إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

زكاة الفطرة 1: معنى الفطرة وفوائدها و أدلة وجوب زكاة الفطرة

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • زكاة الفطرة 1: معنى الفطرة وفوائدها و أدلة وجوب زكاة الفطرة

    بسم الله الرحمن الرحيم
    والصلاة والسلام على محمد واله الطيبين الطاهرين
    واللعنة الدائمة على اعدائهم الى قيام يوم الدين


    المقدّمة

    نشرع بإذن الله تعالى، متوكّلين عليه سبحانه وتعالى، في كتابٍ مهمٍّ من كتب الفقه الإسلامي، ألا وهو كتاب الزكاة.

    وقد جاءت الاستخارة على أن يكون الموضوع المختار هو زكاة الفطرة، تلك الزكاة التي ابتدأ الإسلام أداءه بها، كما أشار إلى ذلك قوله تعالى:

    ﴿قَدْ أَفْلَحَ مَن تَزَكَّى * وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى﴾.

    وقد ورد في الحديث الشريف في تفسير هذه الآية الكريمة، ما يوضّح أن المقصود منها هو زكاة الفطرة


    معنى الفطرة في الروايات

    في صحيحة أبي بصير وزرارة، عن الإمام الصادق عليه السلام، قال:
    «إنّ من تمام الصوم إعطاء الزكاة، يعني الفطرة، فكما أنّ الصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم من تمام الصلاة، كذلك إعطاء زكاة الفطرة من تمام الصوم، فمن صام ولم يؤدّ الزكاة فلا صوم له إذا تركها متعمّدًا، ولا صلاة له إذا ترك الصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم».
    وقد قال عليه السلام أيضًا:
    «إنّ الله عز وجل بدأ بها قبل الصلاة»،
    وفي بعض الروايات:
    «بل قبل الصوم»،
    لقوله تعالى:
    ﴿قَدْ أَفْلَحَ مَن تَزَكَّى * وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى﴾.

    فأول ما نزل من أحكام الزكاة هو زكاة الفطرة.

    الروايات المبيِّنة لأوّل ما نزل من الزكاة

    ورُوي في الحديث الأوّل من أبواب زكاة الفطرة، الباب الأوّل الحديث الأوّل، عن محمد بن علي بن الحسين بإسناده عن هشام بن الحكم، رواية صحيحة عن الإمام الصادق عليه السلام قال:

    «نزلت الزكاة وليس للناس أموال، وإنما كانت الفطرة أول ما نزلت، نزلت في زكاة الفطرة».

    وجه التقديم في النزول

    وقد يُستشكل بأنّه إذا نزلت آية الحج مثلًا، فهل المقصود بها من وُجد فيه المصداق بالفعل، أم أنّها تشمل الحكم الإنشائي؟

    فنقول: إنّ زكاة المال لم تكن حينها موجودة فعلًا، لأنّ الناس لم يكن لهم مال، فكانت زكاة الفطرة هي المصداق الخارجي الواقعي للزكاة حينئذٍ، ولذلك لم يكن هناك إشكال في تقديمها.

    أدلّة وجوب زكاة الفطرة

    يمكن الاستدلال على وجوبها بثلاثة أدلّة رئيسة:

    الدليل الأوّل: الدليل القرآني المفسَّر بالرواية

    وهو قوله تعالى:

    ﴿قَدْ أَفْلَحَ مَن تَزَكَّى * وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى﴾،

    وقد فسّرتها الروايات الصحيحة بأنّ المراد منها هو زكاة الفطرة، وأنّ الله تعالى بدأ بها قبل الصلاة.

    وكذلك الآية الأخرى:

    ﴿أَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ﴾،
    وقد ورد في رواية معتبرة عن الإمام موسى بن جعفر الكاظم عليه السلام، عن طريق صفوان عن إسحاق بن المبارك، أنّ المقصود منها أيضًا زكاة الفطرة.


    الدليل الثاني: الروايات الكثيرة المستفيضة

    بل ادّعى صاحب الجواهر أنّها متواترة، فقال (رضوان الله عليه):

    «بل هو من ضروريات الفقه، لا ريب فيه».

    فقد تواترت الروايات في بيان وجوب زكاة الفطرة وكونها من تمام الصوم.

    الدليل الثالث: الإجماع

    ولا خلاف بين فقهاء أهل البيت (عليهم السلام) في وجوبها، بل انعقد عليها الإجماع القطعي، وصرّح به أكابر العلماء.

