بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على محمد واله الطيبين الطاهرين
واللعنة الدائمة على اعدائهم الى قيام يوم الدين
(وأكثروا الدعاء بتعجيل الفرج، فإن ذلك فرجكم )
ورد من الناحية المقدسة على يد محمد بن عثمان،
هنا الإمام صلوات الله عليه يكتب إلى محمد بن عثمان بن سعيد العمري –
وأما علة ما وقع من الغيبة فإن الله عز وجل يقول: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ﴾، إنه لم يكن أحد من آبائي – إلا وقد وقعت في عنقه بيعة لطاغية زمانه، أي أنه مجبور على أن يتكيف مع وضع طاغية زمانه،
وإني أخرج وحين أخرج ولا بيعة لأحد من الطواغيت في عنقي.
وأما وجه الانتفاع بي في غيبتي فكالانتفاع بالشمس إذا غيبها عن الأبصار السحاب، فكما أن السحاب عندما يأتي يحجب الشمس عن الأبصار فإنا لا نراها، فهل يعني ذلك أنها غير موجودة؟
بل هي موجودة ولكن السحاب مانع من رؤيتها.
وإني لأمان لأهل الأرض كما أن النجوم أمان لأهل السماء، فاغلقوا أبواب السؤال عما لا يعنيكم، واسألوا عن أشياء تعنيكم،
فهذه أمور لا تعنيكم،
فلا تسألوا لماذا تغيب يا مولانا،
ولماذا تطول الغيبة يا مولانا،
ولماذا كذا وكذا،
بل يقول الإمام: فاغلقوا أبواب السؤال عما لا يعنيكم، ولا تتكلفوا علم ما كفيتم،
فهذه أمور ترتبط بعالم الغيب وهو عالم آخر لا يُدرك بالعقول المحدودة.
وأكثروا الدعاء بتعجيل الفرج،
فمنذ ذلك اليوم أمر الإمام – منذ زمن السفير الثاني – بأن يُكثر شيعته من الدعاء بتعجيل الفرج،
فإن ذلك فرجكم،
وختم كتابه بالسلام قائلاً: والسلام عليك يا إسحاق بن يعقوب وعلى من اتبع الهدى.
ان هذه الكلمة المباركة تعكس ببلاغتها وحكمتها معنى الغيبة، وتوضح مدى ضرورة التسليم لما لا يقدر عليه العقل، والاحتكام إلى الإيمان بالغيب، إلى جانب التوجيه عمّا ينبغي للسائلين التركيز عليه وتعظيم الدعاء بفرج الله.
المصدر:
الشيخ الصدوق، كمال الدين وتمام النعمة، ج2، باب ما خرج من توقيعاته عليه السلام، ح45
والصلاة والسلام على محمد واله الطيبين الطاهرين
واللعنة الدائمة على اعدائهم الى قيام يوم الدين
(وأكثروا الدعاء بتعجيل الفرج، فإن ذلك فرجكم )
ورد من الناحية المقدسة على يد محمد بن عثمان،
هنا الإمام صلوات الله عليه يكتب إلى محمد بن عثمان بن سعيد العمري –
وأما علة ما وقع من الغيبة فإن الله عز وجل يقول: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ﴾، إنه لم يكن أحد من آبائي – إلا وقد وقعت في عنقه بيعة لطاغية زمانه، أي أنه مجبور على أن يتكيف مع وضع طاغية زمانه،
وإني أخرج وحين أخرج ولا بيعة لأحد من الطواغيت في عنقي.
وأما وجه الانتفاع بي في غيبتي فكالانتفاع بالشمس إذا غيبها عن الأبصار السحاب، فكما أن السحاب عندما يأتي يحجب الشمس عن الأبصار فإنا لا نراها، فهل يعني ذلك أنها غير موجودة؟
بل هي موجودة ولكن السحاب مانع من رؤيتها.
وإني لأمان لأهل الأرض كما أن النجوم أمان لأهل السماء، فاغلقوا أبواب السؤال عما لا يعنيكم، واسألوا عن أشياء تعنيكم،
فهذه أمور لا تعنيكم،
فلا تسألوا لماذا تغيب يا مولانا،
ولماذا تطول الغيبة يا مولانا،
ولماذا كذا وكذا،
بل يقول الإمام: فاغلقوا أبواب السؤال عما لا يعنيكم، ولا تتكلفوا علم ما كفيتم،
فهذه أمور ترتبط بعالم الغيب وهو عالم آخر لا يُدرك بالعقول المحدودة.
وأكثروا الدعاء بتعجيل الفرج،
فمنذ ذلك اليوم أمر الإمام – منذ زمن السفير الثاني – بأن يُكثر شيعته من الدعاء بتعجيل الفرج،
فإن ذلك فرجكم،
وختم كتابه بالسلام قائلاً: والسلام عليك يا إسحاق بن يعقوب وعلى من اتبع الهدى.
ان هذه الكلمة المباركة تعكس ببلاغتها وحكمتها معنى الغيبة، وتوضح مدى ضرورة التسليم لما لا يقدر عليه العقل، والاحتكام إلى الإيمان بالغيب، إلى جانب التوجيه عمّا ينبغي للسائلين التركيز عليه وتعظيم الدعاء بفرج الله.
المصدر:
الشيخ الصدوق، كمال الدين وتمام النعمة، ج2، باب ما خرج من توقيعاته عليه السلام، ح45
