مسرحية الحسين في غربته
د . عقيل مهدي يوسف
شخصيات المسرحية
1- 1 – الامام الحسين (ع)
2- 2 – هنـــد
3- 3 – يزيد
4- 4 – كورس يزيد .
المشهدالاول
(في شرفة من قصر الامارة)
يزيد و (الكورس) : ساعمل السيف في رقابهم
((هند )) لكن بقية سيفك من الناجين في الكوفة, ستكون انمى عددا, واكثر ولدا اراك ضيقت الرزق عليهم
يزيد و (الكورس): حتى يقفلوا افواههم, ويمتنعوا عن نصرته ويكون لال امية ما ارادوا
هند )) مالذي اردتموه))
يزيد و(الكورس): أن نكــــون
((هند )) هلا سالت نفسك عن مصير الابرياء الجياع؟
يزيد و(الكورس): غوغاء , رعاع, نشتم ائمتهم على المنابر
((هند)) أيفتون باكل اموال اليتامى ؟
يزيد و (الكورس) : الحسين من جرهم لليتم
المشهد الثاني (في حدائق القصر)
(( هند )) دعك من الحسين يايزيد .. انظر اليه, كيف يمشي هونا
اسمعه, وهو يرد على المسعور بالسلام
يزيد و (الكورس) : الدم حاجز مابيننا ياحسين . لن تغصب ولايتي غصبا
المشهد الثالث ( شرفة في القصر )
يزيد و (الكورس) : ما انا بالمسعور او الظالم .
((هند )) لن يغفل الله عما تعمل
يزيد و(الكورس) : معي جنود , وملائكة لن ترونها
هند )): تخوضها معركة على الخلافة وخزائنها))
المشهد الرابع ( في مسجد بالمدينة)
الأمام الحسين (ع): جئت تحذرني منهم ابا الظنون تختبر معادن الرجال؟ ((يخاطب هند متنكرة وكأنها عازفة ))
هند )) اعداؤك, يتقمصون بجلباب الدين ايضا لكنهم قتلة))
الأمام الحسين (ع): لا ابغض الا من تثبت الحجة عليه واتباعي هم السواد الاعظم في الكوفة
((هند )) بعض اتباعك قبر او غيب في السجون
الحسين (ع): والاخرون ؟ الأمام
((هند )) التزموا الصمت, او لاذوا بالنفاق, او توزعوا في الشتات
الأمام الحسين (ع) : ونحن كيف ترانا ايها الكوفي ؟
((هند )) اهل علم , وفضل وما خصصتم ببر اهل ملتكم حتى عممتم به الاقصى من الملل والله لا فاز يوم الحشر مبغضكم
المشهد الخامس ( في ميدان المعركة )
الأمام الحسين (ع) : كن حرا
يزيد و (الكورس) : أمي ميسون لم تسمني حراً , بل يزيد
الأمام الحسين (ع) : اجعل فعالك حرة اذن
يزيد و(الكورس) : سأجعلها 00 ياحفيد النبوة , ووارث حريتها , وسأصدر حكمي ..
الأمام الحسين (ع) : احكم بالكتاب , حتى تكون ولايتك راشدة .
يزيد و(الكورس) : لكنك قيدي .. تعيق ولايتي .
الأمام الحسين( ع) : أهذه مقالتك ؟
يزيد و (الكورس): مقالة سيد , يحكم كوفة أبقة .
الأمام الحسين(ع) : تأدب باخلاق القران .
يزيد و(الكورس) : ساجعلك قبلتي , لو قبلت بيعتي .
الأمام الحسين (ع) : ياللمنافقين .. الذين يتعاشون على اسمي , وقلوبهم مترعة ,
بالغل , والغش
المشهد السادس ( في المسجد. شبيه بمعماره وطرازه بالمساجد في اوربا )
يزيد و (الكورس) : هم شيعتك اذن ؟
الأمام الحسين (ع) : كذبت .. وفجرت دعواك ...
شيعتي من صفت قلوبهم , وطهرت ارواحهم
يزيدو (الكورس) : الاتسمع خطوات موتك قادمة ..؟
(الكورس) الاتراهم قد انفضوا عنك ؟
الأمام الحسين (ع) : عدمت يايزيد زينة الحلم , وفزت بصلف الاستكبار .
يزيد و (الكورس) : ادعوك الى مجالستي , حتى اتأدب
(الكورس) واخذ منك مروءة الوفاء ,
( الكورس) واتجنب ضعف السفه .
