليس :- سأركزُ قليلاً وأستغل توتر العلاقة ما بين بنات جهلهم وصبيان مثقفيهم ، وسأرمي بهم طعاماً لطيورهم الجائعة ، وستفلح محاولتي في ايجاد مهرب من مخارج حروفهم ، عندها سأنتحل صفة جدار عاقل قد شرح صدره مثل دفتر لخربشات وجنون عشاق السلطة ، فإذا كنت قد قتلت الحسين ابن علي بهذا الباب ، فسأقتل اتباعهم بالباب نفسه ، اني أرى مواقداً قد جمعت حطابها من أشجارها ، ولا بد لها أن تجمعنا معاً ، فطوبى لمن جمعته مواقد الحقد بقسوتها ...
    ((يسير بنفس الطريقة التي ظهر بها أول مرة أي يخطو بخطى قصيرة ومتسارعة ، حتى يخرج من الجانب الأيمن للمسرح ، ثواني قليلة من الزمن ثم يُسْمَع صوت انفجار يعصف بالمكان فيحل في فضاء المسرح الغبار المثار بالإضاءة الحمراء ، ثم من خلف السايكوراما يظهر ظل الامام الحسين عليه السلام)) .
    الامام الحسين ع :- بسم الله الرحمن الرحيم .
    {وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللّهِ أَندَاداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللّهِ وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَشَدُّ حُبّاً لِّلّهِ وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلّهِ جَمِيعاً وَأَنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ }
    ((تطفئ الاضاءة))
    ((المشهد الرابع))
    إرشادات للإخراج :-
    ((المسرح (دِمْ) في حالة ظلام تام ، تبدأ موسيقى ترقب وخطر ودخول أساطيل عسكرية مع نفس المؤثر الموسيقي.
    تتوهج إضاءة خافتة ، نرى يزيد جالس على ركبتيه في وسط وسط المسرح بمواجهة الجمهور وخلفه مباشرةً يجلس على جانبيه ابليس الاول وابليس الثاني ، الاول في وسط يمين المسرح والثاني وسط يسار المسرح)) .
    يزيد :- الخوف مرض غير معد ، لمَ لمْ تصافحا جبين جرحي ؟؟؟ ونبتهج سوية ، علنا يُسلّي احدنا الاخر .
    ابليس الاول :- ان خوفك أقل تسلية من خوفنا الراقص على أوتار الحزن وابتهاجه بمن قتلتَ يا يزيد .
    يزيد :- أنتما ... بلا ... قلب ...
    ابليس الاول :- قلبٌ ؟ ... بلى ، بلى ، انه يخفق ...
    يزيد :- انتما تجمعان طرفي البحر على ذراعيكما لتغويا وتُغرقا الاغبياء امثالي ، ومن ثم تقفزا لتعدا له مراثي العزاء وتكفناه بنار مصيركما البائس .
    ابليس الثاني :- لقد انقضى وقت المرح ... وانقضت الأيام الجميلة ... وما أمامنا سوى لحظات كي نقوم بما كان يجب أن نقوم به ... قبل سنوات وسنوات ...
    يزيد :- هل فعلاً سنقوم بذلك ، آهٍ ،، ما أقسى ما سيكون ، فمن فم ناي ملتهب اعزف لبكائي معزوفة حزن توثق ارتعاشها بنيران احشائي ، ومن تاريخ رداء السلطة الذي قضى نحبه ولم يرد عني برد شتاء ، سأرتعش بحزني .
    ابليس الاول :- يجب أن لا تتراجع يا فخر امية ، يا شبل الافذاذ ، اجعل من خوفك وحزنك انتصارا" ... فقد مر زمن طويل لم تحقق فيه اي انتصار ... وان ابيت الا التراجع فسَيُنهَب قصرك للخراب ، وستبور أراضيك القاحلة ، وجبالك ستنخسف على الوديان.
    يزيد :- لم أكن أملك شيئا" ضد تضليلكما المحتوم ، كان الاولى ان اطلب ماءً لأغسل به عيني اثر مروركما يا ابليس ، لكان لم وصل بي الامر الى ما اراه ، ولكنت حينها اسعد الناس ، آهٍ يا لحزني ، آهٍ يا لخيبتي .
