بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلِ على محمد وآل محمد
إنّ الله سبحانه وتعالى غنيّ عنّا وعن نصرتنا، ولكن حين يقول في كتابه:
﴿إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ﴾ [محمد: 7]
فليس المقصود أن نعين الله في قوّته، بل أن نكون جنوداً لقيمه ودينه وعدله في الأرض.
نصرتنا لله هي في الحقيقة نصرة لأنفسنا، لأنّ من نصر الله نصره الله في الدنيا والآخرة
🌿 نصرة الله تكون بنصرة دينه
فليس المقصود أن نعين الله في قوّته، بل أن نكون جنوداً لقيمه ودينه وعدله في الأرض.
نصرتنا لله هي في الحقيقة نصرة لأنفسنا، لأنّ من نصر الله نصره الله في الدنيا والآخرة
🌿 نصرة الله تكون بنصرة دينه
قال أمير المؤمنين عليه السلام:
"إنّ الله لا يُنصر بالجيوش الكثيرة، وإنما يُنصر بطاعة عباده له"
(نهج البلاغة، خطبة 173)
(نهج البلاغة، خطبة 173)
إذن نصرة الله ليست بعدد ولا سلاح، بل بالطاعة، والثبات على الحق، ونشر القيم الإلهية.
كل من يحمل راية الحق في وجه الباطل هو ناصرٌ لله تعالى.
نصرة الله بالعمل الصالح والإصلاح
قال تعالى:
﴿الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ﴾ [الحج: 41]
هؤلاء الذين مكّنهم الله، لم يطلبوا الجاه ولا المال، بل جعلوا همّهم إقامة القسط.
فمن أقام الصلاة بإخلاص، وأصلح في بيته ومجتمعه، وأمر بالخير ونهى عن الفساد — فقد نصر الله.
نصرة الله تكون بالثبات في مواطن الفتنة
قال الإمام الحسين عليه السلام في كربلاء:
"ألا وإنّ الدعيّ ابن الدعيّ قد ركز بين اثنتين، بين السلة والذلة، وهيهات منّا الذلة"
هنا تتجلى النصرة العظمى لله، حين يختار المؤمن الحق ولو كان وحيداً، ويرفض الذلّ ولو أغراه المال أو السلطان.
الثبات في زمن الانحراف هو أبلغ نصرة لله.
نصرة الله تكون بالخلق الحسن
قال رسول الله ﷺ وآله:
"أفضلُ الجهادِ من جاهدَ نفسَه التي بين جنبَيْهِ"
(الكافي، ج2، ص 18)
(الكافي، ج2، ص 18)
أن تكبح الغضب، أن تسامح، أن تعفو، أن تبتسم في وجه الضعيف — هذا نوع من نصرة الله في نفسك، لأنك تنصر الرحمة على القسوة، والإيمان على الهوى.
نصرة الله تكون بخدمة خلقه
قال الإمام الصادق عليه السلام:
"من قضى لأخيه المؤمن حاجة، قضى الله له حوائج كثيرة، ومن فرّج عن مؤمن كربة فرّج الله عنه كرب يوم القيامة"
(الكافي، ج2، ص199)
(الكافي، ج2، ص199)
حين تخدم الناس، لا تنصرهم فقط، بل تنصر الله الذي جعل قضاء حوائجهم عبادة له.
كل يد تمتدّ بالخير، وكل قلب يرحم، هو جنديّ في جيش الرحمن.
نصرة الله تكون بنشر نوره في القلوب
قال تعالى:
﴿يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ﴾ [التوبة: 32]
كن أنت وسيلة الله لإتمام نوره:
علّم الناس الخير، شارك المعرفة، أزل الجهل والخرافة، وازرع الأمل في النفوس.
فكل كلمة طيبة تُقال في سبيل الله، هي شعلة من نوره تُضيء العالم.
نصرة الله لا تحتاج إلى قوة بدنية ولا مالٍ كثير، بل تحتاج إلى قلب صادق وعمل خالص وثباتٍ على طريق الحقّ.
وحين تنصر الله بهذه الصورة، يحقّق فيك وعده العظيم:
﴿إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ﴾
فكن من أنصاره في زمن الغفلة، ليذكرك الله في زمن الشدّة..