الأمام الحسين (ع) : انظر الى جلاسك , الاتراهم يحملون
في انفسهم ريبة اهل الفسوق ؟
يزيد و(الكورس) : غلبنا جدك بالكلمة ..
( الكورس) وكان فقيراً , يتيماً ,
( الكورس) ضالاً , وكنا تجاراً وسادة ..
الأمام الحسين (ع) : ومازالت فيكم رذيلة البخل , وبشاعة الجريمة , الاصول على مغارسها , بفروعها , فرع بالجنة , وفرع في النار,خذ تفوقك .. واترك لي اليتامى والارامل والفقراء , فهم مملكتي
المشهد السابع
( محطة قطار .. هند تظهر عازفة كمان في ملابس معاصرة بدولة غربية , تعتمر قبعة.. تضعها على الرصيف .. يزيد يظهر بمظهر دبلوماسي ثري .. خلفة عربة مكدسة فيها حقائب السفر .. يلقي برزمة دولارات في القبعة .)
((هند)) ملأت قبعتي بالذهب والنقود .
يزيد و(الكورس) : بدافع الشفقة , حتى لايتضاعف شعورك بالاضطهاد .
( الكورس ) وانت تجوبين بلاد الحرية , او الانحلال لافرق .
نحن الان .. ندشن عصراً ذهبياً جديداً .. قولي لي ياهند ايتها العازفة الماهرة ,
المتسولة , ما كان شعورك حين سماعك بخبر مقتل الحسين الاول ؟
((هند )) قلت ماقالت عائشة , حين وفاة علي : فلتصنع العرب ماشاءت , , فلم يعد احد ينهاها . ( تذهب مبتعدة عنه )( وتجلس لتقرأ في كتاب ..)
يزيد و(الكورس) : أي كتاب هذا الذي تقرأين ..
(الكورس ) مافحواهٍ ؟
((هند)) يقول الكتاب .. لورفعنا الله عن العالم , فكل عمل مجاز للانسان .
لذلك اخترت الانسان الذي يتجلى فية الرب , وتبعت وصاياه .
يزيد و(الكورس) : مستاء من هذا الجواب ,
(الكورس) ياجوابة افاق تطاردها الشرطة .
- المشهد الثامن –
(مكان اشبه بقضبان سجن .. يظهر الحسين في بقعة مضيئة .. يقرب منه يزيد , وبينهما حاجز القضبان ..)
يزيد و(الكورس) : عد الى الديار , انا اكفلك عند القوم
الأمام الحسين (ع) : ماعهدتك هممت بصالح.
يزيد و(الكورس) : يعز علي ان اراك غريبا هنا ثانية بمثل غربتك في كربلاء .. وانت تتحرق لرؤية سكينة والرباب ..
(الكورس ) اسرع , قبل ان يغيبك التراب .
الأمام الحسين (ع) : عشت , وطوفت من الشرق الى الغرب , ماصادفت من يسعد او يشقى سوى الله.. الله بيني وبينك يايزيد , والامر حيث يشاء.
يزيد و(الكورس) : اكرم وجهي , بذل سؤالي
(الكورس ) وعد الى كربلاء .
الأمام الحسين (ع) : اي وهم يعتريك؟
يزيد و (الكورس): اعلم ان الله اعطاكم , الصباحة والفصاحة , السماحة , والعلم ,واكرام النساء
الأمام الحسين (ع) : والشجاعة والحلم.
يزيد( الكورس ) : عد الى الديار
الأمام الحسين (ع) : قد نزل من الامر يايزيد ماترى فالدنيا قد تغيرت وتنكرت وادبر معروفها وبت انت الامر الناهي فيها!!
يزيد و(الكورس) : انا العابد المؤمن
(الكورس) سأجعل مكانك عند المقام بمكه لوشئت لا في كربلاء !
المشهد التاسع ( سكة حديد .. متقاطعة )
يزيد و(الكورس) : لم تبغ عداوتي ,
يزيد و(الكورس ) الاتخاف وانا الهج باسمك جهارا نهارا ان احرض الناس عليك؟
الأمام الحسين (ع) : حولت حج بيت الله الى تجارة تكثر فيها وتستحوذ عليها.
يزيد و (الكورس) : لا ولاية ولاامارة ولاهدية
(الكورس) ولاتدعني اخرج للحج اهذا هو العدل ؟
الأمام الحسين (ع) : من ضاق عليه العدل فالجور عليه اضيق.