    ابليس الاول :- هذا قدرك ، فمنذ الوهلة الاولى التي التقيتك فيها وجدتك تعلن العصيان على كل التعاريف الهندسية ، فخطيك الحديديين المتوازيين كانا يسيران بقطارك الى الخلف ومن ثم يتقاطعا بخيانة ويسخران منك بمد السنتهما الى الخارج .
    علي الخباز, [04/10/2025 09:35 ص]
    ابليس الثاني :- أجل فعندما كانت حروبك المدمرة ، كان مساعديك الثملين يغطون بالنوم ، واعدائك يتجاوزون الحدود بلا مانع او رادع ، اما نحن فكنا نريد لك الخير .
    يزيد :- أجل ، كانوا يرفضون كل الرفض أداء الخدمة العسكرية ، لأسبابٍ سياسيةٍ أو دينية ، وانا الان لا احتاج لشيء سوى ان انقل بقية سلطتي لجهةٍ آمنة .
    ابليس الاول :- سلطتك امست عارية للعيان ، تكره ارتداء المعاطف حتى لو قتلها البرد .
    ابليس الثاني :- وانصارك تضاءلت اعدادهم الوفيرة بسبب قتلك لهم وادعائك بعدم وجود مكان لاستيعابهم ، اما الان فلم يبقى سوى خمسةً من الشيوخ المرضى ، بل اقل من ذلك بكثير .
    يزيد :- يوجد ايضاً خمسة عشر شاباً بمقدورهم ادخال البهجة لمدينة حزني بهويات فرح مزورة .
    ابليس الاول :- أجزم بان ظنونك لا زالت تواصل ارتكاب آثامها ، فلم يعد هناك شاباً واحداً مما تظن ، هؤلاء لم يُقْبِلوا الينا ، وقد اشيب شعرهم بعد ما ردوا على انفسهم بأمرنا .
    يزيد :- يا للأسف ، كانوا يحملون هموم السلطة ، وانا الان لا اعلم من يمسك بمن ؟ ومن يشرب من ؟ ان خوفي يزداد ارتعاشاً من الاتي ، كما انني ازداد اختناقاً من ضيقة صدر الكون ، ان رئتاي تتوددان لاستنشاق عطر الحرية الذي كسرت خاطر زجاجته بيدي .
    ((بينما يزيد يقول حواره ، يتفق كل من ابليس الاول وابليس الثاني فيما بينهما ، ثم يمثلا مشهداً امام انظار يزيد)) .
    ابليس الاول :- ((للثاني)) هي ، انت ، هل هناك من جديد؟ اني ارى نفسي حزينة فلم استمع اليوم لنشرات الاخبار المفرحة بحصد ارواحهم .
    ابليس الثاني :- امنحني لحظة واحدة أعُدُ بها قامتي لالتقاط الاخبار العاجلة ((يقوم بإعداد نفسه)) اها ، الخبر العاجل فقد طعمه ما بين مر ومالح ، فهو اسرع من شائعة كاذبة لا يصدقها سواي ...
    ابليس الاول :- اها ، سأصدق ما تصدق به لأكون كنافذةٍ نذرت نفسها لتلقي القلق الذي حاق بها ، وتناست ان الخيانة تمشي بدماء الإعلام .
    ابليس الثاني :- لا عليك فأنا وانت نكذب عليك ، والان دعني ادقق في صفحات النعوات ، جيد لم اجد لي ولا لك اسماً فيها .
    ابليس الاول :- يا لك من غبي ، الا تعلم اننا قد مُنِحْنَا عمراً يطاول بكلتا يديه آخر الساعة ؟ قم بإعداد قامتك مرةً اخرى وابحث لنا عن خبر اخر .
    ابليس الثاني :- حسناً سأعد قامتي كشجرةٍ عاليةٍ ليحط عليها الخبر ، اها هذه صفحة العشاق ورد بها حكمة تقول ، لو قالت لك مجنونة بك انا ، على الفور دع العقل جانباً ...
    ابليس الاول :- عندما تدنو ساعة الشجرة سيحط الخبر على فأس حطّابها ، أُريدُ أن اسمع خشخشة الاخبار في دمي ، الي بكل ما يمكن حرقه وتدميره وقتله ، مثل هذه الاخبار تدخل السرور على قلبي ، فكثيراً ما تأكل النوافذ الخبر مطهياّ على نارٍ هادئة ...
