إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

🕊️ حين تختار الروح رحيلها...

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • 🕊️ حين تختار الروح رحيلها...



    بسم الله الرحمن الرحيم
    والصلاة والسلام على محمدٍ وآله الطاهرين

    أنّ لحظة الموت ليست دائمًا لحظة انتزاعٍ قاسٍ كما يظن الناس، بل قد تكون لحظة اختيارٍ، ورضا، ولقاءٍ محبٍّ مشتاق.

    📜 قال الإمام الصادق عليه السلام:
    «إنّ المؤمن إذا حضره الموت، حضر رسول الله صلى الله عليه وآله وأمير المؤمنين عليه السلام والحسن والحسين عليهم السلام، فيجلسون عند رأسه، فيقول له رسول الله صلى الله عليه وآله: يا وليّ الله، لا تخف ولا تحزن، فإنّا إليك مشتاقون، ثم يُفتح له باب إلى الجنة...»
    (بحار الأنوار، ج6، ص162)

    في تلك اللحظة، لا تُنتزع الروح قهرًا…
    بل تُدعى بلطفٍ، تُخيَّر أحيانًا بين البقاء في دار البلاء أو الرحيل إلى دار اللقاء.

    📖 روى أمير المؤمنين عليه السلام:
    «إنّ المؤمن إذا حضره الموت، رأى ما يحبّ، فيُقال له: ارجع إلى الدنيا؟ فيقول: لا حاجة لي فيها، اللهمّ عجّل بي إلى ما هو خيرٌ لي منها.»
    (نهج البلاغة، الحكمة 222)

    هنا يتجلّى الاختيار الحقيقي
    اختيار الروح التي ذاقت طعم الطمأنينة والإيمان، فلا تعود ترغب في الدنيا بعد أن أُزيح عنها حجاب الغيب.

    ☀️ وقد قال الإمام زين العابدين عليه السلام وهو يصف تلك الساعة:
    «إنّ الموت للمؤمن كخلع ثيابٍ وسخة، وقلع قيودٍ وأغلالٍ ثقيلة، واستبدالها بثيابٍ أنقى وراحةٍ أبقى.»
    (بحار الأنوار، ج6، ص153)

    فالموت ليس نهاية، بل تحرّر بإرادةٍ هادئة.
    إنّ الأرواح الطاهرة، حين ترى مقامها في الجنان، تختار المضيّ، تختار لقاء الله، كما تختار الطيور التحليق حين تُفتح لها الأبواب.

    💫 وهنا معنى دقيق ورد عن الإمام الصادق عليه السلام:
    «إنّ الروح تُخيّر عند الموت، فإن كانت مؤمنة اختارت لقاء ربّها، وإن كانت غير ذلك كرهت فراق الجسد.»
    (تفسير القمي، ج2، ص299)

    وهذا هو سرّ الطمأنينة عند بعض المحتضرين، تراهم يبتسمون قبل أن تُغلق عيونهم، كأنهم رأوا ما وعد الله به أولياءه.

    حين تعيش على الطاعة، تزرع في روحك ذلك الاختيار الجميل عند الرحيل.
    فالموت لا يكون خوفًا، بل رجوعًا إلى بيتٍ اشتقنا إليه منذ زمن.

    جعلنا الله وإياكم من الذين إذا حضرهم الموت، تبسّمت أرواحهم، ولبّت النداء بقوله:
    “يا أيتها النفس المطمئنة، ارجعي إلى ربك راضيةً مرضيّة.”
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X