بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلِ على محمد وآل محمد
حين يتحدث أمير المؤمنين عليه السلام، فإن كلماته لا تصف ظاهر الأشياء، بل تغوص إلى لبّها، إلى باطنها الذي لا تراه العيون.
قال عليه السلام:
«لا خير في خير لا يُنال إلا بشر، ولا شر في شر لا يُنال إلا بخير.»
(نهج البلاغة، الحكمة 370)
في هذه الكلمة الموجزة يعلّمنا الإمام ميزانًا دقيقًا للتمييز بين الحق والباطل، والخير والشر.
فليس كل ما يبدو خيرًا هو خير، ولا كل ما يبدو شرًا هو شر.
قد ترى أمامك طريقًا مليئًا بالزهور، لكنه يؤدي إلى هاوية…
وقد تمرّ بطريقٍ شاقٍّ متعب، لكنه يصلك إلى الجنة.
🔸 "لا خير في خير لا يُنال إلا بشر"
لا خير في مالٍ يأتي بالحرام، ولا خير في راحةٍ تُنال بظلم الآخرين، ولا خير في سعادةٍ تُبنى على دمعة أحدٍ من عباد الله.
فالخير لا يكون خيرًا إن كان ثمنه ذنبًا.
🔹 "ولا شر في شر لا يُنال إلا بخير"
إن البلاء الذي يقودك إلى التوبة، والمرض الذي يطهّرك من الذنوب، والفقد الذي يوقظ روحك لتعود إلى الله…
كلها شرور ظاهرًا، لكنها في الحقيقة رحمات متخفية.
الإمام يدعوك إلى أن ترى الحياة بعين الله، لا بعين العجلة البشرية.
أن تسأل نفسك دائمًا:
ما العاقبة؟
هل هذا الطريق يُقربني من الله أم يُبعدني عنه؟
هل هذا الذي يبدو شرًا يحمل في طيّاته هدية من السماء؟
✨ حين تفكر بعين العاقبة، تصغر الدنيا في نظرك، ويكبر الله في قلبك.
تصبح أكثر صبرًا، وأقل خوفًا.
وتدرك أن الخير الحقيقي هو ما يقود إلى طمأنينة القلب، والشر الحقيقي هو ما يُطفئ نور الروح.