    ابليس الثاني :- على هونك يا صاحبي ، ما بالك غاضب مني ، فأنا شجرة معمرة ترتعش عندما يمر ذكر حطّابها ، سأنقل لك ما تريد من الاخبار ، فلك مني الان ، ولك اللحظة التالية ، ولك تاليها ، ولك البعد قليل ، ولك غداً ، وإن مضى غداً دع ماضيه لي وخذ انت الاتي ...
    ابليس الاول :- أُذناي ترملت ، فأنت آخر من أنتظره ليعبئ الاخبار في أُذُنَّي .
    ابليس الثاني :- أجل ، أجل ، أحتاج الى الصمت ،،، هناك خبر عاجل قادم الينا في الطريق مفاده ، ان الثور المجنح قد اصطدم بالشمس ...
    ابليس الاول :- كنا نتوقع ذلك ...
    ابليس الثاني :- لقد ،، انفجر،، كلٌ منهما !!.
    ابليس الاول :- شيءٌ ،، منطقي !!!
    ابليس الثاني :- وفقدتْ الشمس ما بينَ خمسين ،،، وخمسة ًوسبعينَ في المائةِ من قوتها.
    ابليس الاول :- هذا شيء ،،، طبيعي !!!.
    ابليس الثاني :- والثور المجنح ،، أعياهُ التعب ،، إذ تقدمت به السن ثلاثُ ساعات ،، فراح يلفُ نفسه بذيله وينطوي عليها ،، كالكلب الذي اشرف على الموت.
    ابليس الاول :- هذا صحيح ، إننا نصدقك ...
    ابليس الثاني :- والربيع ،،، الربيعُ الذي لازال هنا أمس ، غادرنا منذ ساعتين ونصف ، وفيما وراء الحدود ، بدأ العشب ينمو ، وعادت الأشجار إلى الاخضرار ، وكل بقرة تلد عجلين كل يوم ، احدهما في الصباح ، والآخر بعد الظهر ، في حوالي الساعة الخامسة ، أو الخامسة والربع ، أما عندنا هنا ، فقد جفت المياه ، وتساقطت أوراق الشجر ، والسماء تصدعت أكثر من ذي قبل ...
    ابليس الاول :- إن الصدع يتسع وينتشر !!!....
    ابليس الثاني :- والصاعقة ، تجمدُ في السماء ،،، والسحب تمطر ضفادع ،، وخمسة وعشرون من السكان ، تحولوا إلى سائلٍ ،، اثنا عشر منهم ، فقدوا رؤوسهم ، ضُربتْ أعناقهم ، وهذه المرة دون تدخل من جانبي ،،، بل أنا من حرض على ذلك !!! ...
    ابليس الاول :- هذا مطابق فعلا" ،، لعلامات الساعة.
    ابليس الثاني :- ها ،،،!!!(بدهشة) علاماتٌ ؟؟؟!!! ... أها .. ومن جهة أخرى ..............
    ابليس الاول :- (يقاطعه) ، لا تُكملْ ، ذلك يكفي ، هذا ما يحدث دائما" في مثل هذه الحالة ،، نحن نعرف ذلك ، فالفقراء وحدهم لا يفكرون بكتابة وصاياهم ...
    علي الخباز, [04/10/2025 09:35 ص]
    يزيد :- أني لستُ على ما يرام ،،، أني لم أهنئ بالنوم مع هذه الأرض التي امتلأت بالشهداء والقتلى ،،، فهناك خطبٌ يسايرني ،، ويوجس بنفسي خيفتاً ، إذ يصورُ لي مصرع أنا لاقيه ،،، فبكلِ مساءٍ اسمعُ بداخلي صراخ الايامى ، وعويل الأرامل واليتامى ، وحدود تتراجع ، وحاشية تجأرْ ، وصفارات تعوي ، حقاً إنها ضوضاء مزعجة ، إنها فوضى ...
    ابليس الاول :- وماذا ستصنع ؟.
    يزيد :- سأحاول تنظيم الأمور ، سأدق صوتي بصوت المنائر لأستخرج نواته واجاهر به المعاني فأقلب النظم القائمة ، إنني بانتظار سرجوناً جديد يُعَبِد لي أزقتي ويفرق شعر رأس كل زقاق بحجةِ إيصال السراب إلى المنازل ... كيف أحوال المملكة هذا الصباح ؟؟؟.
