اللهم صل على محمد وآل محمد
روى الفخر الرازي في التفسير الكبير في تفسير قول الله تعالى :
{ ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضاة الله ، والله رؤوف بالعباد } سورة البقرة : آية 207 .
- قال : نزلت في علي بن أبي طالب عليه السلام ، بات على فراش رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ليلة خروجه إلى الغار .
- قال : ويروى أنه لما نام على عليه السلام فراشه صلى الله عليه وسلم ، قام جبريل عند رأسه ، وميكائيل عند رجليه ، وجبريل ينادي :
- بخ بخ ، من مثلك يا ابن أبي طالب ، يباهي الله بك الملائكة ، ونزلت الآية ، يعني بها :
- { ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضاة الله * والله رؤوف بالعباد } .
فضائل الخمسة 2 / 309 .
وروى ابن الأثير في أسد الغابة بإسناده إلى الأستاذ أبي إسحاق ، أحمد بن إبراهيم الثعلبي المفسر ، قال :
- رأيت في بعض الكتب ، أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، لما أراد الهجرة ، خلف علي بن أبي طالب بمكة لقضاء ديون ، ورد الودائع التي كانت عنده ، وأمره ليلة خرج إلى الغار ، وقد أحاط المشركون بالدار ، أن ينام على فراشه ، وقال له :
- اتشح ببردي الحضرمي الأخضر ، فإنه لا يخلص إليك منهم مكروه ، إن شاء الله تعالى ، ففعل ذلك ، فأوحى الله إلى جبريل وميكائيل عليهما السلام :
- إني آخيت بينكما ، وجعلت عمر أحدكما أطول من عمر الآخر ، فأيكما يؤثر صاحبه بالحياة ؟
- فاختار كلاهما الحياة ، فأوحى الله عز وجل إليهما : أفلا كنتما مثل علي بن أبي طالب ؟
- آخيت بينه وبين نبيي محمد ، فبات على فراشه يحرسه ، يفديه ، بنفسه ويؤثره بالحياة ، إهبطا إلى الأرض واحفظاه من عدوه ،
- فنزلا ، فكان جبريل عند رأس علي ، وميكائيل عند رجليه ، وجبريل ينادي : بخ بخ ، من مثلك يا ابن أبي طالب ، يباهي الله عز وجل به الملائكة ،
- فأنزل الله عز وجل على رسوله ، وهو متوجه إلى المدينة في شأن علي:
{ ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضاة الله * والله رؤوف بالعباد }
أسد الغابة 4 / 103 - 104 ، سورة البقرة : آية 207 .
وروى ابن الأثير في أسد الغابة بسنده عن يونس بن بكير عن ابن إسحاق قال : وأقام رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم - يعني بعد أن هاجر أصحابه إلى المدينة - ينتظر مجئ جبريل عليه السلام ، وأمره له أن يخرج من مكة ، بإذن الله له في الهجرة إلى المدينة ،
- حتى إذا اجتمعت قريش فمكرت بالنبي ، وأرادوا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ما أرادوا ، أتاه جبريل عليه السلام ، وأمره أن لا يبيت في مكانه الذي يبيت فيه ،
- فدعا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، علي بن أبي طالب ، فأمره أن يبيت على فراشه ، ويتسجى ببرد له أخضر ، ففعل ،
- ثم خرج رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، على القوم ، وهم على بابه .
- قال ابن إسحاق : وتتابع الناس في الهجرة ، وكان آخر من قدم المدينة من الناس ولم يفتن في دينه ، علي بن أبي طالب ،
- وذلك أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، أخره بمكة ، وأمره أن ينام على فراشه وأجله ثلاثا ، وأمره أن يؤدي إلى كل ذي حق حقه ففعل ، ثم لحق برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
أسد الغابة 4 / 95 ، سيرة ابن هشام 1 / 480 - 485 .
