هذه الأبياتَ من قصيدةٍ للشريفِ الرضيّ (طاب ثراه):
كَيفَ السُلوُّ وَكُلُّ مَوقِعِ لَحظَةٍ *** أَثَرٌ لِفَضلِكِ خالِدٌ بِإِزَائي
فَعَلاتُ مَعروفٍ تُقِرُّ نَواظِرِي *** فَتَكُونُ أَجْلَبَ جَالِبٍ لِبُكَائِي
مَا مَاتَ مَن نَزَعَ البَقَاءَ وَذِكْرُهُ *** بِالصّالِحَاتِ يُعَدُّ فِي الأَحْيَاءِ
فَبِأَيِّ كَفٍّ أَسْتَجِنُّ وَأَتَّقِي *** صَرْفَ النَّوَائِبِ أَمْ بِأَيِّ دُعَاءِ
ان القصيدةُ كلُّها تُصوِّر مدى تأثّرِ الشريفِ الرضيّ برحيلِ والدتِه، ويُصوّر أنّه ما كان ليدّخرَ نفسَه فداءً لها لو كان الفداءُ يُرجِعُ العزيزَ.
وهذه الأبياتَ المؤلمةَ والمؤثِّرةَ من القصيدة، مبتدئًا بـ(كيف السلوّ)، لما فيها من المعاني العميقة التي تتجسّد فيها صورةُ الأمّ، فهي تمثّلُ له كلَّ شيء؛ فكيف له أن يصبرَ على فراقِها، وكلُّ الظروفِ تذكّره بها، وكلُّ اللحظاتِ تشهدُ أنّها حاضرةٌ في وجدانِه؟
ولكن بعد الرحيل، مَن يدفعُ عنّي نوائبَ الدهر؟ ومن ذا الذي يدعو لي؟
بهذه اللغةِ وبهذا الحنينِ ينبغي أن نعيشَ علاقتَنا مع الوالدَين.