    ابليس الثاني :- لم يبقى منها شيئا" ،،، سوى نهرين قد أوشكا على الجفاف وبقايا من تراب ...
    يزيد :- ومع ذلك فهي بقايا جميلة ، على أية حال ائتوني بالوزراء .
    ابليس الاول :- لقد سافروا لقضاء العطلة ، ليس بعيداً ، إنهم بالطرف الآخر من المملكة ، فهم الآن على ضفاف الجدول ، يصطادون بالماء العكر ، آملين أن يحصلوا على قليلٍ من السمك ، لتغذية الشعب !!!...
    يزيد :- لو كان لدي متخصصان في الحكومة غيرهم ، لاستبدلتهم جميعاً.
    إبليس الثاني :- لابد وانك ستشقى من دون جدوى فلن تجد غيرهم يا سمو الامير ...
    ابليس الاول :- لن تجد غيرهم يا بن معاوية ...
    يزيد :- بلى سأجد من بين طيات القصر ، يجب أن أركز قليلاً ، يجب ان انتظر قليلا" !!!...
    ابليس الثاني :- وكيف سيبقى حال الحكم حتى تنتظر ، انك لا تستطيع ذلك ، لا تستطيع أن تمنع الدمار والخراب الذي حاق بالقصر ، لا تملك السيطرة على اكثرهم ،،، (لإبليس الاول) ،،، حاول الآن إفهامه ...
    ابليس الاول :- قبل عشرات السنين ، أو قبل أربعة أيام ، كانت حكومتكم مزدهرة ، وخلال ثلاثة أيام ، تلف المحصول ، وغزت الصحراء باحتنا الجميلة ، فراح النبت يكسو بالخضرة البلاد المجاورة ، التي كانت صحراء يوم الخميس الماضي .
    يزيد :- خللٌ ، فني ...!!!
    ابليس الثاني :- في الماضي لم يكن يحدث مثل هذا الخلل .....
    ابليس الاول :- انتهى عهد النجاح ، يجب أن تُدركَ ذلك ...
    يزيد :- (بإحباط) ،،، لقد فسد كل شيء ،،، كلا ، كل شيء سيعود إلى سيرته الأولى وسترون ما استطيع فعله ...
    ((يذهب ويمسك بيده سيفاً ويقف على مرتفع)) .
    يزيد :- إني آمر أن تـُسمَع الأبواق ، وان تُدَق الأجراس ، إني آمر أن تـُكبر المنائر ، أن تـُطلق مائة وإحدى وعشرين طلقة مدفع تكريما" لي ،،، ((يرهف السمع)) ،،، لا شيءِ ؟؟؟... آه ، بلى ،، بلى إني اسمعُ شيئا" ...
    إبليس الثاني :- هذا ليس سوى طنين أذنيك ،، يا يزيد .....
    ((يركضا إلى يزيد كلٌ من إبليس الاول والثاني ، فيقومان بتقييد يداه بأصفادٍ حديدية (كلبجات) ، تكون هذه الأصفاد مهيأة مسبقاً وتكون مربوطة بسلاسل حديدية ممتدة على خشبة المسرح والى كلا الجانبين اليمين والشمال ، وبعد أن يُحكما يدا يزيد بتلك الأصفاد ، يقومان بسحبه بواسطة السلاسل الحديدية المتصلة بتلك الأصفاد ، فيدوران على المسرح والملك بوسطهما يدور مع دورانهما ، والكل عند الدوران يقول حواره)) .
    ابليس الاول :- (ليزيد) ستموت بعد ساعة وخمس وعشرين دقيقة.
    ابليس الثاني :- نعم ، بعد ساعة وأربع وعشرين دقيقة وخمسين ثانية.
    ابليس الاول :- بعد ساعة وأربع وعشرين دقيقة وإحدى وأربعين ثانية ..
    ابليس الاول والثاني :- أستعد ....
    يزيد :- ((يقاطعهما)) كلا ، ((هنا يقذف يزيد ما بيديه من قيود ، فيسقط الجميع على الأرض ، تخفت الإضاءة وتضاء بقعة واحدة على يزيد فقط ، وهلة من الوقت ويبدأ يزيد بالزحف إلى مقدمة المسرح وهو يقول)) لا ابسط لكما ذراعي ، فليرجع الزمن أدراجه ، لنكن قبل عشرون عاماً ، لنكن قبل أسبوع ، لنكن مساء الأمس ، أيها الزمن عد ، عد أيها الزمن ....
