إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

حياة القرآن الكريم وتجدد مضامينه العميقة الجارية في كل عصر وزمان ...

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • حياة القرآن الكريم وتجدد مضامينه العميقة الجارية في كل عصر وزمان ...

    حياة القرآن الكريم وتجدد مضامينه العميقة الجارية في كل عصر وزمان ...

    بسم الله الرحمن الرحيم .
    اللهم صل على محمد وآل محمد .


    *** يقول السيد جعفر مرتضى : ( إذن ، فلا بد أن نبقى ننتظر - باستمرار - أن يكتشف الانسان كل جديد في هذا القرآن ، تبعا لتقدم معارفه ، ونمو قدراته الفكرية والثقافية.
    وهذا تاريخ القرآن عبر القرون والاجيال ، خير شاهد ودليل على ما نقول ، حيث إننا نلاحظ : أن كل عصر يمتاز بتقدم علم أو علوم ، ويتألق فيه نجمها ، ويقوى سلطانها ، ثم تعود تدريجا لتتراجع أمام زحف علم أو علوم أخرى لتحتل هي بدورها أيضا مكان الصدارة في البحث والعمق والتحقيق وهكذا ولكن هذا القرآن العظيم يبقى هو المهيمن في العصور كلها على العلوم والعلماء جميعا ، ويدرك الكل أنه فوق مستواهم ، ولا تبلغه عقولهم ، ولا تناله قدراتهم ، ويجدون فيه ما يوجب خضوعهم لعظمته ، ويدركون انه لا يزال فيه ما يعجزون عن إداركه ، والاحاطة به ، فضلا عن مجاراته .
    كما أنه مع اختلاف الثقافات ، والاتجاهات ، والمستويات على مر العصور ، فإن الكل يجدون هذا القرآن مطابقا لمقتضى الحال دائما ومنسجما معه ، وهذا هو الاعجاز حقا !!
    وخلاصة الامر : هذه المئات من السنين تمر ، والاجيال تأتي وتذهب ، والانسان لا يزال يكتشف المزيد من معارف القرآن ، وأسراره ، ومراميه . وكلما توصل إلى شيء ، فإنه يجد أن هذا القرآن - ليس فقط قد جاء بمعارف ومرام لا تتناسب مع عقلية وثقافة عصر نزوله ، الامر الذي يؤكد على أنه من عند الله تعالى - وإنما يتجاوز ذلك كله ، ليثبت لكل أحد : أن أغواره لا تزال تحتضن المزيد من المعاني والاسرار، التي يرى هذا الانسان نفسه عاجزا عن الوصول إليها والحصول عليها.
    وأكثر من ذلك ، فلقد أصبح معروفا : أن الانسان كلما أعاد قراءة هذا القرآن ، فإنه يجده جديدا عليه في معانيه ومراميه ، وذلك بسبب اختلاف حالات وتوجهات الانسان ، ونوعية الصور الحاضرة آنيا لديه ، والاجواء والحالات النفسية المهيمنة عليه . وهذه خصوصية ثابته في القرآن لا تتغير ولا تتبدل على مر الدهور والعصور ، وسيأتي انه كلما ذهب قرن يأتي قرن آخر ، فيطلعون على معنى جديد للآيات القرآنية ولا يزال الناس على ذلك إلى يوم القيامة ، على اعتبار أنه كلما ترقت البشرية في مداركها ومعارفها ، كلما كانت أقدر على اكتشاف معارف القرآن ، واستكناه أسراره .
    وعن أمير المؤمنين (عليه السلام) حول القرآن : (فيه علم ما مضى ، وعلم ما يأتي إلى يوم القيامة . وحكم ما بينكم . وبيان ما أصبحتم فيه تختلفون) .
    وعنه (عليه السلام) : (لو شئت لأوقرت سبعين بعيراً من تفسير فاتحة
    الكتاب) .
    وعنهم (عليهم السلام) : (ظاهره أنيق ، وباطنه عميق) .
    وعنهم (عليهم السلام) : (ظاهره حكم ، وباطنه علم) . وما يشير إلى هذا المعنى كثير جدا لا مجال لاستقصائه .
    ولعل إلى جميع ذلك يشير ما ورد عن الامام الصادق (عليه السلام) وعن الامام الحسين (عليه السلام) : كتاب الله على أربعة أشياء ، على العبارة ، والاشارة ، واللطائف ، والحقائق ، فالعبارة للعوام ، والاشارة للخواص ، واللطائف للأولياء ، والحقائق للأنبياء ) . 1
    **********************
    1 - الصحيح من سيرة النبي الأعظم (ص) ، ج 2 ، ص 197 .
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X