يزيد و(الكورس): اسمع من يكلمك الان هو امام من ائمة هذا العصر
(الكورس) ومعي تجار واصحاب نفوذ وقد تأذوا من السلطات الجائرة السابقة مثلك
(الكورس ) لعنة الله على يزيد الامس ماذا جنينا من اجرامه ؟
(الكورس) وغفر الله عن يزيد اليوم تقيا ورعا عارفا بالرجال القابضين على الحق.
الأمام الحسين(ع) : اعرف الحق تعرف اهله ، فلا يعرف الحق برجالك من التجار والمنافقين بل بسواد الناس من الفقراء وبمن زكوا دراهمهم بالحق لا بالفرقة والفتنة والتقتيل
المشهد العاشر(في المسجد بطرازه الاوربي )
يزيد و(الكورس) : بت اقدس اسمك بعد فاجعة كربلاء ياحسين
(الكورس) الاجيال كلها توارثت حبك
(الكورس) قد لاتكترث لمثل هذا الحب الشعبي فخذه من لساني ولسان السادة النجب
(الكورس) كيف يجحدك من امن بنورك واستمد الشجاعة من وقفتك وبطولتك في حالكات الليالي وعفوك عن ظلم ذوي القربى امثالي
(الكورس) كان يجللني العار والخيبة وانا اسمع نشيج اتباعك يامولاي وهم يتلضون من الاسى ويذرفون الدمع مدرارا
(الكورس ) لذا عقدت العزم وتقدمت صفوفهم لكي ابكي
(الكورس) فليس هناك من هو احق مني بالبكاء واجود مني بالسخاء
الأمام الحسين (ع) : انكم تبكونني .. لكنكم لاتعرفونني يايزيد فقد لبستم الاسلام لبس الفرو مقلوبا
يزيد و(الكورس): لست بشرا ياحسين انت من الملائكة
الأمام الحسين (ع) : بل انا شهيد من الناس يمشي على قدمين قدوتي جدي وابي والصحابة الاطهارلاالفجرة والمراوغين المتلاعبين بعقول البسطاء بالدجل والضياع والدموع الكاذبة
يزيد و (الكورس) : اتوب على يديك
(الكورس) فانتم اهل العلم والفضل
(الكورس) وهداتي وذخيرتي في دنياي واخرتي
المشهد الحادي عشر (في طريق خارجي )
يزيد و(الكورس) : هل ترى واحداً مثلي يغدق على الغرثى من الناس مثل هذا الطعام
(الكورس) هل تراه يبني مسجدا
(الكورس) او يزكي ماله مثلي
الأمام الحسين (ع) : مواهب ابليس قد تقمصتك
يزيد و(الكورس) : هل يذهب ابليس مع الحجيج اجبني برب الكعبة
(الكورس) هل يشده شوقه الى تلقي طعنة منك قاتله لتخلصه من رجسه السابق (يزيد3) هذا انا اريدك ان تنجيني من حياة الدنيا فانت باب نجاتي نجني ياسيد الاسياد من هذه الدنيا الدنية
الأمام الحسين:- ماارى دنياك دنية يايزيد بل اراها مسورة بالعقارات وسبائك الذهب واسراب النساء المغفلات والمغدورات
يزيد و(الكورس) : انت ثأري الالهي ياحسين
الأمام الحسين (ع) : تدين فارغ وشعارات منافقة هو طف اخر تزهق فيه ارواحا بريئة
يزيد و(الكورس) : اقسم بالمصحف انا من اتباعك
الأمام الحسين (ع) : لاترفع المصحف ضد المصحف
يزيد و(الكورس) : وهذا القران
الحسين خط مسطور بين دفتين لاينطق وانما يتكلم به الرجال
يزيد و(الكورس) : وقراني؟
الأمام الحسين (ع) : لك منه الورق والحبر ولي منه شرف الانسان وكدحه وصفاء روحه
المشهد الثاني عشر (في المسجد )
الأمام الحسين (ع) : اتريد ان تضع قدمك في موضع قدمي
يزيد ة(الكورس) : لن اسكت عن حقك المهدور
الأمام الحسين (ع) : صبرت وفي العين قذى وفي الحلق شجى وانا اراك تقود قطيعا من المرتزقة تنحرون البراءة كل يوم بتزوير اسمي
يزيد و(الكورس) : انهض ياحسين سأملأ الدنيا جنودا وحشودا