    ((لا تزال الإضاءة خافتة على المسرح ، يتقدم إبليس الاول إلى مقدمة المسرح وينظر إلى إحدى الزوايا المرتفعة في صالة المسرح ويقول))
    إبليس الاول :- (للجمهور) من خلال النظر الثاقب للجدران والأسقف ، نلمح فراغاً في السماء ، وبالتحديد في مكان مجموعة النجوم الملكية ،،، وفي سجلات العالم ، أصبح يزيد من المرحومين ....!!!
    ((ترجع الإضاءة كما كانت أولاً))
    يزيد :- كلا ، لا تستطيع ذلك ........
    ابليس الثاني :- لا تربك نفسك ، إن كل ما تفعله الآن يؤذيك ولا ينفعك ...
    يزيد :- لا أريد ، لا أريد ....
    ابليس الاول :- سنتأسف عليك يا بن آكلة الاكباد ، سنقول ذلك وندونه بالتاريخ ، هذا عهد منا.
    يزيد :- لا أريد ، لا أريد ذلك ،،، لقد ابيض شعري ، أني اهرم بسرعة ، إني أتراجع إلى الوراء ...
    إبليس الثاني :- ران الدهر عليه بسرعة ...!!!
    يزيد :- انا امير المؤمنين والامراء يجب أن يكونوا خالدين ...!!!
    ابليس الاول :- إنهم يتمتعون بخلودٍ مؤقت ...
    يزيد :- إن حاشيتي ونخبتي وعدوني ، بأن لا أغادر السلطةَ ، إلا حينما أقررُ ذلك بنفسي ...
    ابليس الثاني :- ذلك لأنهم تصوروا انك ستقرر مبكراً.
    علي الخباز, [04/10/2025 09:35 ص]
    يزيد :- لقد خدعوني ، كان يجب أن ينبئوني ، لقد خدعوني ، وانتما كذلك خدعتماني ولم تنبئاني ...
    إبليس الاول :- لقد أنبأناك !!!....
    يزيد :- أنبأتماني قبل الآن ، وتخبراني بعد فوات الأوان ، لا أريد ذلك ، لا أريد ذلك ...
    ابليس الثاني :- كان ينبغي عليك أن تتهيأ ،،، وتفكر في ذلك جلياً.
    يزيد :- لقد فكرتُ في ذلك ........
    ابليس الاول :- لم يكن تفكيراً جدياً ،،، ففي سن العشرين كنت تقول لنفسك انك تنتظر سن الأربعين ، لكي تبدأ التدريب ، وفي سن الأربعين ........
    يزيد :- (يقاطعه) كنتُ في تمام صحتي وعنفوان شبابي ......
    ابليس الثاني :- في سن الأربعين ، ارتأيت أن تنتظر حتى الخمسين وفي الخمسين ......
    يزيد :- (يقاطعه) كنتُ أتدفقُ حياة ، آهٍ ، كم كنتُ أتدفقُ حياة .....
    ابليس الاول :- وفي الخمسين ، أردتَ أن تنتظرَ الستين والثمانين والمائة والمائتين ....
    يزيد :- كنتُ على وشك أن ابدأ الاستعداد ، آهٍ لو كان أمامي قرن من الزمن ، فلربما أسعفني الوقت ....
    ابليس الثاني :- لم يبقَ أمامك إلا ما يُزيد على الساعة بقليل ....
    يزيد :- ساعة ؟ ... اجل ،،، يجب أن أقوم بكل شيء خلال ساعة ...
    ابليس الاول :- لن يسعفك الوقت ، هذا مستحيل ....
    يزيد :- إن ساعة أُجيدُ استغلالها ، تفضل على قرون من النسيان ِوالغفلة ، خمسُ دقائق تكفي ، عشر ثواني من الوعي والتركز تكفي ، إني املكُ ساعة ، ستين دقيقة ثلاثة آلاف وستمائة ثانية ....
    إبليس الثاني :- (محاولة لإحباطه) ، ستتلكأ في الطريق ، عليك القيام بأعمال جبارة ...