    قال صاحب المدارك (قدّس سرّه):
    «أجمع المسلمون على وجوبها، إلا من شذّ من العامة».

    وقال صاحب الجواهر (رضوان الله عليه):

    «وجوبها مجمع عليه بين المسلمين، إلا من شذّ من بعض أصحاب مالك».
    فالأمر إذن مفروغ منه، إذ اتّفقت كلمة علماء المسلمين على وجوبها، خصوصًا عند فرقتنا الحقّ مذهب أهل البيت (عليهم السلام).

    زكاة الفطرة من دعائم الإسلام
    وردت روايات كثيرة تؤكد أن الزكاة – وتشمل زكاة الفطرة – من أركان الإسلام ودعائمه الكبرى.

    فعن فضيل بن يسار، رواية معتبرة عن أبي جعفر عليه السلام قال:
    «بُني الإسلام على خمس: على الصلاة، والزكاة، والصوم، والحج، والولاية، ولم يُنادَ بشيء كما نُودي بالولاية، فأخذ الناس بأربع وتركوا هذه الخامسة».

    فلا شك إذًا في وجوب الزكاة، وأنّها من أعمدة هذا الدين الحنيف.

    معنى الفطرة

    أما معنى الفطرة فيُحتمل فيه ثلاثة تفسيرات:

    التفسير الأوّل: الفطرة بمعنى النفس أو البدن

    ولذا ورد في بعض الروايات تسميتها بـ زكاة الأبدان مقابل زكاة الأموال.

    ومنها ما ورد أنّ من لم تُدفع عنه زكاة الفطرة يُخاف عليه الموت.

    قال الإمام عليه السلام في رواية معتبرة:

    «أعطِ فطرة من عيالك أجمعهم، ولا تدع منهم أحدًا، فإنّك إن تركت منهم أحدًا تخوّفت عليه الفوت».

    قلت: وما الفوت؟

    قال: الموت.

    التفسير الثاني: الفطرة بمعنى الدين
    لقوله تعالى:
    ﴿فِطْرَةَ اللهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا﴾،
    أي أنّ زكاة الفطرة هي زكاة الإسلام، وزكاة التدين بدين الله الحقّ.

    ولذلك ورد أنّ من ترك زكاة الفطرة ليس بمسلم،

    حتى أنّها تُقضى عنه بعد موته، وتُخرج من تركته.

    التفسير الثالث: الفطرة بمعنى الإفطار
    أي مأخوذة من عيد الفطر، لأنّها تؤدّى عند الإفطار من الصوم في يوم العيد، كما أنّ الصائم يُفطر من طعامه وشرابه، كذلك يُفطر بدفع زكاة الفطرة.

    ترجيح التفسير الأوّل
    وقد رجّح بعض العلماء، منهم صاحب المسالك وصاحب الجواهر (رحمهما الله)، أنّ المقصود بالفطرة هو البدن، فهي زكاة الأبدان لا الأموال.

    فوائد زكاة الفطرة
    ذكر الفقهاء فوائدها الكثيرة، منها:

    1. أنها تدفع الموت عن من أُديت عنه في تلك السنة، كما في الروايات.

    2. أنها توجب قبول الصيام، فالصوم لا يُقبل إلا بإيتائها.

    3. أنها مقدَّمة على الصلاة في النزول القرآني، لقوله تعالى:

    ﴿قَدْ أَفْلَحَ مَن تَزَكَّى وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى﴾.

    وقد أشار بعض المفسّرين كالعلاّمة المازندراني في المفاتيح إلى أن الله تعالى قدّم التخلية (التزكية) على التحلية (الصلاة)،

    أي أن العبد لا يتحلّى بالصلاة إلا بعد أن يتخلّى من رذائل النفس بالبذل والزكاة.

    فصول البحث
    وبعد هذا البيان، فإنّ الكلام في زكاة الفطرة يقع في عدّة فصول:

    1. الفصل الأوّل: في شروط وجوبها، ومتى تجب.

    2. الفصل الثاني: فيمن تجب عليه، ومن تجب عنه، ومن هم العيال الذين تُدفع عنهم.

    3. الفصل الثالث: في جنسها وقدرها.

    4. الفصل الرابع: في وقتها ومصرفها.

    وصلى الله على سيد المرسلين محمد وآله الطاهرين،

    والحمد لله ربّ العالمين.



    من افادات بحث السيد عماد الحكيم حفظه الله
    التعديل الأخير تم بواسطة م.القريشي; الساعة 20-10-2025, 08:36 PM.
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X