- وقال المنادي في كنوز الحقائق : إن الله يباهي بعلي كل يوم الملائكة - قال : أخرجه الديلمي .كنوز الحقائق ص 31 .
روى الحاكم في المستدرك بسنده عن الإمام علي زين العابدين بن الإمام الحسين عليهما السلام :
- أن أول من شرى نفسه ابتغاء مرضاة الله ، علي بن أبي طالب عليه السلام ،
- وقال علي ، عند مبيته على فراش رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :
- وقت نفسي خير من وطأ الحصى ... ومن طاف البيت العتيق والحجر
- رسول إله خاف أن يمكروا به ... فنجاه ذو الطول الإله من المكر
- وبات رسول الله في الغار آمنا .. موقى وفي حفظ الإله وفي ستر
- وبت أراعيهم ولم يتهمونني .. وقد وطنت نفسي على القتل والأسر
روى الإمام أحمد في المسند بسنده عن ابن عباس في قوله تعالى :
{ وإذ يمكر الذين كفروا ليثبتوك . . . }
- قال : تشاورت قريش ليلة بمكة ، فقال بعضهم :
- إذا أصبح فأثبتوه بالوثاق يريدون النبي صلى الله عليه وآله وسلم وقال بعضهم : بل اقتلوه ، وقال بعضهم : بل اخرجوه ،
- فاطلع الله عز وجل نبيه على ذلك ، فبات علي عليه السلام ، على فراش النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، تلك الليلة ، وخرج النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، حتى لحق بالغار ،
- وبات المشركون يحرسون عليا ، يحسبونه النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، فلما أصبحوا ثاروا إليه ، فلما رأوا عليا ، رد الله مكرهم ، فقالوا :
- أين صاحبك هذا ؟
-,قال : لا أدري ، فاقتفوا أثره ، فلما بلغوا الجبل خلط عليهم ، فصعدوا في الجبل ، فمروا بالغار ، فرأوا على بابه نسج العنكبوت ، فقالوا :
- لو دخل هاهنا ، لم يكن نسج العنكبوت على بابه ، فمكث فيه ثلاث ليال.
مسند الإمام أحمد 1 / 348 .
روى المتقي الهندي في كنز العمال بسنده عن أبي الطفيل ، عامر بن واثلة ، قال :
- كنت على الباب يوم الشورى فارتفعت الأصوات بينهم ، فسمعت عليا عليه السلام يقول :
- بايع الناس لأبي بكر ، وأنا والله أولى بالأمر منه ، وأحق به منه - إلى أن قال :
- إن عمر جعلني في خمسة أنفار ، أنا سادسهم ، لا يعرف : لي فضلا عليهم في الصلاح ، ولا يعرفونه لي ، كلنا فيه شرع سواء ، وأيم الله ، لو أشاء أن أتكلم ، ثم لا يستطيع عربيهم ولا عجميهم ، ولا المعاهد منهم ولا المشرك ، رد خصلة منها لفعلت - إلى أن قال :
- أفيكم أحد كان أعظم غناء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، حين اضطجعت على فراشه ، ووقيته بنفسي ، وبذلت له مهجة دمي ، قالوا : اللهم لا .
كنز العمال 3 / 155 .
وروى السيوطي في تفسير ( الدر المنثور ) في تفسير قول الله تعالى : -
{ وإذ يمكر بك الذين كفروا ليثبتوك أو يقتلوك ويخرجوك } .
سورة الأنفال : آية 30 .
قال : وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن قتادة ، قال :
- دخلوا دار الندوة يأتمرون بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم وساق الحديث إلى أن قال : وقام علي عليه السلام على فراش النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، أتوا يحرسونه - يعني المشركين - يحسبون أنه النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، فلما أصبحوا ثاروا إليه ، فإذا هم بعلي عليه السلام ، فقالوا أين صاحبك ، فقال : لا أدري أثره ، حتى بلغوا الغار ، ثم رجعوا .فضائل الخمسة 2 / 313 .
----------
منقول