    يزيد :- (محبط) ، إنني ، أشبه بتلميذ يتقدم للامتحان من دون أن يعد درسه ، يدفعونه إلى قاعة الامتحان ، فيفاجئ بأساتذة لا يعرفهم ، (للجمهور) إني لا اعرف هؤلاء ، ولا أريد أن اعرفهم ...
    إبليس الاول :- كما أنكرتهم سينكرونك ، فهم لا يعرفوك أيضاً ،،،، لكنك تستطيع أن تجعلهم جنوداً لك ضد جنوده ،، ليمنعوا عنك الموت ،، وتكون أنت أفضل من عليها .....
    يزيد :- هل أخبرتموهم بالأمر ؟ إني أريد أن يعرف الناس جميعاً ،، يجب أن يعرفوا ....
    إبليس الثاني :- يجب أن لا يسمعه احد ، امنعه من الصياح .....
    يزيد :- لا تلمساني ، يجب أن يكونوا على علم ٍ بالوضع .........
    إبليس الاول :- هذه فضيحة ، أمنعه .............
    يزيد :- أيها الشعب العظيم ، إنني............
    إبليس الثاني :- ((يقاطعه)) انه لم يعد أميراً كما يدعي ، بل هو خنزيراً يذبح ...
    يزيد :- نعم خنزيراً يُذبح الاف المرات ، فمنذ وقت طويل أنا اعاني دجل النخبة ، انهم يضاعفون جزعي ، إني امثل احتضارهم كل يوم ، إن ميتتي لا يحصى لها عدد ، آه كم من العوالم تخبو وتأفل في كياني.
    ابليس الاول :- نتيجة طبيعية ،، فأنت من اختار أزقته وتقيأ ضيقتها على مر التاريخ ، وقد كنت مخير طيلة الوقت ولست مسير بأي منها ....
    يزيد :- لقد خضت الحرب مئات المرات ، وعلى رأس الجيوش شاركت في ألفي معركة ، في البداية على صهوة جواد اسود ، واضعاً على رأسي ريشة ًحمراء ظاهرة للعيان ، فقطعت الرؤوس وحملتها على أطراف الرماح لتطاف بالأمصار ، ومن ثم ابحت للسيف دماء المدينة المقدسة ، وقد تماديت بذلك حتى أطلقت منجنيق ابرهة كي أمحو الكعبة وأنسى ، لم اكتفي بكل هذا فقد سهرت بأباريق الطغيان والجور من أجل أن أطور الجيش طبقاً لروح العصر ، حتى أصبحت أخوض الحرب واقفاً على دبابة ،، أو على جناح بعوضةٍ مطاردة تقود التشكيل ......
    ابليس الثاني :- (للأول باستغراب) كان بطلاً ؟؟؟......
    ابليس الاول :- لا تعطي لذلك اهتمام كبير فهو يكذب ، ومنذ نعومة أضفاره وهو يستحم بفطرة أكاذيبه مع أدراكه بأن الكذب يسير به لهلاكه .....
    يزيد :- أنا اكذب وفخر أكاذيبي يعود لوساوس اكاذيب وعودك التي تجلّت بالفراديس المعلقة بين الارض والسماء ، حتى صار ذنبك يختارني كي أقترفه على ظهر غيبي ، وأخوتي من صلبك الذين سقطوا برحم أمي وهي تلد شجاعتي بهم ، تبرؤا مني وتبرأتَ انت ايضاً ، فبقيتُ وحدي أسابق خوفي لعصياني وجحودي ،،، أمسيتُ وحيداً ، أمسيتُ وحيداً ، أمسيتُ وحيدااااااااااااا ....
    ((يظهر ظل الامام الحسين ع من خلف السايكوراما))
    الامام الحسين ع:- بسم الله الرحمن الرحيم ((ولبئس ما قدمت لهم انفسهم وفي العذاب هم خالدون)) ......
    ((في هذه الاثناء يظهر نفس الضوء الذي ظهر في بداية المشهد الاول من جانب يمين المسرح ، مع مؤثر صوتي لرعود وصواعق ومع ظهور الضوء يهلك كل من ابليس الاول والثاني ويزيد من خلال انفعالاتهم للهلاك مع المؤثر الصوتي والضوئي)) .
    ((تسويف))
    تأليف
    أركان محمد العتابي​
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X