(الكورس) واسلحة ونقوداً
(الكورس) سأكون ثارك الذي يزلزل الارض تحت نعليك
(الكورس) اظهر وخذ ولايتي ان اردت
الأمام الحسين (ع) : ولايتي غير ولايتك يايزيد
يزيد و(الكورس) : اتبرء من سلاطين الجور
(الكورس)وعلى راسهم الطاغية يزيد
(الكورس) وجلاوزته اوغاد الامس
يزيد(الكورس) انظر الى مواكبي الزاحفة وراياتي الراجفة وطقوسي ومسيرات الامي فانا اليوم ابكيك والعن جدودي وذريتي الى يوم الدين
الأمام الحسين (ع) : اينك من الحق
يزيد و(الكورس) : انظر الى ثفنة في جبهتي من اثر السجود الاتراني الطم وجهي والسع ظهري بسياط من حديد الايكفيك كفني وخفقات بنودي وطلبي الشفاعة
الأمام الحسين (ع) : ابحث عن شفيع سواي
(( المشهد الثالث عشر )) في محطة مهجورة
يزيد و(الكورس) : سوء الظن من حسن الفطن
(الكورس) اتراهم حين يلقون بدراهم كدهم وشقائهم في ضريحك الطاهر انهم يحبونك كلا فهم يلتمسون العزاء لانفسهم من هول مايكابدون
يزيد و(الكورس) : ومن حصار الضجر وعبث الحياه اترضى بان تتركهم بلا وال ومعين قل لي بربك كيف تراهم
الأمام الحسين (ع) : اسخى منك لانهم بذلوا جميع ماقدروا عليه من حر اموالهم
يزيد و(الكورس) : ومن اين ياتيهم المال وهم فقراء
(الكورس) يلجاون اليك ضارعين ان تكون شفيعهم تتلطف بهم وتعينهم على بلوى هذا الزمان
الامام لحسين (ع) : مابقي عندهم مايباع ويشترى اوقف تركاضك في الضلال وتجوالك في الشقاق مالك والناس دعهم يعيشوا لاتسرق اللقمة منهم
يزيد و(الكورس): اتريدني ان اتسول مثلهم التمر والرغيف حتى ترضى علي
الأمام الحسين (ع): بل ادع الله لعله يغفر ذنوبك
يزيد و(الكورس) : باي لسان اخاطبه تعالى
الأمام الحسين (ع) : قل الهي نعمتني فلم تجدني شاكرا وابليتني فلم تجدني صابرا
يزيد و(الكورس) : اتريدني ان افضح ذنوبي امام التعساء هؤلاء
الأمام الحسين (ع) : ان وجدت عيبا في نفسك فسد الخلل
(الكورس) : انا مؤمن لاعيب في
(الكورس) اعبد الله رغبة فيه وحده جلت قدرته لارغبة في عبيده الفقراء
الأمام الحسين (ع) : من يعبد الله رغبة فيه فهو تاجر
يزيد و(الكورس) : وعبادتك انت؟
الأمام الحسين (ع): اعبده شاكرا فتلك عبادة الاحرار
المشهد الرابع عشر
منظر لطريق مهجورة .. تتساقط فيها التماثيل ..وتكثر فيها الوحشة .. والغرابة ...والرياح تذروا اوراق الاشجار اليابسة
يزيد و(الكورس) : كيف تريد للعامة ان تعرفك ، وانت غريب ؟
الأمام الحسين (ع) : بدأ الدين غريباً ، وسيعود غريباً ، فطوبى للغرباء
يزيد و(الكورس) : فوضني اذن للحديث باسمك ، مادمت قد اخترت الغربة
الأمام الحسين (ع) : الاحاديث دين ولست بأهل لحملها يايزيد
يزيد و(الكورس) : سأقول للعامة ان حديثي من الدين نفسه ..
(الكورس) لانه صادر منك وانت من اوكلتني
الأمام الحسين (ع): لكني ساخبرهم امراً
يزيد و(الكورس) : مايكون امرك ؟
الأمام الحسين (ع) : انظروا عمن تاخذون دينكم ..حتى يتبينو اختلافي عنك ، وخلافي معك
يزيد و(الكورس) : وما الخلاف بيننا ؟
(الكورس) مات يزيد الذي قتلك ، وحقت عليه اللعنة وبئس المصير ،
(الكورس) وجاء يزيد الذي تريد ، فلياخذوا دينهم مني ، انا ساقول لهم باني اصبحت انت !
