بِسْمِ الله الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
اللهم صلِ على محمد وآل محمد
حين نتأمل في أعماقنا، ندرك أن الله سبحانه لم يجعل الحياة في الجسد وحده، بل أودع في الإنسان قلبًا آخر…
قلبًا لا يُرى بالعين، لكنه يُبصر بنور الله.
إنه القلب الذي يُدرك، ويهتدي، ويحبّ، ويخاف، ويطمئن.
قال تعالى:
﴿فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَٰكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ﴾
(سورة الحج: 46)
أي أن القلب ليس مجرد عضوٍ في الجسد، بل مركز الإدراك والبصيرة، فإذا عَمِيَ القلب، ضاع النور مهما كانت العين مبصرة.
(سورة الحج: 46)
أي أن القلب ليس مجرد عضوٍ في الجسد، بل مركز الإدراك والبصيرة، فإذا عَمِيَ القلب، ضاع النور مهما كانت العين مبصرة.
وقال تعالى أيضًا:
﴿إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ﴾
(الشعراء: 89)
فالقلب السليم هو الذي سلم من الحقد والرياء، ومن حبّ الدنيا، وامتلأ بالإيمان واليقين.
(الشعراء: 89)
فالقلب السليم هو الذي سلم من الحقد والرياء، ومن حبّ الدنيا، وامتلأ بالإيمان واليقين.
القلب الروحي هو بيت الله في الإنسان، وفي الحديث القدسي الشريف:
«ما وسِعَني سمائي ولا أرضي، ولكن وسِعَني قلبُ عبدي المؤمن».
فأي إبداعٍ أعظم من أن يجعل الله فينا وعاءً يستطيع أن يحمل نوره ومحبته؟
وقال رسول الله صلى الله عليه وآله:
«ألا وإن في الجسد مضغة، إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله، ألا وهي القلب».
فصلاح الحياة يبدأ من الداخل، من صفاء القلب، لا من المظاهر.
فصلاح الحياة يبدأ من الداخل، من صفاء القلب، لا من المظاهر.
وقال أمير المؤمنين علي عليه السلام:
«إنّ الله سبحانه جعل الذكر جلاءً للقلوب، تسمع به بعد الوقرة، وتبصر به بعد العشوة، وتنقاد به بعد المعاندة».
فإذا أكثر الإنسان من ذكر الله، انفتحت بصيرته، واستنار قلبه، وأصبح يرى بنور الله.
فإذا أكثر الإنسان من ذكر الله، انفتحت بصيرته، واستنار قلبه، وأصبح يرى بنور الله.
وفي حديثٍ آخر للإمام الصادق عليه السلام:
«القلب حرم الله، فلا تُسكن حرم الله غير الله».
فكيف يليق أن نسكن في هذا الحرم المقدس أهواء الدنيا وحقد الناس؟
فكيف يليق أن نسكن في هذا الحرم المقدس أهواء الدنيا وحقد الناس؟
القلب هو سرّ الحياة لأنه منبع المشاعر والنية واليقين.
حين يمتلئ حبًا، يحيا الجسد كله في نور، وحين يغمره الغلّ والهمّ، يخبو النور وتنطفئ البهجة.
قال تعالى:
﴿الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّهِ ۗ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ﴾
(الرعد: 28)
(الرعد: 28)
يا من تبحث عن السعادة، لا تفتش عنها في الخارج،
ابحث عنها في قلبك، في صدقك، في لحظات صفائك مع الله،
فإن فيه سرًّا عظيمًا لا يُفتح إلا لمن طرقه بالنية الطاهرة والدمعة الخاشعة.
القلب المطمئن هو الجنة في الدنيا قبل الآخرة،
هو القلب الذي إذا ضاقت به الهموم، قال بثقة:
﴿حَسْبِيَ اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ﴾.