الأمام الحسين(ع) : معاذ لله انت تؤسس لديانة ماخطرت على نبي الرحمة من قبل ..فكيف تريدني ان ارتظيها اليوم ؟
يزيد و(الكورس) : ديانتي حبك يا حسين ..
(الكورس) لان اسمك ينجيني من عذاب الدنيا والاخرة
الأمام الحسين (ع) : لست مني ، لانك تصير هواك احاديث موضوعة
يزيد و(الكورس) : احاديث وضعتها لارقق قلوب العامة في حبك
الأمام الحسين (ع) : بل للترهيب والتعصب ، حبك هذا اعماهم واصمهم.. حب تريد به افساد الشريعة ، وايقاع الخلق بالخلط والخبط .. اعوذ بعفوك يا الله من عقابك وبرضاك من سخطك
المشهد الخامس عشر
(تقف هند في المحطة .. ويزيد يحتمي بحقائب متراكمة في الطرف الثاني )
يزيد و(الكورس) : اقنعيه ياهند ..اذا كنا قد ترائينا رأياً وجعلنا له حديثاً فما الضير؟
((هند)) حتى ان كان حديثك باطلاً لا اصل له ؟
يزيد (الكورس) : وكيف يكون حديث يزيد باطلا؟ وهو من تعرفينه اصلا وفصلاً؟
((هند)) مفتون ، وغافل ، وجاهل ، انت ومن يتبعك
يزيد و(الكورس) : اقولي باطل ومهمل ؟!
((هند)) بل لا يقتضيه العقل ، ولا النقل
يزيد و(الكورس) : لكنني اليوم ادقق نظري في كتب الائمة التقاة
لأتخلص من موبقات امسي كلها
((هند)) بجنونك تنكر الواضحات.. فتضعف الاقوال الشريفة وتقبحها بحديث رواته مجاهيل لم يتفرد به سوى منتحل مخادع
يزيد و(الكورس) : اتبقين هنا تتسولين الاغراب .. ليرمو لك بقطعة نقود تذلك .. وتعصف بروحك
((هند)) لا يقوى على اذلال روحي حتى قولك هذا النابع من قعر الجحيم لان جوهرها الزمن الذي يسري مع الحياة
يزيد و(الكورس): وجوهر روحي يا هند ؟ انا الذي كنت زوجك بالامس
((هند)) هناك تسمر محنطاً في الخرائب .. وحفر الفجيعة لكن روحي تهفو الى عالم جديد الى مدائن لا يدنسها غبار العتمة ولا الخزائن المسروقة الملوثة بتمتمات الشيطان ، وحشرجاته !
يزيد و(الكورس) : اريد ان اخطبك ثانية لنفسي يا هند
(الكورس) لم هذا العناد؟ ودونك حقائبي الحافلة بالنقود والذهب
((هند)) لا ارتضي صفقة رخيصة يا يزيد .. بل ابتغي جرعة من الحرية
المشهد السادس عشر
(في المسجد .. على الطراز الغربي )
يزيد و(الكورس) : ياهند اخاطبك انت والحسين قوماً الى حقكما ولا تقعدا في بلدان المهجر والغربة ولا تسكتا عن حقكما المقدس هذا ،
(الكورس) مد يدك يا حسين حتى ابايعك
(الكورس) ولو شئت لاملأن الكوفة او مكة او المدينة او العالم باسره خيلاً ورجالاً واموالاً دفاعاً عنك وعن حقك يزيد و(الكورس) :
الأمام الحسين (ع) : طال عداؤك للاسلام يايزيد ارجع حسيراً مهزوٍما فلا حاجة لي بخيلك ورجالك وطريقنا ليست واحدة
يزيد و(الكورس) : دلني يا حسين اي طريق تسلك اتختار بيعتي ام بيعة اتباعي؟
الأمام الحسين (ع) : اتخيرني بين قياصرة وأكاسرته هذا الزمان ! اما علمت جوهر خياري ؟
يزيد و(الكورس) : نحن الان مشتبكان في مصير واحد
الحسين (ع) : لكننا مختلفان الأمام
يزيد و(الكورس) : وانت يا هند؟
((هند)) سنرى الى اي منقلب سينقلب فيك هذا الزمان